شابة من عدن عشقت الرسم وأجادته رغم بُعد هذه الموهبة عن دراستها ، تعددت مجالاتها وهواياتها ومواهبها ، فهي صيدلانية ، ناشطة اجتماعية وبيئية، مدربة تنمية بشرية، كوافيرة، خطاطة ورسامة تشكيلية علاوة على أنها تدرس حالياً في مجال ( إدارة مستشفيات ) في جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع عدن.. اتخذت من محيطها ومن الطبيعة ومن ذكريات والدها الراحل مصدر إلهام لرسوماتها وتبتكر من هذه الأمور أسلوباً خاصاً بها ليس فيه تقليد لأحد، وقد أخذ الرسم التشكيلي جانباً مهماً من أنشطتها المتعددة واهتماماتها وهو الجانب الذي كان محور هذا اللقاء: كيف كانت البداية..؟ بدأت أميل إلى الرسم منذ طفولتي أثناء المرحلة الأساسية، فقد شاركت في مسابقات مدرسية للرسم على ورق، وظلت هذه الهواية كلّما كبرت تكبر معي، وقد عشقت الرسم وشغفت به بشكل لا يمكن وصفه، لكن مع الاهتمام بدراستي الأكاديمية. من ساعدك وشجّعك على الرسم، ولوحاتك ماذا تحاكي..؟ أمي هي سندي منذ الصغر وصديقاتي وأقربائي.. ومعظم لوحاتي بدأت برسمها بعد رحيل والدي الذي افتقدته في أوائل عام 2014 م، ولذلك تجدني في بعض لوحاتي أبدأ برسم نقطة ضوء استوحيها من خيالي وأربط بها بعض ذكرياتي مع والدي، وكذلك قصص وأحداث وأشخاص قابلتهم في حياتي، فيما تحاكي عدد من لوحاتي الطبيعة والفضاء الخارجي، ولا يفوتني هنا أن أذكر أنني أهديت بعض لوحاتي إلى أمي مواساة لها لفقدانها رفيق حياتها أبي. هل لديك رسوم جدارية..؟ نعم.. وكنت قد بدأت أول مساهمة في الرسوم الجدارية بمشاركة جمعية الحياة التنموية في جدران نفق القلوعة وبمساندة وتشجيع الرسام الموهوب وائل ياسين جُمّن. ما نوع هذه الجداريات..؟ عبارة عن شعارات ورسوم أطفال، ومناظر طبيعية وبيئية. هل يستطيع أيّ فنان تشكيلي تقديم رسوم جدارية..؟ أعتقد لا.. ليس الكل لماذا..؟ لأن الخط أو الرسم على الجدار في نظري الشخصي عمل فني كبير مرتبط بمسافات الرؤيا عن بُعد، ويحتاج لمقاييس معينة من الألوان والمحتويات والأشكال بحيث تكون الصورة المرسومة أمام من يشاهدها من بعيد لوحة فنية جميلة جذابة. ما هو الفن التشكيلي في نظرك..؟ الفن لوحده يعني الإبداع والجمال، والتشكيلي يعني صياغة الإبداع بتحويله إلى أشكال جميلة تُستنبط من المحيط والبيئة الطبيعية والكون الذي صنعه الخالق في أحسن صورة وأبدع فيه أيما إبداع. * هل تميلين برسوماتك إلى لون مفضل..؟ أنا أحب كل الألوان، وليس هناك لون مفضل على الآخر بل أعتبر كل لون مكملاً للون الآخر، وبنظري كل الألوان جميلة، فهل تحب أنت مثلاً أن ترى ألوان الطبيعة من أشجار وأنهار وسماء وبحار وكائنات بلون واحد مفضل لديك؟ طبعاً لا.. لذلك فأنا أحب كل الألوان. أي الألوان التي تشكّل الغالبية في مقتنيات منزلك..؟ نفس الألوان التي في لوحاتي.. وفيها كل الألوان، وإن غابت عن بعضها بعض الألوان. هل لك مشاركات في مسابقات خاصة بمجال الرسم وكذلك مساهمات أخرى..؟ حتى الآن لي مشاركة في مسابقة يوم السلام العالمي لعام 2014م وحصلت على درع المركز الثالث ضمن أشهر رسامي محافظة عدن، أيضاً شاركت في أعمال رسم أثناء العديد من الحفلات الخاصة بتخرج طلاب وطالبات المعاهد والجامعات، وفي المهرجان الخيري لمؤسسة عزيمة شباب خلال أيام عيد الأضحى المبارك الماضي وأشارك في رسم وجوه الأطفال في مهرجانات الأطباق الخيرية. أين مكانك الآن..؟ أنا في بداية الطريق، وأخشى أن أصل إلى المنتصف وأتوقف أو أبقى في بداية الطريق محلّك سر.. إذا استدارت وجوه على القائمين، الجهات المعنية الرسمية إلى الناحية الأخرى ولا يُرونا إلاّ ظهورهم. لماذا هذا التشاؤم..؟ أنا دائماً متفائلة، ولكن تجارب من سبقونا في هذا المشوار تفيد بأن كثيراً من الموهوبين من الفنانين التشكيليين يقفون في المنتصف، ولا يكملون الطريق بسبب إهمال الجهات المختصة لهم، فتذهب إبداعاتهم أدراج الرياح ويطويها النسيان. ماذا تتمنين في آخر اللقاء..؟ أود إفادتك أولاً أن بإمكاني رسم لوحة في 4 دقائق فقط، وقد تم ذلك في لقاء لي مع قناة عدن الفضائية في برنامج أمسيات رمضانية، وأتمنى تنظيم معرض للرسم الحي مباشرة أمام الجمهور، وسأكون أول المشاركين فيه.. وثانياً أكرر هنا ما قلته في مقابلة صحفية سابقة أن كثيراً من المواهب تُدفن ويضيع بريقها إذا لم تجد اليد الحانية والصادقة التي تنتشل الموهوبين الحقيقيين وتدفعهم إلى المزيد من الإبداع، وثالثاً من خلالكم أبعث برسالة إلى وزيرة الثقافة، سيدة المشاقر، الأستاذة القديرة الأديبة الرائعة، أروى عثمان لكي تولي جانباً من اهتماماتها لأصحاب الريشة والألوان الموهوبين في أي مكان من أرض الوطنط.