للمكتبة المدرسية أهمية كبيرة لما تعود به من فائدة على أبنائنا الطلاب والطالبات في تنمية قدراتهم المعرفية، وتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها في عمل أبحاثهم العلمية، فكما هي مهمة للطلاب فهي كذلك مهمة للمدرسين، إلا أننا وفي إطار جولة «الجمهورية» الصحيفة.. في عدد من مدارس محافظة تعز بحثاً عن حقيقة ما يُقال عن غياب المكتبة المدرسية في كثير من المدارس الحكومية رأينا العجب العجاب، فقد وجدنا عدداً من المكتبات المدرسية عبارة عن رفوف بلا كُتب، وتفتقر إلى الكثير من المراجع العلمية، وبالمقابل توجد مكتبات مدرسية نموذجية، ولكنها قليلة جداً فيا ترى ما سبب غياب المكتبة المدرسية؟، هذا ما ناقشناه مع عدد من المهتمين بالشأن المدرسي فتابعوا.. إقبال ممتاز عن ضرورة وأهمية وجود المكتبة المدرسية وإقبال الطلاب عليها تحدث الأستاذ محمد العبادي مدير مدرسة الصديق التابعة لمديرية القاهرة، فقال: حقيقة لوجود المكتبة المدرسية أهمية كبرى للطلاب والطالبات، وكذا المدرسين. وبالنسبة لإقبال الطلاب على المكتبة فهو ممتاز ويرتبط بعوامل أساسية كأن تكون هناك حصص مطالعة أو أوقات الراحة، أو المكتبة فاتحة أبوابها لكل طالب من دون استثناء، والمدرسون أيضاً يستعيرون الكتب أو ما يحتاجونه.. كما أن الزيارة من قبل الطلاب للمكتبة تكون من ناحيتين، الأولى قراءة استنباطية بمعنى استنباط واستخراج معلومات جديدة، والأخرى قراءة ترفيهية أو اطلاع وتثقيف كما يوجد في المكتبة نظام استعارة داخلية، واستعارة خارجية، وتتم بعد أخذ البطاقة من الطالب بحيث لا يستمر الكتاب لديه أكثر من ثلاثة أيام، كما توجد لدينا في المكتبة فهرسة آلية تتم بواسطة الحاسوب. إهمال شديد أما الأستاذ خالد الجناحي رئيس قسم البيئة بتربية صالة.. فقد تحدث عن أسباب غياب المكتبة المدرسية قائلاً: تُعد عادة القراءة والمطالعة من أقل الهوايات انتشاراً بين أوساط الطلاب في مجتمعنا المحلي، وذلك يعود إلى واقع التعليم المتردي أصلاً.. والنشاط المكتبي يعتبر سيد الأنشطة المدرسية الذي تتركز عليه العملية التعليمية، إلا أنه لم يجد التشجيع المناسب من فعل القائمين على التعليم فنجد الإهمال الشديد في أغلب المدارس التي لديها المكتبات، وتكاد برامج الوزارة تخلو من إثراء تلك المكتبات بالكتب المفيدة الصادرة بانتظام، ولم تسع الوزارة إلى تطوير وصيانة تلك المكتبات ومواكبة لتطورات التكنولوجيا لتنظيمها، ولم تقم بإنشاء المكتبات، فالمكتبة تعتبر شريان العملية التعليمية في المدرسة، فإذا وضعنا حلولاً لانتشال واقعها المؤلم، وذلك بتوفير الكتب باستمرار وإصلاح قاعاتها وتجديدها وتزويدها بكافة الوسائل الحديثة. مكتبة بلا كُتب وفي الجانب الآخر تحدث الأستاذ. منصور علي عبده (مدير مدرسة عمر بن عبدالعزيز) فقال: المكتبة متوفرة ومفعّلة نوعاً ما، ولكن الإقبال من قبل الطلاب والمدرسين قلّ نوعاً ما نظراً لعدم وجود البدائل مثل الكمبيوتر والأجهزة الأخرى. وقد قمنا بعمل حصص مكتبية تُعطى للطلاب، حيث قمنا بتقسيم الحصة الرياضية إلى جانبين، وقسمنا الطلاب إلى مجموعات بعضها يُمارس الرياضة وأخرى تدخل المكتبة وصراحة تنقصنا الكثير من المراجع والكتب العلمية والحقيقة التي أريد أن أقولها في هذه العجالة خلاصة الكلام هي أن معظم مدارسنا المكتبات فيها عبارة عن أدراج ورفوف وطاولات بدوم كتب. تفتقر إلى الكتب العلمية وفي هذا الجانب تحدثت الأستاذة. سلوى مطر (أمينة مكتبة مدرسة 14 أكتوبر) بقولها: بجهود ذاتية من مديرة المدرسة حصلنا على عدد لابأس به من الكتب والمراجع الأدبية والثقافية كما قامت بعض الطالبات بتزويد المكتبة وهناك جهود تُبذل من قبل إدارة المدرسة بالتواصل والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية للحصول على أكبر قدر من الكتب والمراجع. وبالنسبة لمحتويات المكتبة فهي تحتوي على كتب أدبية ودينية وقصص للأطفال وتفتقر جداً إلى المراجع والكتب العلمية. وبدوره تحدث الأستاذ. عبدالرحمن نوّاس (أمين مكتبة مدرسة عقبة بن نافع) فقال: توجد لدينا مكتبة تتنوع فيها الكتب والمراجع العلمية والأدبية والثقافية، ونقوم بتشجيع الطلاب على الدخول إلى المكتبة للمطالعة حتى يستفيدوا من الوقت. كما نقوم بتخصيص حصص مكتبية للطلاب، وهناك حصص للقراءة والمطالعة في أوقات الراحة والفراغ أو نقوم أيضاً بفهرسة الكتب وتصنيفها. وأخيراً نشدّد على أهمية وجود المكتبة المدرسية وتوفير الكتب والمراجع التي يحتاجها الطلاب والطالبات في أبحاثهم. وجودها مهم!! فيما تحدث الطالب. أحمد العزي (ثالث ثانوي علمي بمدرسة الفاروق) بقوله: المكتبة المدرسية مهمة وضرورية جداً، فهي تخدم الطالب في تقديم المعلومات إذا أراد القيام بعمل بحث وكذلك تنمي معلومات الطلاب، ولابد أن تحتوي على الكثير من المراجع والكتب وكذلك الأشرطة وفي مدرستنا توجد هذه الأشياء ونستطيع الدخول إلى المكتبة في أي وقت، ونستعير الكتب التي نريد وعند وجود حصة فارغة يدخل المدرس ويقدم لنا حصة على الكمبيوتر ويعلمنا كيف يتم تصنيف العناوين وهناك مدارس أخرى لا توجد فيها مكتبات، وشاركه الحديث زميله محمد صادق (ثالث ثانوي علمي) فيقول: لا توجد مكتبة متكاملة عندنا ونضطر إلى الذهاب إلى الإنترنت للبحث عن المعلومات عند تكليفنا بالبحوث، ونطالب إدارة المدرسة بإيجاد المكتبة ولكن إلى الآن لم توجد والمكتبة مهمة فهي تعين الطلاب وتساعدهم في الحصول على المعلومات وخاصة إذا توافرت فيها الكتب والمراجع العلمية. الرديف الآخر للعملية التعليمية.. وللحصول على المزيد من المعلومات ولمعرفة آراء الجهات المعنية بهذا الأمر توجهنا إلى الأستاذ. صادق سعيد الدعيس (مدير مكتب التربية بمديرية صالة) وسألناه عن أسباب غياب المكتبة المدرسية وضرورة وجودها؟حيث قال: المكتبة المدرسية لها أهمية كبيرة وهي مرادفة للعملية التعليمية ولها دور في تثقيف الطلاب وإبراز معلومات جديدة والاطلاع على كل ماهو جديد في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية وغيرها كما نشدد على تخصيص حصص مكتبية للاطلاع والقراءة. ونحن في إدارة التربية نعمل جاهدين على تزويد المكتبة المدرسية بكل ما يلزم من الكتب والمراجع المختلفة بالنسبة لنا في هذه المديرية، فقد قمنا بإيجاد المكتبة المدرسية وهناك أشياء كثيرة سندعم بها المكتبة المدرسية كالكمبيوتر وأشياء أخرى، وهناك خطة من وزارة التربية والتعليم لتقديم أجهزة حديثة حتى تساعد أبنانا الطلاب والطالبات في الحصول على الكثير من المعلومات وبطرق سهلة، وبالنسبة لغياب المكتبة المدرسية فأعتقد أن غيابها في الدرجة الأولى يعود إلى إدارة المدرسة ونشاطها ومدى إدراكها لأهمية وجود المكتبة المدرسية وعلى الإدارات المدرسية المطالبة والمتابعة للحصول على المكتبات والله الموفق. [email protected]
