هل عادة ما تتساءل باندهاش وتعجب لماذا يستسلم بعض الناس وتهبط معنوياتهم حينما يواجهون مواقف وأحداث صعبة في حياتهم، بينما آخرون يملكون القدرة والتفاؤل على مواجهتها بكل تحدٍ وأمل؟ هذا الفرق في ردات الفعل راجع إلى اختلاف الناس في تفسير أحداث الحياة ومصاعبها، فبينما يفكر البعض بإيجابية ومن وجهة نظر متفائلة، ينظر لها البعض الآخر بشكل سلبي وبوجهة نظره المتشائمة للأحداث والوقائع. المتفائلون والمتشائمون الفرق بين المتفائلين والمتشائمين ليس في اختلاف تجاربهم الحياتية، وإنما في كيفية إدراكهم وفهمهم واستجابتهم وردة فعلهم للمشاكل والصعوبات، على سبيل المثال: المتفائل عندما يواجه أوقاتا صعبة في حياته يشعر بثقة بأن الحياة سوف تتحسن إلى الأفضل، بينما المتشائم أكثر انتقاداً ويعتقد دائما أن الحياة صعبة وملئية بالألم. المتشائم يتوقع الأسوأ ويركز على المشكلة، بينما المتفائل يواجه نفس الأحداث إلا أنه يتوقع الأفضل دائماً، ويركز عادة على (الحلول)، وهذه هي نقطة الاختلاف الجوهرية بينهما. مع وضد إن للتفاؤل والتشاؤم فوائده وأضراره، فالجانب الصحي للتفاؤل أننا من خلاله نصبح أكثر سعادة وأمل، بينما الجانب الصحي للتشاؤم أننا نستطيع من خلاله أن نكون أكثر واقعية وحكمة، إلا أن محاولتنا للتوازن بين الواقعية والأمل ليس في العادة بالأمر السهل. استمر بالتفاؤل يمكننا أن نعلم من كليهما المتفائلين والمتشائمين، وأكثر ما نحتاجه هو أن نساعد أنفسنا لنكون أكثر تفاؤلا، أن الاستمرار بالأمل، الإيجابية، وبالنظرة الواقعية في مواجهة الأوقات الصعبة في حياتنا يعتبر تحدٍ - من أحد أكثر الأشياء صعوبة التي نواجهها في العالم – لكنه شيء أساسي وجوهري لنعيش بسلام وسعادة.. فكما أن من المهم أن نتعرف على كل ما هو غير عادل وغير منصف في حياتنا وفي العالم، فمن المهم أيضاً أن نرى الجمال، الحب، العطاء، والطيبة كذلك.