عقدت قيادات المكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية والشبابية أمس بمدينة عتق محافظة شبوة لقاءً موسعاً، برئاسة محافظ المحافظة أحمد علي باحاج، وبحضور مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر علينوبة. كرس اللقاء لمناقشة سبل تعزيز التنسيق والشراكة بين السلطة المحلية والمكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية والشباب في سبيل خدمة مسيرة التنمية وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، وتجاوز أي تحديات وكذا تكاتف الجهود من أجل تنفيذ اتفاق «السلم والشراكة» ومخرجات الحوار الوطني. وأكد محافظ شبوة خلال اللقاء أن شبوة في مأمن حصين بعون الله ثم بفضل إرادة رجالها الوطنيين الأحرار وتلاحمهم في جبهة واحدة مع إخوانهم أبطال القوات المسلحة والأمن من عواصف الأحداث المختلفة. وقال المحافظ باحاج : «نلتقي اليوم وبلادنا تمر بمرحلة في غاية الخطورة والتعقيد وتحيط بها المخاطر من كل جانب، مما يستدعي كل من ينتمي إلى تربة هذا الوطن الغالي القيام بدوره في الحفاظ عليه وتجنيبه الانزلاق للصراعات والفتن التي قد تدفع به إلى التمزق والشتات». وأضاف: إن التحديات الراهنة تستوجب على الجميع الاصطفاف في جهد جماعي تذوب فيه الخلافات وتضيق الولاءات وتصغر الانتماءات. واستدرك قائلاً: فخلافاتنا مهما كبرت وعظمت فهي صغيرة أمام وطن ننتمي إليه، وصدق الانتماء للوطن وحبه يظهر واضحاً جلياً في مواقف الشدة وأوقات المحن، مما يتطلب استنهاض الهمم وتوحيد المواقف وتمتين الصف وتحصين المجتمع وتجميع كل الجهود والطاقات وتوجيهها نحو الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة ومصالح الوطن. وحيا المحافظ باحاج المشاركين في هذا الاجتماع الذين يمثلون مختلف مكوناتهم السياسية والقبلية والاجتماعية والنخب الثقافية والفكرية والشبابية من أبناء المحافظة، معتبراً أن استجابتهم للمشاركة في هذا الاجتماع يعكس استشعارهم لمسؤولياتهم الوطنية وحرصهم على الاصطفاف في مواجهة كل التحديات. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يؤكد بوضوح أن شبوة لن تكون ساحة لأي صراع ولا ميداناً لتمرير المشاريع الأنانية والضيقة، ويجسد وحدة موقف أبناء شبوة ورفضهم التام والمطلق لكل الأحداث والتداعيات التي من شأنها المساس بأمن الوطن واستقراره ومكتسباته، انطلاقاً من إدراكهم من أن الزج بالوطن في صراعات لن يكون فيها أحد منتصراً على أخيه بل سيخسر الجميع وسيخسر الوطن وأنه لا مخرج من هذا الوضع إلا بالجنوح إلى السلام وتغليب لغة العقل لتفويت الفرصة على كل المتربصين للإضرار بالوطن ومكاسبه ومنجزاته، وأنه لا خيار دون سيادة روح التعايش بين أبناء الوطن جميعاً. وأكد محافظ شبوة أهمية التعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق «السلم والشراكة الوطنية»؛ باعتبارهما المرجع الأول والأخير لكافة القوى الوطنية.. مشدداً في ذات الوقت على ضرورة أن تجسد مختلف المكونات والأطراف السياسية التزامها بتنفيذ اتفاق «السّلم» ومخرجات الحوار، بما يكفل إخراج الوطن من دوامة الصراع وتحقيق تطلعات وآمال أبنائه الكرام في إقامة دولة مدنية حديثة؛ دولة اليمن الاتحادي الجديد، الذي يسوده العدل والمساواة والرخاء.. وتحدث في اللقاء فضيلة العلامة محمد عبدالله المحضار بكلمة عن العلماء في المحافظة، أكد فيها أهمية تنظيم مثل هذا اللقاء المبارك؛ باعتبار أن جمع الكلمة وتوحيد الصفوف في هذه المرحلة الهامة من تاريخ اليمن هي من أفضل الأعمال ومن موجبات الشريعة ومقاصدها العظيمة الداعية إلى تجنيب البلاد والعباد مخاطر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحفاظ على سكينة المحافظة وأمنها واستقرارها، داعياً الجميع إلى ضرورة وضع حد نهائي لظاهرة الثأر الجاهلية والخطيرة التي تفتك بأرواح البشر بدون ذنب ارتكبوه. وفي ختام اللقاء صدر بيان ومسودة ميثاق عهد وشرف بين أبناء المحافظة، تضمن تأكيد أبناء شبوة بمختلف انتماءاتهم ومناطقهم وقبائلهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية وقوفهم بقلب رجل واحد في وجه كل التحديات التي تواجه المحافظة، واتفاقهم على العمل لتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية فيما بينهم، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة مصالح المحافظة والحفاظ عليها، معبرين عن إدانة أبناء المحافظة لأي اعتداءات تستهدف المصالح العامة أو المساس بحقوق أبناء المحافظات الأخرى المتواجدين في المحافظة. وطالبوا السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية برفع اليقظة والاستعداد للقيام بمهامهم وواجباتهم الوطنية في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، وحماية المصالح والممتلكات العامة والخاصة فيها، وعدم السماح بتخريبها أو الاستيلاء عليها.. مهيبين بجميع أبناء المحافظة من منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية بضرورة التواجد في وحداتهم ومعسكراتهم للقيام بدورهم في هذا الاتجاه على أكمل وجه. وشددوا على رفض أبناء المحافظة المطلق للعنف بكل أشكاله وصوره أياً كان مصدره، وحرصهم على انتهاج مبدأ الحوار والتعبير السلمي لتحقيق المطالب بالحقوق المشروعة.. مؤكدين ضرورة احترام حق الطريق والسبيل العام وتجمع الناس والأماكن العامة والأسواق ودور العبادة وتجريم أي حدث يقع فيها.. وطالب المشاركون في اللقاء بضرورة إعطاء الأولوية لأبناء المحافظة في المصالح وفرص العمل في الشركات النفطية والغازية العاملة بالمحافظة، والحصول على فرص التأهيل والتعليم والتدريب في مختلف المجالات. شارك في اللقاء وكلاء المحافظة ناصر القميشي وفهد الطوسلي وسالم الأحمدي، ومدير عام شرطة المحافظة العميد عوض سالم ذيبان. إلى ذلك عقدت قيادات أعضاء المجلس المحلي ومسؤولو فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع والمشائخ والشخصيات الاجتماعية ووجهاء وعقال وأعيان وعلماء مدينة البيضاء أمس لقاءً تشاورياً موسعاً برئاسة وكيل أول محافظة البيضاء صالح بن أحمد الرصاص. كرس اللقاء لتقييم الأوضاع الأمنية ومناقشة الرؤى والتصورات المقدمة من قيادات الأحزاب والشخصيات الاجتماعية؛ بغية تضافر جهود الجميع من أجل الحفاظ على دعائم الأمن والاستقرار، وتجنب أية أعمال أو ممارسات من شأنها إثارة العنف قد تحدث بمدينة البيضاء عاصمة المحافظة.. وأكد المشاركون في اللقاء أهمية أن تحرص جميع القوى ومكونات المجتمع على مساندة جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة ومدينة البيضاء والوطن بشكل عام، وصون المكتسبات الوطنية، والإسهام بفاعلية إنجاح تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني الشامل؛ لما من شأنه ترجمة تطلعات شعبنا اليمني في بناء الدولة المدنية الحديثة.. وفي اللقاء قال الوكيل الرصاص: إن محافظة البيضاء تحتاج اليوم إلى تضافر الجهود ورص الصف وسلامة الصدور، ويجب أن نقف صفاً واحداً ضد من يهدد سكينة وأمن المحافظة ومدينة البيضاء، خاصة وأن أبناء محافظة البيضاء سيقفون بأنفسهم إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، ونعاهدكم بأننا سنكون إلى جانب مصلحة المحافظة، ولن نتخلى عن مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية، حتى لو تخلى عنها بعض ضعفاء النفوس وتجار المصالح الخاصة. وأشاد الوكيل الرصاص بالحضور الكبير من أبناء مدينة البيضاء والذين سيظلون أوفياء للمحافظة وللوطن وثابتين في مواقفهم الشديدة كالجبال الرواسي من أجل تحقيق أمن المحافظة. وحيا وكيل أول المحافظة أبناء البيضاء الذين عبروا عن تضامنهم والتفافهم مع السلطة المحلية ووقوفهم ومساندتهم للجهود المبذولة في سبيل تعزيز الأمن والحفاظ على الاستقرار والسكينة العامة، ونبذ مختلف الأعمال الإرهابية التي تستهدف حياة المواطنين ورموز المجتمع. وأكد الوكيل الرصاص ضرورة أن يحرص الجميع على تغليب العقل والمنطق على لغة العنف والقوة، وتجسيد مبدأ الحوار والشراكة، وإشاعة روح المحبة والتسامح والقبول بالآخر؛ لتقوية اللحمة الوطنية لاسيما في مثل هذه المنعطفات الخطيرة والأزمات المتلاحقة. وحث وكيل أول محافظة البيضاء الجميع على تعزيز التلاحم والإخاء ونبذ الفرقة، والوقوف بأمانة ومسؤولية؛ لمساندة جهود تعزيز أمن واستقرار المحافظة، ودعم جهود أجهزة الأمن والقوات المسلحة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ونبذ كل أعمال الإرهاب والتخريب، وبذل كل الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلم الاجتماعي. من جانبه أشار مدير عام مديرية مدينة البيضاء حسين محمد الجروى إلى ضرورة تكاتف جهود الجميع من خلال توحيد الجهود لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار؛ لما فيه خير ومصلحة الوطن وضمان مستقبله الأفضل. مشيراً إلى أهمية توحد الجميع لمساندة الجيش والأمن في محاربة الإرهاب والتخريب وأعمال العنف وغيرها من الأشكال.. وفي حين أكدت كلمة المشائخ والأعيان والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والتي ألقاها الشيخ المناضل صالح أحمد سالم الرماح، دعم ومساندة أبناء مدينة البيضاء عاصمة المحافظة للجهود التي تبذلها قيادة المحافظة لترسيخ دعائم الأمن وتجيب المحافظة أي صراعات بما يصب في خدمة مسيرة التنمية.. منبهاً من أن الإرهاب والتخريب آفة يتضرر منها كافة أبناء اليمن، ومواجهته ينبغي أن يكون بجهد وطني شامل وليس مسؤولية طرف بمفرده؛ لضمان تجنيب المناطق الدخول في صراعات قبلية أو ثارات مستقبلية وخاصة مدينة البيضاء.. داعياً أبناء المحافظة وخاصة المدينة إلى توحيد صفوفهم؛ لما فيه الحفاظ على السلم الاجتماعي.