مع اقتراب كل موسم عيدي تتزايد المطالب الأسرية للوازم العيد وسيوف تلك المطالب تكون أشد فتكاً بالأسر الكادحة والمعدمة المعتمد أربابها على أدنى الأجور اليومية في المجتمع, ولعل عمال النظافة هم في مقدمة تلك الفئة الاجتماعية المسحوقة, وقد سبق نشر مطالبهم مراراً وتكراراً في هذه الصفحة الأسبوعية, وفي كل مرة كانوا يتلقون الوعود تلو الوعود الخطية والشفهية أيضاً من قيادة محلي تعز لتحسين أوضاعهم وتسويتهم بأجور صندوق النظافة والتحسين, وعندما كنا وما زلنا نتواصل مع المعنيين بشأنهم وجدناهم يتعللون بأن ما يتقاضاه العمال يعد أجراً منصفاً كون الفترة الزمنية التي يقضيها عمال النظافة في عملهم الميداني لا تتجاوز ساعة أو ساعتين في أسوأ الأحوال, مقارنة بموظفي التحسين وقطاعات مماثلة بالأجر داخل مكاتبهم قد تصل إلى (6) ساعات من الدوام, وبمواجهة عمال النظافة بهذا المبرر, قالوا: من تقارنوننا بهم لا يتعرضون للمخاطر الصحية والبدنية التي تواجهنا بين وسط أكوام القمامة والمخلفات الخطيرة من المشافي والمصانع وو.. الخ, ويزيدون بالقول : نتمنى أن نقضي 6 ساعات في المكاتب دون أن نتعرض لحرارة الشمس والمخاطر تلك, بل العكس من ذلك فالكثير ممن يداومون في المكاتب (يتقرصون ) أرزاقهم يومياً من المعاملات فضلاً عن الحوافز الشهرية المقررة لهم أما نحن فلا نتقاضى سوى الراتب فقط 25 ألفا 30 ألف ريال لا تكفي لسداد الإيجارات والفواتير ومواصلات التنقل من وإلى العمل! ذات مرة قال الحاج نائب محافظ تعز أمين عام محلي المحافظة أن ميزانية التحسين والنظافة لا تكفي لمواجهة جيش من عمال النظافة يزيد عددهم عن 2000 عامل, وبما أن التصريح كان قبل نحو عام بلا شك بأن العدد قد زاد, وفي المقابل رد أحد عمال النظافة بالقول: لكن رواتبنا لا تشكل عبئا كبيرا فمعظم المبالغ الإيرادية لصندوق النظافة تصرف حوالات وبدلات للوكلاء والمسئولين والشخصيات المقربة من قيادة السلطة المحلية. خلاصة الكلام الذي يرمي إليه المحرر هو دعوة قيادة السلطة المحلية في تعز بكافة دعاوى الواجب والدين والإنسانية والجاه والقبيلة وو.. بضرورة إنقاذ أهالي هذه المدينة الغارقة بالقمامة بوضع الحلول اللازمة لتخليص المدينة من آثار أضاحي العيد المتعفنة في كثير من أكوام القمامة من بين أسواء الأكوام النتنة التي لم يلتفت إليها عمال النظافة والواقعة في المدخل الشرقي لسوق الصميل.. اللهم فاشهد لحالنا ولين لنا قلوب عمال النظافة الطيبين وألهم المعنيين بتحقيق مطالبهم لفعل الصواب.