أطلقت الحكومة اليمنية واليونيسف أمس بصنعاء حملة وطنية لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل. تهدف الحملة التي يتم تنفيذها مع شركاء دوليين ومحليين بمناسبة مرور 25 عاماً على التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وتحت شعار «لنتحد من أجل الأطفال» إلى تسليط الضوء على التغييرات التي ألهمتها اتفاقية حقوق الطفل في القوانين المحلية والممارسات من أجل تحسين حياة الأطفال في اليمن على مدى السنوات ال25 الماضية. وفي الفعالية أكد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد الحاوري - وفقاً لوكالة سبأ - أن حماية الحقوق للأطفال والحيلولة دون تعرضهم للمخاطر يمثل أولوية هامة للحكومة من خلال العمل مع المجتمع على تأمين وحماية حقوقهم، مشيراً إلى أن الأحداث التي شهدتها اليمن أثرت سلباً على واقع الطفولة وحقوق الأطفال. ولفت إلى أن الحكومة ستعمل مع المجتمع المدني وكافة الشركاء والعاملين في مجال الطفولة من أجل تأمين هذه الحقوق، معرباً عن أمله في أن تعمل هذه الحملة على تعزيز ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول حقوق الأطفال، وأن تكون هذه الحملة انطلاقة جديدة من أجل الطفولة وترجمة حقوقهم على أرض الواقع. وأشار إلى أن الوزارة ستعمل على استيعاب مخرجات الحوار الوطني فيما يتعلق بحقوق الأطفال في خطط التنمية القادمة. كما أشارت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء الإرياني إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة، مشيدة بالجهود التي تبذل من قبل كافة الجهات العاملة في مجال الطفولة، وبما من شأنه تحسين أوضاع الأطفال وحصولهم على كافة حقوقهم. وقالت: «إن الاتفاقية غيّرت الطريقة التي يُنظر بها إلى الطفل، وكذا أسلوب التعامل معه أي كإنسان له حقوق مميزة، بدلاً من اعتبارهم كائنات جامدة تتلقى الرعاية والإحسان وتنطبق المبادئ المبينة في إطار عمل حقوق الإنسان الدولية على الأطفال والكبار وتضع الأسس التي يجب أن تتحقق على ضوئها جميع الحقوق». من جهته أوضح القائم بأعمال ممثل اليونيسف لدى اليمن جيريمي هوبكنز أهمية الاحتفال بهذه المناسبة؛ للتذكير بضرورة مضاعفة الجهود على كافة المستويات لضمان الحقوق الأساسية لكل طفل، معتبراً اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها 194 دولة بينها اليمن المعاهدة الدولية الخاصة بحقوق الإنسان الأكثر قبولاً ومصادقة في التاريخ، وتكفل للأطفال كافة تحت سن الثامنة عشرة مجموعة شاملة من الحقوق. وقال: «ونحن نحيي الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل فإن دولاً كاليمن تتطلب جهوداً مضاعفة على كافة المستويات لضمان الحقوق الأساسية لكل طفل لاسيما المستضعفين منهم». واستعرض هوبكنز الإنجازات التي تحققت في اليمن في مجال الطفولة ومنها ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس لاسيما لدى الفتيات عما كانت عليه منذ 25 عاماً، وإيجاد نظام عدالة للأحداث في اليمن، والقضاء على مرض شلل الأطفال والإدراك الوطني والجهود الموحدة للقضاء على سوء التغذية المزمن والحاد والإدراك الوطني بحقوق الطفل ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتوقيع خطة عمل مع الحكومة اليمنية للقضاء على تجنيد الأطفال. فيما استعرضت مديرة البرامج بمنظمة الفرص المتساوية أهداف الحملة المتضمنة تسليط الضوء على المتغيرات التي أحدثتها المعاهدة في القانون اليمني والممارسات وفي السلوك الجمعي للمواطنين ورفع مستوى الوعي لدى كافة الفئات عن ماهية حقوق الأطفال ودورهم في ترسيخ هذه الحقوق وممارستها، وأشارت إلى أن الحملة تتضمن أنشطة وفعاليات متنوعة ومختلفة ومسابقات فنية في الرسم والغناء والشعر والعديد من الفقرات الهادفة والمتنوعة وماراثوناً رياضياً وإنتاج الأفلام القصيرة والحرف اليدوية، وستكون مفتوحة لجميع أطفال الوطن لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم وسيكون هناك جوائز ودورات تدريبية للفائزين. ولفتت إلى أنه سيتم التركيز على الجهود الإعلامية والوصول إلى المواطن لنشر الوعي تجاه قضايا الطفولة في اليمن، داعية الإعلاميين إلى التفاعل والعمل في سياق واحد للوصول إلى هذا المبتغى من أجل تمكين الطفل من كافة حقوقه التي أقرتها الاتفاقية وصادقت عليها الحكومة اليمنية. فيما أشارت نائبة رئيس لجنة متابعة التوصيات في برلمان الأطفال تغريد المعلمي إلى أهمية التعاون بين الحكومة وكافة الجهات العاملة في مجال حقوق الطفل لتحسين أوضاع الطفولة في اليمن وتوفير الرعاية والحماية لهم.