«أكبر مغامرة في حياتك هي أن تعيش الحياة التي تحلم بها» لأوبرا وينفري هل كانت الفتاة الصغيرة التي ترتدي ثوباً من أجولة البطاطس، ويضحك منها أطفال الحي لتحلم أن تصبح في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً وثراء في العالم, كانت أوبرا وينفري طفلة لأبوين مراهقين أقاما علاقة لمرة واحدة أثمرت عن طفلة تخلى عنها والدها وتركتها والدتها لدى جدتها الفقيرة التي تعمل في غسل الملابس في حي فقير في ولاية مسيسبي, دخلت الروضة وانتقلت مباشرة للمرحلة الأولى في المدرسة لإيمان أحد مدرساتها بذكائها الذي لا يؤهلها للبقاء في دار الحضانة, لتبدأ حياتها المدرسية في سن مبكرة كطالبة ذكية. الصغيرة التي فقدت طفلها في سن الثانية عشرة انتقلت أوبرا للعيش في منزل والدتها, وفي سن الرابعة عشرة تعرضت للتحرش والاغتصاب من أحد أقاربها, لتحمل بطفلها الوحيد الذي مات بعد ولادته بساعات، وكانت هذه الحادثة سبباً في عدم قدرتها على الإنجاب طوال حياتها, كانت هذه المأساة التي تعرضت لها سبباً في إدمانها للمخدرات والحبوب المهلوسة، وتطور إلى حد تعاطيها الهروين والكوكايين, هذا الوضع لم يعد يناسب والدتها والتي لم تعد قادرة على السيطرة على هذه الفتاة المراهقة فأرادت التخلص منها بإرسالها إلى دار الرعاية وتأهيل الأحداث, إلا أنه لم يتوفر لها مكان لحسن الحظ، فبعثت بها إلى منزل والدها رجل أعمال صغير في ناشفيل, والذي كان صارماً وقاسياً في تأديبها وتعليمها, وظلت (أوبرا) تتنقل ما بين منزل والدها وجدتها وأقاربها. خطوات لتحقيق الحلم كانت أوبرا وينفري تملك حساً اجتماعياً مميزاً ومتعاطفاً رغم كل معاناتها, جعل منها قادرة على إقامة العديد من العلاقات، وجعلها تحصل على لقب الطالبة الأكثر شعبية في المدرسة لعلاقتها الطيبة بالأساتذة والتلاميذ, وفي سن السابعة عشرة حصلت على جائزة ملكة الجمال الأسود, مما لفت لها الأنظار ووضع لديها عدد من العروض وأسند لها العمل كمراسلة في محطة إذاعية محلية WVOL لتبدأ مسيرتها الإعلامية في سن مبكرة في مرحلة الثانوية مع بلوغها السابعة عشرة من عمرها. وفي سنتها الجامعية الأولى كان حضورها الإذاعي المتميز قد لفت الأنظار لدى عدة أشخاص يعملون في التلفزيون، فعرضوا عليها العمل معهم، تقول أوبرا: أذكر أنني رفضت العرض نفسه مرتين وفي المرة الثالثة قصدت أحد مدرسي وقلت له: أرفض العمل في التلفزيون لأنني أخاف أن لا أنهي دراستي الجامعية، ورد علي المدرس قائلاً: ألا تعلمين أن الناس يقصدون الجامعة لهذا السبب؟ بدأت أوبرا مسيرتها التلفزيونية في سن التاسعة عشرة كأصغر مذيعة مقدمة أخبار من أصل أفريقي في تلفزيون WTV-TV ، وقد عانت من الفشل لدى قيام المنتج بفصلها؛ لأنها تصبح أكثر تعاطفاً مع المشاهدين، ولا يناسب هذا برنامج تقديم إخباري, وعرض عليها دوراً في برنامج نهاري.. في عام 1984 صارت أوبرا وينفري مقدمة لبرنامج صباحي في شيكاغو(A.M.CHICAGO) والذي أصبح بعد شهر واحد على بثه البرنامج الأول على القناة, وتغير في أقل من عام إلى (أوبرا وينفري شو) ومدد لمدة ساعة حوارية ليصبح البرنامج الأكثر شهرة حول العالم. في العام 1986 أصبح على المستوى الوطني من أكثر البرامج الحوارية مشاهدة, وأصبحت شركة أوبرا التي أسستها هي من تنتجه ويشاهده 25 مليون أمريكي وأكثر من 100 دولة حول العالم.. كان البرنامج يناقش قضايا تمس الناس وتناقش مشاكلهم وهمومهم, وكانت لقاءاتها مع الأشخاص المؤثرين والمشهورين تحولهم وبكل راحة وتعاطف إلى أشخاص يفتحون دفاترهم وأسرارهم ومعاناتهم, ويتقاسموها مع المشاهدين, البرنامج ناقش عالم الفقر والمخدرات والعنف والطلاق والتشرد والعلاقات والاختطاف والانحلال الأخلاقي والاختطاف والزواج والحب, عرض لمدة، وفي الخامس والعشرين من مايو 2011 قدمت آخر حلقات البرنامج وتفرغت لإدارة شبكة القنوات الخاصة بها OWN. حياة متنوعة مليئة بالعطاء لم تقتصر حياة أوبرا كمذيعة فقط بل شاركت كممثلة في عدة أفلام, وكانت أحد المؤسسين لقناة (أوكسجين) الخاصة بالنساء, وأطلقت برنامج في القناة Opra after the show, وأصدرت مجلة أوبرا المتخصصة بحياة المرأة، والتي أصبحت من أهم المجلات والأكثر نجاحاً في تاريخها, وبدأت في العام 2002 في طرح النسخ وتوزيعها عالمياً في جنوب أفريقيا. أنشئت أيضاً شركة إنتاج خاصة بها, واستديو بشيكاغو لتصبح ثالث امرأة تملك شركة إنتاج وقتها, وأول بليونيرة سوداء, فقد جمعت 96 مليوناً في عام 1996 فقط, ومن العام 1995 لم تخل قائمة لمجلة فوريس الاقتصادية لأكثر 400 أمريكي ثري من اسمها, وظلت للعام 2004 و2005و2006 وحتى اليوم من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم, حيث بلغ دخلها 225 مليون دولار وتقدر ثروتها 5,2 بليون دولار. قامت (أوبرا) بأنشاء أكبر مكتبة في العالم للطلاب الراغبين في العلم والمعرفة في كل القارات, وعوضت حاجتها للأمومة بتبني 50 ألف طفل أفريقي ليعيشوا حياة كريمة. (أوبرا وينفري) لم يقتصر تأثيرها اجتماعياً فقط, بل إنها كانت من بين المؤثرين سياسياً وساهمت بشكل كبير في دعم الرئيس الأمريكي أوباما ومن أوائل بداياته ليصبح أول أمريكي أسمر يصل إلى منصب رئاسي في تاريخ الولاياتالمتحدة. تختصر أوبرا مسيرتها المؤثرة بهذه الكلمات «في طفولتي كنت أحلم حلماً بأن أكون مشهورة وغنية؛ لأنني كنت أعي الظروف التي ولدت في ظلها, حيث تربيت في بيت جدتي الفقيرة التي تعلمت منها القراءة وأهلتني لكي أصبح ما أنا عليه الآن» البداية كانت بحلم. أقوال لأوبرا وينفري: اتبع حدسك فهو المكان الذي تكمن فيه الحكمة. أكبر اكتشاف على الإطلاق أن الإنسان يمكنه تغيير مستقبله بمجرد تغيير مواقفه. حولوا جراحكم إلى حكمة. كلما احتفلت بحياتك أكثر كلما منحتك الحياة أشياء جديدة تحتفل من أجلها. تعلمت أن أوقع شيكاتي بنفسي، وأن أعمل معظم الوقت, وأن لا أرتاح إلا بعد يوم عمل لا يقل عن 14 ساعة؛ ففي تلك اللحظة فقط أشعر أنني أستحق وعن جدارة الاسترخاء في مغطس بالفقاقيع؛ لأنني أشعر أنني عملت جاهدة وأستحق ذلك. الكثيرون يرغبون بالركوب إلى جانبك في الليموزين، ولكن ما نريدهم أشخاص يرضون بركوب الحافلة معك عندما تتعطل الليموزين.