مساء السبت الماضي رحلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، صاحبة التاريخ الكبير في الدراما والسينما، بعمر 84 سنة، بعد وعكة صحّية مفاجئة.. وكانت الراحلة قد تعرّضت لأزمة صحّية منذ أسابيع عدّة، استدعت نقلها إلى “مستشفى دار الفؤاد” بمدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة تحت إشراف زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، وخرجت بعد أن تماثلت للشفاء ثم تعرّضت إلى وعكة صحية مفاجئة توفّيت على إثرها ليل السبت. وقد شيّعت جنازتها، بعد ظهر الأحد من مسجد الحصري، ودُفنت في مدفنها الخاص بمدينة السادس من أكتوبر بعيداً عن مدافن العائلة. وفي إطار ردود أفعال المقرّبين من الراحلة، تحدّث الفنان عمر الشريف زوجها الأسبق قائلاً: إن خبر وفاة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كان بمثابة صدمة كبيرة له. وذكرت صحف إخبارية أنه غارق في الحزن الشديد على وفاتها. وأضاف الشريف: “رحيل الفنان أحمد رمزي كسر ظهري، ووفاة فاتن حمامة قضت عليّ، أنا أعتبر نفسي الآن في المحطّة الأخيرة من حياتي”. وعلى الصعيد الرسمي أعلن الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرية، الحداد لمدة يومين في كل ما يتصل بقطاع الثقافة وكل ما يتصل بالدولة حزناً على رحيل سيّدة الشاشة العربية فاتن حمامة. ولدت حمامة في 27 مايو 1931م، ويعود تاريخ فاتن حمامة مع السينما إلى عام 1939 عندما ظهرت على الشاشة لأول مرّة ولم يتجاوز عمرها 7 سنوات حين اختارها محمد كريم مخرج أفلام عبدالوهاب لتشارك بدور صغير في فيلم «يوم سعيد» الذي عُرض في أوائل 1940م، وبعده قدّمت أكثر من 103 أفلام آخرها “أرض الأحلام”. كما قدّمت في1991م دوراً مميّزاً حفر في ذاكرة التاريخ بمسلسل “ضمير أبلة حكمت” وبعده بعام مسلسل “وجه القمر” الذي لعبت فيه دور “ابتسام البستاني” إضافة إلى مسلسل إذاعي وحيد. نالت فاتن حمامة العديد من الجوائز خلال مشوارها الفنّي الطويل، أهمّها أفضل ممثّلة في عام 1951م عن فيلم “أنا الماضي” وأفضل ممثّلة للمركز الكاثوليكي، وأفضل ممثّلة من وزارة الإرشاد للأفلام عام 1955، وأفضل ممثّلة من وزارة الإرشاد 1961، وأفضل ممثّلة مصرية 1958-1963، وأفضل ممثّلة مهرجان جاكرتا 1963 عن فيلم “الباب المفتوح” وأفضل ممثّلة عام 1965 فيلم «الليلة الماضية»، كما نالت جائزة أفضل ممثّلة من مهرجان طهران 1972م، وجائزة من مهرجان الاتحاد السوفيتي 1973م، ودبلوم الشرف من مهرجان طهران الدولي 1974م، وجائزة التميُّز في الأفلام المصرية 1976، فيما حصدت جائزة أفضل ممثّلة في مهرجان القاهرة الدولي 1977م، وجائزة تقديرية من أنور السادات 1977م، وجائزة من مهرجان موسكو في الاتحاد السوفيتي 1983م، وجائزة الاستحقاق اللبناني لأفضل ممثّلة عربية عن فيلم «ليلة القبض على فاطمة» 1984م. كما حصلت أيضاً على جائزة الاعتراف وجائزة إنجاز العمر من منظمة الفن السينمائي عن دورها في فيلم «ليلة القبض على فاطمة» 1984م، وجائزة أفضل ممثّلة من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي. وفي 1991م حصلت على جائزة الإنجاز الفني من مهرجان القاهرة الدولي، وجائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان مونبليه السينمائي في عام 1993م، وجائزة فخرية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون 2001م، وجائزة المرأة العربية الأولى عام 2001م، وجائزة تقديرية من أول سالا بمهرجان الفيلم الدولي في المغرب لمساهمتها في قضايا المرأة من خلال مسيرتها الفنية 2004م. كما حصلت على وسام الإبداع من الدرجة الأولى من رئيس الوزراء اللبناني الأمير خالد شهاب 1953م، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى للفن من الرئيس جمال عبدالناصر 1965م. وحصلت أيضاً على تكريم من قبل وسام الدولة من الدرجة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات خلال مهرجان الفن الأول 1976م، وجائزة فخرية من المهرجان القومي المصري للسينما عام 1995م, كما حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة باعتبارها نجمة القرن في السينما المصرية في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 2001م وغيرها من التكريمات آخرها كان تكريمها من قبل عيد الفن عن تاريخها ومشوارها الفني. وتعتبر فاتن حمامة من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية، حيث عاصرت عقوداً طويلة من تطوّر السينما المصرية، وأسهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيّدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940م.