أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين الذين ارتدوا زي بابا نويل بالاختناق، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية بلعين السلمية المناهضة لجدار الفصل العنصري غرب رام الله، بعد ظهر أمس الجمعة.. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية، القول: إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت والرصاص المطاطي، لتفريق المتظاهرين الذين ارتدى عدد منهم زي بابا نويل، تزامناً مع احتفالات الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد المجيد، ما أدى لإصابة عشرات منهم بالاختناق. ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني وصور رئيس هيئة الجدار سابقاً الشهيد زياد أبو عين، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية للوحدة الوطنية، والمؤكدة على التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال والتصدي لسياسة مصادرة الأراضي، والدعوة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين. وشارك في المسيرة وفد ياباني يتقدمه نائب رئيس اتحاد كرة القدم الياباني كوزو موتو. إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس الجمعة، مسيرة المعصرة الأسبوعية المقاومة للاستيطان والجدار، وأخرى في بيت أمر؛ تضامناً مع الأسير المريض جعفر عوض، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال جنوب الخليل. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الناطق الإعلامي للجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم محمد بريجية قوله: إن قوات الاحتلال اعتدت على المسيرة، ومنعت المشاركين من الوصول إلى مكان إقامة الجدار. وفي الخليل شاركت جماهير وفعاليات بلدة بيت أمر، أمس، في مسيرة تضامنية مع الأسير المريض جعفر عوض الذي يصارع الموت في أحد مستشفيات الاحتلال.. وانطلقت المسيرة، من أمام مسجد بيت أمر الكبير مروراً بوسط البلدة، وصولاً إلى خيمة التضامن المقامة أمام منزل ذوي الأسير عوض. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الأسير، وشعارات تحمل الاحتلال المسؤولية عن حياته، وتدعو إلى تكثيف الجهود التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال والمرضى منهم. وأجمع المشاركون في كلمات لهم على الوقوف خلف الأسرى في سجون الاحتلال وقضيتهم العادلة وخاصة المرضى منهم، وتحديداً الأسير جعفر عوض.. مؤكدين استمرار تواجدهم المستمر في خيمة الاعتصام حتى يتم إنهاء مشكلة هذا الأسير، وحتى يتم تقديم العلاج اللازم والعاجل له دون تقصير.. وطالب المتحدثون المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه موضوع الأسير عوض، وأن ينتصر لقضية الأسرى عموماً. إلى ذلك أصيب أمس عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في منطقة الكرمل شرق بلدة يطا جنوب الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور: إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة الكرمل، وأطلقت طائرة تصوير في المكان، والذي كان سبباً في اندلاع مواجهات بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنابل الغاز والصوت في المكان ونحو منازل المواطنين، ما تسبب بإصابة عدد كبير من المواطنين بحالات اختناق، وإصابات طفيفة تمت معالجتها ميدانياً. وأضاف: تعتبر منطقة الكرمل الأثرية ضمن حدود بلدية يطا الطبيعية، ويقوم المستوطنون بمداهمتها بشكل مستمر تحت حماية جيش الاحتلال وإقامة صلوات تلمودية بالمكان. في ذات السياق أصيب شرطيان إسرائيليان في ساعة مبكرة من صباح أمس بجراح بعد تعرضهما للطعن، في منطقة «باب الأسباط» أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، بمدينة القدسالمحتلة. وقالت الشرطة الإسرائيلية: إن شاباً أقدم على طعن اثنين من أفراد الشرطة الإسرائيلية؛ حيث أصيبا بجروح طفيفة، مشيرة إلى فرار الشاب من مكان الحادث.. وأضافت أن قوات كبيرة من الشرطة تقوم بأعمال بحث وتمشيط واسعة للقبض على منفذ العملية. كما أصيب مستوطنان إسرائيليان الليلة الماضية أحدهم بجراح خطرة جراء تعرض مركبتهم لإلقاء زجاجة حارقة، قرب مستوطنة «كرني شومرون» شرق محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وهرعت قوات معززة من جيش الاحتلال وشرطته للمكان، بعد احتراق السيارة بشكل كامل، وبدأت بتمشيط المنطقة بحثًا عن ملقي الزجاجة الحارقة من الفتية والشبان الفلسطينيين، فيما تم نقل المصابين وهم أب وابنته لمستشفى «بيلنسون» في مدينة «بيتاح تكفا» داخل الكيان الإسرائيلي لتلقي العلاج. من ناحية أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس 11 مواطنًا فلسطينياً، ثمانية منهم من الضفة الغربية وثلاثة أطفال من مدينة القدسالمحتلة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت ثمانية مواطنين من بلدة «عزون/ شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية، بعد أن داهمت منازل ذويهم، وأجرت عمليات تفتيش بداخلها». وأوضحت أن قوات الاحتلال داهمت البلدة عند الثانية فجرًا بعد أن أغلقت مداخلها الأربعة وفرضت عليها طوقاً مشدداً منعت بموجبه عملية الانتقال من وإلى البلدة. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة أطفال من القدسالمحتلة وحوّلتهم إلى مراكز التحقيق والاعتقال في المدينة.. وذكرت مصادر محلية أن قوة إسرائيلية داهمت منزل المواطن موسى عودة في حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى فجر أمس قبل أن تعتقل نجله مسلم «15 عاماً»، كما اعتقلت طفلين آخرين عُرف منهما محمد ناصر «12 عاماً»، من حي رأس العامود في سلوان. إلى ذلك لاتزال إسرائيل تمارس سياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربيةوالقدس، وتعتبر أن لها الحق في الاستيطان وسلب الأراضي الفلسطينية وفقاً لتعاليم توراتية، وأن من حق اليهود العيش في أي مكان بالقدسالمحتلة.. ويعتبر المجتمع الدولي أن كل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية غير قانونية. ومع ذلك أعطت الحكومة الإسرائيلية موافقتها المبدئية لبناء 243 وحدة سكنية جديدة على أراض بالضفة الغربية كانت إسرائيل قد ضمتها إلى القدس وطورت خططاً لبناء 270 وحدة أخرى بالمنطقة ذاتها وفق ما أكدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتتناقض مثل هذه الخطوات مع نداءات أطلقتها الولاياتالمتحدة وقوى عالمية أخرى بأن توقف إسرائيل بناء وحدات سكنية جديدة للمستوطنين. وقالت سلطات الاحتلال: إن «ما يسمى» لجنة تخطيط البلديات بالقدس أجازت بناء 243 وحدة سكنية جديدة في راموت. ووافقت اللجنة أيضاً على إجراء تعديلات على خطط كانت موجودة من قبل لبناء 270 وحدة سكنية هناك وفي هار حوما. وتصف إسرائيل هذه الوحدات الاستيطانية بأنها «أحياء» تابعة للقدس.. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة في القدس الشرقية العربية والضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة وهي مناطق كانت إسرائيل قد استولت عليها في حرب عام 1967. ويخشى الفلسطينيون من أن تحرمهم هذه الوحدات الاستيطانية من إقامة دولة متصلة جغرافياً. وانهارت في أبريل الماضي محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي توسطت فيها الولاياتالمتحدة.. وأدى الإعلان عن مشاريع البناء الاستيطاني إلى إغضاب الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة التي تعتبر الجيوب الاستيطانية الإسرائيلية في المناطق المحتلة غير مشروعة.