قرّاء لا يعدّون ولا يحصون، ومتابعون يزدادون يوماً بعد يوم، إنهم قرّاء الكتب التي لا أعتبر أن لها فائدة تُذكر ككتب “للسحر” وكتب “التجميل” وكتب “الطبخ” وكتب “تعلّم الكاراتيه” وتصنيفات لا تُعد ولا تُحصى؛ ونجدها تغزو الأسواق وتتداول عبر مواقع الإنترنيت حتى أصبح البعض يستغني عن قراءة المواقع والصحف والمجلات لقراءتها..!!. أذكر أحد المرّات قال مثقف عربي معروف جملة جميلة رسخت في ذهني: «نحن نقرأ وبنهم، ولكن نقرأ ما هو غير مفيد» إن هذه الجملة صحيحة مائة في المائة، وما نراه على أرض الواقع أكبر دليل. إن ما يقّدم لهذه الشريحة من القرّاء ليس مادة ذات قيمة؛ أي أنها “لا تسمن ولا تغني من جوع” إن صح التعبير، وإن هذا يدلُّ على الفراغ الثقافي والفكري الذي تعيشه هذه الشريحة. دعا الكثيرون إلى تجديد المواد المقدّمة وعلى الخصوص الأدبية منها واللجوء إلى التبسيط لكي نقدّم نتاجاً راقياً وفي نفس الوقت يصل إلى أكبر شريحة ممكنة من القرّاء، ولكن لا يوجد أي اهتمام أو دعم لهذه الدعوات الصادقة مما جعل النتاج الراقي يتراجع بشكل كاسح وعنيف، وبعض دور النشر المختلفة باتت تتسابق الآن على طبع الكتب الهزيلة ودعم روّادها من المؤلّفين سعياً إلى الربح السريع..!!. بريطانيا