في أكبر حملة وطنية لدعم مرضى السرطان والتخفيف من آلامهم و لتفعيل المشاركة المجتمعية وخلق نموذج مجتمعي في التآزر.. تطلق المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتضافر جميع اليمنيين في الأول من يناير 2015 حملة استثنائية ونوعية تهدف إلى حشد الجهود المجتمعية والمبادرات الإنسانية الخيرة للوقوف صفاً واحداً في مواجهة مرض السرطان، فكلنا يدرك معاناة مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج فترات طويلة، وهذه المعاناة لا تنحصر في الجانب الجسدي بل تتعدى ذلك إلى الجانب النفسي الذي يمتد أثره فترة طويلة على المريض، مما يعني حاجة المرضى لبيئة نفسية واجتماعية تؤهلهم لممارسة أنشطة حياتهم والتكيف مع وضعهم المرضي وجعلهم يشعرون بمدى اهتمامنا وتعاطفنا معهم ووقوفنا إلى جانبهم. رغم التحديات والعواصف التي تحدق بنا وبوطننا الحبيب وتتزايد ضراوتها يوماً بعد آخر، إلا أن اليمنيين يثبتون مدى تعاطفهم وتفاعلهم وتراحمهم مع مرضى السرطان، ففي -1-1 2015 سيحتشد اليمنيون وسيصطفون على قلب رجل واحد في التصدي لما يهدد سعادتنا وينهش في أجساد وأرواح مواطنينا وأبناء الوطن الطيبين في معركة مصيرية ودائمة مع السرطان كمرض فتاك ووباء خبيث يئن العالم كله من وطأته. تفاعل من خلال الريبورتاجات الترويجية للحملة أظهرت مشاركة مختلف فئات المجتمع للحملة وتحمسهم معها، وكذا دعوة جميع اليمنيين إلى التفاعل الإيجابي معها، والتبرع، ودعوة إلى استقطاع (راتب، دخل، مصروف) يوم -1-1 2015 لصالح مرضى السرطان في اليمن وهي فكرة جميلة وإيجابية لتعزيز دور المجتمع في مكافحة هذا الداء الخطير، وللتبرع حددت الحملة حساباً بنكياً موحداً في جميع البنوك على حساب 99000 أو حساب 330000. تبرع بمصروف دراسته فهناك أطفال وعدوا بالتبرع بمصروفهم المدرسي لذلك اليوم للمرضى، كما أن مالك دكان صغير وعد أيضاً بالتبرع بربح دكانه في ذلك اليوم، وهناك من وعد بالتبرع بجزء من راتبه أو دخله لصالح الحملة. هذا الزخم الشعبي ليس بغريب على من قال فيهم الرسول الأكرم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام: «أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة». شراكة محافظ تعز - رئيس المجلس المحلي - شوقي أحمد هائل، أشار في ريبورتاج تلفزيوني إلى أنه سيتبرع بدخل يوم 1-1 لدعم مرضى السرطان، وقال: سعيد بالمشاركة في التظاهرة الإنسانية النبيلة التي سيحتشد فيها أبناء تعز خاصة واليمن عامة، داعياً إلى المزيد من جهود المكافحة والمزيد من مبادرات الخير والإنسانية والمسؤولية الأخلاقية والشراكة المجتمعية في مواجهة السرطان ومواساة المصابين به وزرع شعور التفاؤل في نفوسهم والبسمة على شفاههم، بعد أن عجز الكثيرون منهم في الحصول على فرصته في التخلص من هذا المرض؛ بسبب ظروف المعيشة القاسية التي تعانيها أغلب الأسر خصوصاً في إقليم الجند الذي يمثل أكبر الأقاليم معاناة في مجال السرطان، وأعلى نسبة في عدد الحالات التي تظهر بين أبنائه كل يوم. آملاً من أبناء تعزوإب أن يجعلوا من إقليم الجند حالة استثنائية ونموذجية في التفاعل مع الحملة، وأن يكون العام 2015م في الواقع العملي الملموس وفي محافظتي إبوتعز عاماً للخير والعطاء والبذل والإنسانية والسمو. روح التكافل محافظ محافظة إب القاضي يحيى محمد عبدالله الإرياني أعلن عن تبرعه بدخله يوم 1 يناير لصالح الحملة الوطنية لدعم مرضى السرطان، مشيداً بفكرة الحملة التي تدعو إلى المساهمة في حل مشكلات المجتمع، بما يغرس فيهم روح الانتماء والتكافل وإحياء المبادرات المجتمعية الإنسانية. من جانبه أعلن أمين عام المجلس المحلي بمحافظة إب أمين علي الورافي مشاركته في حملة« 1/1 سأبدأ عامي بخير» معلنًا في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي بالتبرع براتب يوم لمرضى السرطان. حملة استثنائية منير أحمد هائل - رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز - أشار إلى أن الحملة استثنائية ونوعية تهدف إلى حشد المزيد من الجهود المجتمعية والمبادرات الإنسانية الخيّرة من أجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهة مرض السرطان الذي يمثل هماً جاثماً على صدر مجتمعاتنا المعاصرة ويقضي على حياة الكثيرين من الرجال والنساء والأطفال في مشاهد مؤلمة وقصص محزنة تتفطر لها القلوب. منوهاً أن معركتنا مع السرطان تتطلب الكثير من الأعباء والنفقات المالية التي تفوق قدرة وإمكانيات المرضى الذين كتب عليهم الابتلاء بهذا المرض الخبيث، وبالتالي لا يجدون سوى الاستسلام لأقدارهم يكابدون مرارة المرض وآلامه وذل الفقر وضنكه. بحاجة إلى الرعاية وأكد منير أن واجبنا شرعاً وإنسانياً وأخلاقياً أن نلتفت لهذه الشريحة المجتمعية التي هي في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام والمساعدة في تقديم ما يمكن تقديمه من أجل إنقاذ حياة الآلاف سنوياً، وأن يستشعر كل منا مسؤوليته وواجبه أمام الله سبحانه وتعالى كل في مجاله وبما يستطيع تقديمه من دعم مادي ومعنوي، والمساهمة في التصدي لهذا الداء القاتل ولو بالكلمة من خلال التعريف بمشكلة السرطان وحجم الكارثة. داعياً الجميع إلى أن يكونوا معنا وأن يسندوا جهود المؤسسة بالمال والجهد والوقت كل بحسب طاقته وبقدر سموه الإنساني ومن موقعه في المجتمع، فالعبء ثقيل والحالات في تزايد مستمر يوماً بعد آخر.. كما أعلن منير تبرعه بدخل يوم 1-1 للحملة. لن نترككم فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي ظهر من خلال فيديو إعلاني مشاركته في الحملة وقال: «سأبدأ عامي بخير وأتبرع لصالح المرضى بمبلغ خلال الحملة الوطنية التي ستنطلق يوم 1-1». نحن معكم أحمد عبد الواسع هائل سعيد، قال: سأجعل راتبي ليوم 1/1 لصالح مرضى السرطان. وقال: «لكم تغاضينا عن معاناتهم، وغضضنا الطرف عن بذل أدنى جهد لسد احتياجاتهم، ومساعدتهم في محنتهم، آن الوقت لأن نمد أيدينا لأيديهم، ونقول لهم: لا تقلقوا .. نحن معكم.. لن نترككم». راتب شهر رشاد الأكحلي - وكيل محافظة تعز - أعلن مشاركته في حملة «سأبدأ عامي بخير» وأتبرع براتب (شهر) لصالح المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، وأشاد الأكحلي بالدور الفاعل الذي تقوم به المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، وبوجوب أن يقف الجميع أفراداً وجماعات، رجال أعمال وحكومة بدورهم في مواجهة هذا الداء. تخفف الألم مراد عثمان قاسم العواضي - الأمين العام لجمعية الأغابرة والأعروق الخيرية - قال: أعلن مشاركتي في الحملة وتبرعي بجزء من راتبي للحملة، معبراً عن سعادته بالمشاركة في الحملة القيّمة والهامة والتي ستسعد المرضى وتخفف من آلامهم ومعاناتهم، وبين العواضي أنه خلال سماعه بالحملة قبل أسابيع ساهم بالنشر عبر موقع التواصل الاجتماعي وحث أصدقاءه وجميع المواطنين بالتفاعل مع الحملة التي ستنطلق يوم 1-1 2015- ، منوهاً بالمسؤولية على كل فرد للوقوف إلى جانب المرضى؛ كوننا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع. التبرع بالمستطاع نشوان نعمان شمسان - رئيس مركز القانون الدولي الإنساني بتعز - وعد بالتفاعل مع الحملة والتبرع بقدر المستطاع، وسرد نشوان قصته مع مرض السرطان وقال: عشت أصعب أيام حياتي مع مرض السرطان، فأعز إنسان في الكون لدي توفي بمرض السرطان، هو أبي المرحوم الحاج نعمان شمسان؛ فقد أصيب بفيروس الكبد «سي» وبعدها تحول إلى تليف في الكبد وأخيراً سرطان الكبد، موضحاً مدى شعوره بالمعاناة والمهانة فقد بعنا كل ما نملك في سبيل العلاج، وأوضح نشوان أن حملة «سأبدأ عامي بخير» تعد حافزاً له كي يكون من المساهمين بقدر ما يستطيع ، فأسرة مريض السرطان تبيع كل ما تملك في سبيل تخفيف الألم عن المريض، مشيداً بدور كل الخيرين في المساهمة بتخفيف المرض عن المرضى. تفاعل المغترب اليمني عمار عبدالملك ساهم في الحملة من خلال منشور عبر موقع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز، مشيراً إلى أنه سيجعل راتبه ليوم 1/1 لصالح مرضى السرطان. الإعلامي علي صلاح أحمد أشار في مشاركة له بعنوان «أبواب الخير» أن أمراض السرطان التي انتشرت بشكل ملفت أصبح وقعها مؤلماً ومخيفاً وفتاكاً على أسر أصيب أحد أفرادها بالمرض به مع ما يعانيه المجتمع من معاناة ضيق ما باليد وضعف الخدمات الطبية التي من المفترض توافرها لمن ابتلاه الله به، وعليه تكون مسؤولية من أنعم الله عليه بالعافية واجبة الأداء بالمفهوم الإنساني وأوسع أبواب الرحمة بالتقدير الرباني، ولنقف عند هذا المفهوم ونعطه حقه..!. - إحياء النفس ونتأمل في خيراتها.! - الصدقة الجارية لنسعد بادخارها.! - إغاثة الملهوف ولننعم بظلها يوم لا ظل إلا ظله..! هي دعوة ليبدأ كل منّا عامه بخير يدخره لذلك اليوم الذي سيكون فيه بأمسّ الحاجة إلى مثقال ذرة من حسنة تنجيه. لن نخذلهم زكريا الشرعبي - ناشط - أكد مشاركته في الحملة وتبرعه بدخل يوم 1-1، وقال: الحملة فرصة لزرع ابتسامة الأمل بحياة خالية من أمراض السرطان، وإشعار المرضى أن المجتمع لن يخذلهم وسيكون بجانبهم لتجاوز لحظات الألم والعيش جنباً إلى جنب في مجتمع صحي وخال من المكدرات وملوثات الحياة السعيدة. 20 ألف حالة حسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن جهات الاختصاص والتي تشير بعضها إلى أن عدد الحالات المسجلة بهذا الداء الخطير يفوق عشرين ألف حالة سنوياً من مختلف المحافظاتاليمنية، منها 4700 مصاب ومصابة في محافظة تعز بنسبة 14 % على مستوى الجمهورية, وتقدر عدد الحالات المترددة يومياً على مركز الأمل للأورام السرطانية 160 حالة، والعدد في تزايد مستمر وبشكل مخيف وجميعهم بحاجة للعلاج والمعاينة. استخدام المبيدات وفي البحث عن أسباب التزايد المستمر لحالات الإصابة والوفاة بالسرطان، يرجع أطباء ومختصون أسباب ذلك إلى الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الزراعية التي تستخدم بكثرة في زراعة نبتة “القات” والخضراوات والفواكه، إضافة إلى تدخين السجائر والشيشة، يليها تعاطي الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة الكيميائية، حيث إن أنواع الإصابة بمرض السرطان في اليمن تتركز بصفة رئيسية في الجهاز الهضمي، تليها سرطانات الفم ثم سرطانات الغدد الليمفاوية. آثار القضية إن قضية السرطان وما يتبعها من آثار تعكس مجموعة من الأبعاد المؤثرة في الفرد والمجتمع، ومن أهمها: البعد الصحي؛ حيث يسهم رفع مستوى الوعي والإدراك في التقليل من نسب الإصابة المتزايدة بشكل مستمر، والتخفيف من معاناة مرضى السرطان. البعد الاجتماعي: حيث إن الانخراط في مثل هذه الفعاليات يبين مدى الوعي والإدراك بالواجب الإنساني للفرد تجاه مجتمعه، ومدى فعاليته في تنفيذ واجباته الإنسانية والمجتمعية. البعد الاقتصادي: حيث التكاليف الباهظة التي تستلزمها العلاجات والمتابعات لمرضى السرطان مما يشكل عبئاً على الحكومات والأفراد، مما يؤثر على الكثير من الجوانب الأخرى المرتبطة بتنمية الاقتصاد في المجتمع. البعد الديني: حيث إن الالتزام بما أوجبه الدين الإسلامي من أمر التعاون على البر والتقوى وتقديم الصدقات مما يقي من الشرور ويزيد في لحمة المجتمع الإنساني «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». معوقات رغم الجهود الكبيرة المبذولة من المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان تعز ممثلة بمجلس أمنائها وطاقمها الإداري إلا أن العبء كبير والعمل لا يفي بالحاجة الأساسية؛ نتيجة اعتماد المؤسسة في تقديم خدماتها على فاعلي الخير والتبرعات في المقام الأول، وعدم وجود مراكز أخرى مساندة، بالإضافة إلى أن عدد الحالات التي يستقبلها المركز يومياً تزيد على 160 حالة بين متردد وكشف مبكر، يتضح منها 5 - 7 حالات إصابة جديدة يومياً. جهود متواضعة وبالرغم من الجهود الذي تبذلها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عبر المراكز التابعة لها في بعض محافظات الجمهورية اليمنية للتخفيف عن معاناه المصابين بهذا الداء الخطير, إلا أن هذه الجهود لاتزال متواضعة وضعيفة في ظل الإمكانات والموارد المحدودة للمؤسسة ومراكزها, والتي تجعلها عاجزة عن توفير الأدوية والخدمات العلاجية لمرضى السرطان الذين يتنامى عددهم يوماً بعد يوم. حملة تعز الحملة التي ستطلقها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز تهدف إلى جمع مائة مليون ريال يمني «100.000.000» لصالح مرضى السرطان، وإلى لفت أنظار شرائح المجتمع اليمني إلى معاناة مرضى السرطان وواجب مساعدتهم، بالإضافة إلى توسيع دائرة علاقات المؤسسة، وإيجاد دعم شعبي مجتمعي لمرضى السرطان للتخفيف من معاناتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لشفائهم. أمل الحملة وتأمل الحملة إلى زيادة التفاعل مع قضية مرضى السرطان في المجتمع والتعريف بحجم المشكلة ومتطلباتها المتزايدة، وزيادة المشاركة المجتمعية المتكاملة في دعم الجهود لنشر الوعي والتخفيف من معاناة مرضى السرطان وإيجاد شبكات داعمة ناشطة من أجل دعم مرضى السرطان كلاً في تخصصه ومجاله.