التألق الذي ظهر به فريق الشعلة العدني لكرة القدم خلال الأسبوعين الماضيين كان له سببه المقنع الجلي. ذلك السبب بعيد جداً عن الإدارة الغائبة والشاغرة مهامها، كما هو بعيد أيضاً عن الدعم المادي كما قد يتخيّل البعض. تألق الشعلة في مسيرته خلال دوري كرة القدم لم يكن سببها سوى الجمهور الشعلاوي، جمهور أبناء مدينة البريقة (عدن الصغرى) المتوشحة بصفرة الشمس وزرقة البحر. كان الدعم الجماهيري للاعبي الفريق الكروي الأول في النادي وراء فوزين متتاليين على الفريق القوي وحامل اللقب «صقر تعز»، والجار المتعثر وحدة عدن، مادفع الفريق قدماً في ترتيب الدوري. التحرك الشعبي لجماهير الشعلة كان هو الآخر مرتبط بتداعيات شهدتها القلعة الصفراء، لم يكن أولها الفراغ الإداري، وانعكاس ذلك الفراغ على تدني المستوى العام للفريق، وليس آخرها (تبخر) الدعم من القائمين على مصافي عدن. كما أن الوعود التي أصدرها مكتب الشباب والرياضة بعدن لم تؤتِ ثمارها، وجعلت من النادي مجرد جثة هامدة تتقاذفها المشاكل والصعاب، وانعكاسها على تردي معظم الألعاب في النادي العريق. كل تلك المعضلات واجهتها الجماهير الصفراء بتكاتف غير مسبوق، تأثر به اللاعبون والجهاز الفني للفريق الكروي الأول بقيادة نجم اليمن محمد حسن أبو علاء (هدّاف المتعة). منذ زمن لم تكن جماهير البريقة بهذا التكاتف الذي رأيناه قبل ثلاثة أسابيع، كانت الجماهير على مدى سنوات مضت تنظر إلى حال النادي وتتألم، فقط، كان هذا دورها، رغم أن أبرز إنجازات الفريق الكروي التاريخية للشعلة منذ تأسيسه عام 1968 كان خلفها الجمهور، ولا أحد سوى الجمهور. حتى نفط المصفاة الذي كان يتكفل بتوفير احتياجات النادي المادية لم يكن يوماً بذات التأثير الموازي للمؤازرة الجماهيرية على مر تاريخ النادي. وبناءً على كل ذلك، يُنتظر من الجمهور الشعلاوي تطوير أساليبه وتقنياته في المساندة والمناصرة، ليس فقط الاكتفاء برفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم، بل إن الدور المنتظر للجماهير يتمثل في تجاوز كل الحواجز الرسمية والتي لم تحقق شيئاً للنادي، والعمل على ترتيب جهود الجمهور وثقله في رابطة منظمة ومتكاتفة، كما كانت قبل أعوام قليلة ماضية. ليس هذا فقط، بل إن بمقدور جمهور الشعلة إيجاد حل لغياب الإدارة، والعمل على التنسيق مع أعلام النادي والشخصيات من أبناء البريقة، الحريصة على تاريخ هذا الكيان، لانتخاب هيئة إدارية كفؤة تلملم شتات النادي، وتعمل على تعديل مسيرته المعطلة منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وإعادة فرق وألعاب النادي إلى منصات التتويج. ننتظر من جماهير البريقة ومحبي الشعلة هذا الدور الإيجابي. [email protected]