تعتبر برامج الأنشطة المدرسية والرياضية ومدى حركتها الداخلية في معظم مدارس محافظة تعز إن لم نقل في معظم مدارس الجمهورية عموماً مهمة جداً؛ لكنها لاتزال تفتقر إلى الكادر التربوي المتخصص والمؤهل الذي يقع عليه مسؤولية ترسيخ حركة النشاط المدرسي (الصفي واللاصفي)؛ وذلك من أجل استمرارية إنعاش وتفعيل الأنشطة المدرسية والرياضية التي تعد جزءاً لا يتجزأ من عملية التحصيل العلمي واستقرار التعليم وانضباط الطلاب.. ومن هذا المنطلق كان ل«الجمهورية» نزول ميداني للتعرف أكثر على كيفية سير وتنفيذ خطط وبرامج الأنشطة المدرسية في أروقة ومساحات المدارس والتي أًصبحت بدون ملاعب، إضافة إليها مباني وفصول دراسية و«طز» بالرياضة، فماذا قال بعض المختصين في مجال الأنشطة المدرسية؟ حصيلة أحاديثهم في التالي.. صعوبات الأخ رشاد المقدشي، رئيس قسم الأنشطة المدرسية مديرية صالة يقول: حقيقة نحن كمختصين عن الأنشطة المدرسية غير راضين عما صارت إليه الأنشطة المدرسية في عدم تنفيذ الحصة الدراسية لمادة التربية البدنية الرياضية بالشكل «النظري والمنهجي»؛ وذلك بسبب عدم وجود الكادر التربوي المتخصص بالمادة وعدم توفر الأدوات الرياضية مثل تنس الطاولة وبعض أدوات ألعاب القوى نتيجة ارتفاع أسعارها.. لذا لابد من التأكيد على أهمية تنوع النشاطات والعناية بترميم الملاعب والتركيز على إنشاء صالات نموذجية خاصة بالأنشطة المدرسية. عدم صلاحية الملاعب فيما يقول الأخ جمال محمد، رئيس قسم الأنشطة المدرسية بتربية القاهرة: يحتم علينا أولاً بأن نكون واقعيين عند الحديث عن النشاطات المدرسية سواء التي تنفذ داخل المدرسة أو التي تتماشى وتسير وفق برامج وخطط المديرية أو المحافظة، لذا لابد أن نشيد بالجهود الطيبة التي تبذل لتنشيط وتحريك الحياة الإبداعية من قبل إدارة تربية القاهرة، لكن إذا نظرنا إلى السلبيات التي تقوض عملنا التربوي والنشاط المدرسي والرياضي فيمكن القول إنها تعود إلى عدم صلاحية الملاعب وعدم وجود صالات أو غرف مناسبة لإقامة الفعاليات الداخلية وشحة الموارد المالية وخاصة في هذا العام. توزيع عادل في الجانب الآخر يقول الأخ علي الزرقة، رئيس قسم الأنشطة المدرسية بتربية المظفر: لعل من أبرز المشكلات التي نعاني منها في الوقت الحالي تتمثل في غياب التوزيع العادل لمدرسي التربية البدنية؛ حيث نتطلع أن تكون هذه المادة مستقبلاً من ضمن النشاط الصفي المنهجي أسوة ببقية المواد الدراسية الأخرى، بالإضافة إلى شحة وقلة الملاعب التي تكاد تكون في حالة إهمال وتردٍّ، وحبذا أيضاً لو يتم إعادة مادتي التربية الموسيقية والفنية «الرسم» كما كانت سابقاً. عشوائية من جانبه قال الأخ جمال محمد علي، مدرس التربية البدنية بمدرسة عقبة بن نافع مديرية صالة: صحيح هناك مدارس تعاني من عشوائية التخطيط والتخبط في تنفيذ النشاطات الصفية واللاصفية، لكن إذا نظرنا إلى الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا التخبط في مجال التربية البدنية هو عدم وجود ملاعب رياضية مناسبة وعدم توفر المستلزمات والأدوات الضرورية لتفعيل الخطط والبرامج وبرامج الأنشطة بشكل جدي مدروس. مدارس تفتقر لأبسط المقومات الأخ نضال القدسي، مشرف الأنشطة بمدرسة الفاروق للتعليم الثانوي يقول: أولاً يجب أن يتم تنفيذ خطط وبرامج الأنشطة وإدارة الأنشطة ولابد من العمل على مساعدة المدارس التي تفتقر إلى أبسط المقومات وحصر وتوزيع الكوادر التربوية المؤهلة للمدارس التي تعاني من نقص الكادر التربوي والتعليمي، وكذا الاعتناء بالجوانب البيئية والثقافية والصحية؛ فكل هذه الأشياء مرتكزات محورية يجب أخذها بعين الاعتبار، ونتمنى في الأخير أن تتضافر جهود كل التربويين والإدارات المدرسية ومشرفي الأنشطة المدرسية ومدرسي المواد الإبداعية من أجل تحقيق بيئة مدرسية نظيفة تسهم في تشجيع الطلاب والطالبات للمشاركة والتفاعل والاطلاع على كل ما هو جديد. تشجيع أما الأخ جلال الفاتش، مشرف الأنشطة بالمدرسة التعليمية الحديثة فيقول: حقيقة قد تكون من أحد الأسباب التي أدت إلى انخفاض أو تراجع النشاط الداخلي والخارجي بالنسبة للطلاب والطالبات في بعض المدارس تعود إلى عدم وجود الأدوات الرياضية وانخفاض وتيرة النشاط الصفي واللاصفي في بعض المدارس، لذا نتمنى من الإخوة المسؤولين بوزارة التربية والتعليم أن يهتموا ويرعوا الطلاب والطالبات الموهوبين ويوفروا لهم كل المتطلبات والتي تساعدهم على ممارسة ومزاولة مختلف النشاطات الإبداعية كالغناء والرسم والموسيقى والتمثيل والنحت والرياضة بشكل عام. من جانبه الأستاذ عبدالعزيز مهيوب الشراعي - مدير إدارة الأنشطة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة - يقول: أولاً وقبل كل شيء شكري وتقديري لصحيفة «الجمهورية» على مواكبة كل فعاليات الأنشطة المدرسية، وما أود قوله في هذه العجالة من أسباب تدني أو اختفاء مادتي التربية البدنية والفنية في المدارس، وهاتان المادتان لم تلغيا وتوجدان في الجدول المدرسي ولكنهما لا تنفذان؛ نظراً لعدم وجود مدرسين متخصصين لتدريس هذه المواد. حيث وإن هناك مدرسين متخصصين متخرجين من المعهد العالي، ولكن يتم توزيعهم بطريقة عشوائية، وفي هذا الجانب تم عقد لقاء موسع مع الإخوة مدير المكتب التنفيذي لتعز عاصمة الثقافة، ومدير مكتب التربية والتعليم الأستاذ عبدالفتاح جمال، ومدير الأنشطة المدرسية، وتم الاتفاق على تثبيت حصص الرياضة والفنية والموسيقى في جدول الحصص الأسبوعية داخل المدارس، بعد أن يتم عمل دورات لهم، ومن ثم سيتم تثبيتها في المدارس من قبل شعبة التعليم وإشراف إدارة الأنشطة، وهذا الذي تم الاتفاق عليه. وأضاف: وفيما يخص تفعيل الأنشطة المدرسية لقد قامت إدارة الأنشطة المدرسية بإعداد الخطة العامة والتفصيلية، ولكن لم تنفذ الخطط بسبب قيام المكتب التنفيذي بالمحافظة بإصدار قرار بتوريد ما نسبة 100 % من إسهامات المجتمع وتوريدها كإيرادات محلية، مما أدى إلى إيقاف جميع الفعاليات في المدارس والمديريات والمحافظة بشكل عام، وبالتالي المشاركة على مستوي الجمهورية.. أما بالنسبة لهذا العام فقد قدمنا ميزانية تفصيلية لتفعيل هذه الأنشطة وتم تسليمها إلى مكتب المالية لدراستها ودمجها في ميزانية 2015 - 2016م بحسب توجيهات الأخ محافظ المحافظة الأستاذ شوقي أحمد هائل. أما ما يخص توجيهات محافظ المحافظة بالتوجيه لمكتب التربية بإعداد وتجهيز مصفوفة للأنشطة المدرسية لتعز عاصمة للثقافة فبدورنا قمنا بإعداد هذه المصفوفة والتي تتمثل بإقامة عدة مهرجانات؛ منها مهرجان المسرح المدرسي واللون ومهرجان الغناء والإنشاد ومهرجان للألعاب الشعبية الرياضية وغيرها. وقدمت للأخ محافظ المحافظة، وتمت الموافقة عليها، وإن شاء الله سوف يتم تنفيذها خلال هذا العام على مستوى المحافظة، وتحت إشراف قيادة المحافظة والمكتب التنفيذي لتعز عاصمة للثقافة. وأخيراً: ومن هنا نطالب من الأخ محافظ المحافظة ضرورة الاهتمام بالأنشطة المدرسية أسوة ببقية المحافظات؛ حيث وتعز تعتبر السباقة في جميع الأنشطة المدرسية ومنها الثقافية والرياضية، مع تمنياتنا له بالتوفيق والنجاح في جميع مهامه.