تأمل الأميركية من أصل ليبي نور تاجوري أن تصبح أول مذيعة محجبة تظهر على تلفزيون أميركي، بعد أن لقيت مبادرتها تجاوبا واسعا من قبل داعميها على شبكات التواصل الاجتماعي، غير أن نور اعترفت بأن الوصول إلى تحقيق هذا الهدف قد يلقى أيضا معارضة ممن وصفتهم بأنهم لا يعرفون الإسلام. وتقول تاجوري إنها تهدف من خلال مبادرتها إلى ما تصفه بكسر الحواجز والأحكام الجاهزة التي تعرف انتشارا في المجتمع الأميركي، وخصوصا في وسائل الإعلام الأميركية حول الإسلام والمسلمين وقدرتهم على الاندماج والمشاركة في الحياة العامة للأميركيين. وأضافت تاجوري في حديث مع موقع "الحرة" أنها تهدف أيضا إلى "تغيير الطريقة التي يفكر بها الأميركيون حول المسائل المتعلقة بالمسلمين ودورهم" في المجتمع، وعبرت عن أسفها لانتشار الكثير من هذه "الأحكام الجاهزة والصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين"، وخصوصا ما يتعلق بالمرأة. وتقول تاجوري إن بعض هذه المغالطات تتمثل في كون المرأة المسلمة متخلفة ومظلومة ولا تملك القدرة على المشاركة في الحياة العامة، وتضيف "رأيت أن هذه هي طريقتي في تغيير هذه العقلية عن طريق ولوج عالم الإعلام بعد أن اختارت الكثير من النساء طرقهن في التغيير لتصحيح العديد من الصور والأحكام الجاهزة التي نجمت عن القصر في فهم الإسلام". هل يتقبل الأميركيون مذيعة محجبة على شاشاتهم؟وتعود نور إلى بداياتها بعد أن ارتدت الحجاب وتقول إن ذلك كان في حد ذاته "بداية التحدي الذي صممت أن أخوضه إلى النهاية"، وتضيف "منذ أن كنت في سن الثامنة راودني حلم أن أكون مذيعة في التلفزيون ولما ارتديت الحجاب لاحظت أنه لا توجد مذيعة واحدة محجبة في الولاياتالمتحدة فقررت أن أخوض تحديا جديدا لأحقق هذا الحلم". وتأمل نور في أن تساعدها خبرتها في مجال العمل الإذاعي الذي تمارسه حاليا في إذاعة "WPGC" على إثراء تجربتها في مجال الإعلام، مما يسمح لها بخوض تجربة جديدة في مجال التقديم والتنشيط التلفزيوني. وتبلغ نور 19 عاما وتتابع دراستها في قسم الإعلام في جامعة "برنس جورج" بولاية ميريلاند. حملة تأييد وتعرف الحملة التي باشرتها نور تاجوري على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق حلمها تأييدا متزايدا، إذ تابع الصفحة التي فتحتها على موقع "فيسبوك" في أسبوعها الأول أكثر من سبعة آلاف مشترك. كما نشرت تاجوري صورة لها وهي داخل أحد استديوهات قناة "أيه بي سي"، ونالت هذه الصورة رواجا واسعا على الإنترنت، وحظيت بمتابعة 25 ألف شخص في الأسبوع الأول من نشرها. وبثت تاجوري شريطا مصورا على موقع يوتيوب وصفته بأنه الأكثر أهمية في حملتها لتحقيق حلمها، تتحدث فيه بإيجاز عن الهدف من حملتها وتطلب فيه مساندتها، وقد حظي بأكثر من 60 ألف مشاهدة، وهو "رقم ممتاز" على حد تعبير نور. وقالت نور إن "هذه الحملة فتحت لي الكثير من الأبواب وتيقنت أن الكثير من الناس أعجبتهم وساندوها وهو ما دفعني إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق هدفي". وتستقبل تاجوري يوميا عشرات التغريدات على حسابها الشخصي على موقع تويتر الذي يتابعه أكثر من 3800 شخص، وأيضا على الصفحة الخاصة بحملتها "#LetNoorShine"، وهي تغريدات مساندة في مجملها. وعن حظوظها في تحقيق حلمها، تقول نور إنها متفائلة كثيرا، خصوصا أن المساندة التي تلقاها تأتي من كل بقاع العالم، لاسيما الولاياتالمتحدة والدول العربية، إذ فتح المعجبون صفحات على "الفيسبوك" تدعو إلى دعم نور في مسعاها. عقبات في الطريق ورغم هذا التفاؤل، فقد عبرت نور عن اعتقادها بكون مشروعها سيواجه عقبات كثيرة، غير أنها أكدت في الوقت ذاته أن لديها قناعة بأن "أي شيء جيد أقوم به لا يجب أن أترك العراقيل تتغلب عليه". وتضيف نور قائلة "عملت بجد منذ مدة وآمل في تحقيق حلم مشروع وأعرف منذ البداية أن هناك الكثير من التحديات التي يجب علي مواجهتها، لكنني أرى أيضا أن هناك ردود فعل إيجابية ومشجعة ينبغي التركيز عليها". وأشارت نور إلى أنها تلقت بعض الردود السلبية من أشخاص قالت إنهم "لا يعرفون الإسلام، وهذا ما يحفزني أكثر على المضي قدما في مشروعي كي أساهم في أن يعرف هؤلاء ما يجهلونه"، وشددت على أن ردود الفعل السلبية كانت ضئيلة جدا مقارنة بالإيجابية "لكن لن أتركها تعترض طريقي وسأواصل حتى النهاية لأن هدفي هو السمو بقيم التسامح ونبذ الجهل". لقاء المشاهير ولم تكتف نور تاجوري في حملتها بالاعتماد على المؤيدين ووسائل التواصل الاجتماعي، بل شرعت في إجراء لقاءات مع عدد من الوجوه المعروفة في عالم الإعلام في الولاياتالمتحدة. وتصف نور تجربة لقائها بالمذيع في قناة "سي ان ان"، أندرسون كوبر بالمهمة جدا في مشوارها نحو تحقيق حلمها. وعن هذا اللقاء تقول نور لموقع "الحرة" إنه حدث بالصدفة وكان له "أثر كبير على تجربتي. الكثير من الناس أعجبوا بهذه التجربة وبمشاركتي لحظات مع وجه إعلامي معروف. وأكيد أن هذا سيساعدني كثيرا في تحقيق حلمي". وأضافت أن هذا اللقاء ومثله من اللقاءات التي تعتزم إجراءها مع مشاهير في الإعلام "ستحض الناس على مساعدتي في خطوتي القادمة لأن الأشخاص الذين أسعى للوصول إليهم يمتازون بالشهرة وأيضا الثقافة الواسعة ولديهم رغبة في قبول الآخر وبالتالي قبول أفكار مثل التي أسعى إلى تجسيدها". وتابعت قائلة إن "الحديث مع كوبر فتح أمامي آفاقا جديدة وأحسست بأنني في الطريق الصحيح، لذا قررت أن أوسع هذه التجربة لعدد من المشاهير رغبة مني في مشاركة تجربتي مع الجميع". وقد حظي فيديو لقاء نور بأندرسون كوبر الذي بثته على موقع يوتيوب بآلاف المشاهدات في فترة قصيرة. وتحاول نور الوصول إلى لقاء بعض المشاهير الآخرين ومنهم مقدمة البرامج الأميركية أوبرا وينفري. وتقول نور إنها بدأت تحلم بالعمل في التلفزيون عندما كانت تتابع حوارات أوبرا مع ضيوفها وهي لم تتجاوز بعد الثامنة من عمرها. ووجهت نور عبر موقع يوتيوب دعوة إلى أوبرا وينفري من أجل تبني مشروعها، والاستفادة من نصائحها. وفي انتظار لقائها أوبرا وينفري، التقت نور بعدد آخر من مشاهير الإعلام من بينهم سوليداد أوبراين، وكريستيان أمنبور، الصحافيتان في شبكة CNN ووصفت لقاءها بالإعلامية سوليداد بالمهم جدا، وقالت إن رد فعل المذيعة "كان إيجابيا بعد أن عرضت عليها ما أريد تحقيقه"، مضيفة أن سوليداد قدمت لها الكثير من النصائح، وشجعتها على الاستمرار في تحقيق حلمها.