حينما نتحدث عن التفاؤل وأهميته في حياتنا فإننا نتحدث عن معنى جميل من معاني الحياة الذي لا نستطيع العيش بدونه. إنه الوجه المشرق من هذه الحياة التي نعيشها إنه التفاؤل الذي يجب أن نعيشه في كل حياتنا خاصة وأن أحاسيسنا مليئة بالألم والخوف والضياع والتشتت وفقدان الأمل و الانهزام وهي تحديات تقف أمام خطواتنا إلى المستقبل كأفراد وكشعوب ومجتمعات ولذلك إذا أردنا أن نتقدم ونسير إلى الأمام يجب أن ننظر إلى الوجه الآخر والمتمثل في الانتصار والنجاح والاطمئنان والبهجة والسعادة . الفرد منا في هذه الحياة أمام تحد صعب إما أن يتقبل الحياة بعزيمة قوية وإصرار لا يلين ويجتاز الصعوبات والأزمات التي تعترضنا في حياتنا وإما أن نستسلم ونتوقف وننغمس في مشاعر الحسرة والندم وهذا هو الانهزام بعينه. نحن اليمنيون من الشعوب الأكثر تفاؤلاً رغم سنوات الحزن والمعاناة والقلق التي عشناها ونعيشها كل يوم وكل ما حولنا يدعو للشكوى والحسرة.. إلا أننا نثبت كل يوم بأننا في تحد دائم لكل الأوضاع السيئة من حولنا ونرفض أن نسمح لأنفسنا وأرواحنا بالتشاؤم. فالتفاؤل بالنسبة لنا هو القوة الإيجابية الذي يمدنا بالحماس والقدرة على مواصلة المشوار والتفكير الجاد وهو الذي يزرع فينا الأمل بغد أفضل ويعمق في أرواحنا الثقة بالنفس ويحفزنا على العطاء والعمل ويجعلنا ننظر للحياة بإيجابية وأمل. تأملوا معي قول الشاعر: إذا سماؤك يوماً تحجبت بالغيوم أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تبصر خلف الثلوج مروج كيف لا نملأ نفوسنا بهذا الأمل ورسولنا صلى الله عليه وسلم يركز على هذا المعنى الجميل حين قال: «تفاءلوا بالخير تجدوه» فالمتفائل بالخير لابد وأن يجده في نهاية الطريق .. لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء والعمل والإنتاج. وحتى نتمكن من استعادة تفاؤلنا مجدداً يجب أن نتخلص من كل معاني اليأس والانطواء والعزلة ونقلب صفحة جديدة عن الماضي المليء بالجراح والألم فالحياة مليئة بالأشياء الجميلة التي تجعلنا متفائلين. علينا أن نتجاهل كل لحظات الفشل وأن نعد أنفسنا للنجاح من خلال التصميم والإرادة والاستفادة من كل التجارب الفاشلة وإعادة الثقة بأنفسنا وقدراتنا.