تقترح المانيا وفرنسا على كييف وموسكو خطة جديدة للسلام في أوكرانيا، بينما تقدم المسلحون المؤيدون لروسيا في شرق البلاد صوب مركز لحركة القطارات تسيطر عليه القوات الأوكرانية بعد أن شنوا هجوماً أنهى وقفاً لإطلاق النار استمر خمسة أشهر. ومن المقرر أن يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل يوم أمس الجمعة الى الكرملين في محاولة لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على خطة السلام الجديدة التي أعداها بشكل طارئ بعد تصعيد المعارك في شرق البلاد. وتعتبر المبادرة الالمانية الفرنسية التي يدعمها الاتحاد الاوروبي وواشنطن وساطة اللحظة الأخيرة بعد 10 اشهر على بدء النزاع الذي اوقع اكثر من 5300 قتيل وادى الى أزمة دولية تذكر بالتوترات بين الغرب والشرق خلال فترة الحرب الباردة. وقبل التوجه الى موسكو، عرض المسؤولان الاوروبيان الخطة على الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو. وكان هولاند أعلن عنها بشكل مفاجئ الخميس خلال مؤتمر صحفي في باريس. وأعلنت الرئاسة الاوكرانية خلال الليلة الماضية بعد عدة ساعات من المفاوضات بين القادة الثلاثة ان المبادرة «تعطي أملاً بوقف اطلاق النار»، وذلك بعد مقتل مئات الأشخاص غالبيتهم من المدنيين في عمليات قصف ومعارك منذ مطلع العام. وأضاف بوروشنكو ان على كل الأطراف احترام اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في سبتمبر وهي الوحيدة التي وقعت عليها السلطات الاوكرانية والمسلحون معاً. وأشارت مصادر عدة الى أن خطة السلام هي في الواقع عبارة عن “اقتراح مضاد” للأفكار التي عرضها بوتين قبل ايام على ميركل وهولاند اللذين ابلغا الولاياتالمتحدةواوكرانيا بها قبل إعداد اقتراحهما الاربعاء. وأكد الرئيس الفرنسي أن «هذا الاقتراح الجديد لحل النزاع» يضمن «وحدة اراضي اوكرانيا»، وحذر روسيا بأن الوقت محدود وبأن “خيار الدبلوماسية لا يمكن أن يمدد الى ما لا نهاية”. وأوردت صحيفة «سودويتشي تساينتونغ» خلال المساء معلومات نفتها الحكومة الالمانية مفادها أن الخطة تنص على «وقف فوري لاطلاق النار» لقاء «منح حكم ذاتي اكبر للمسلحين على مساحة اكبر مما كان مقررا حتى الآن». وتابعت الصحيفة «تم توضيح الأمر لبوروشنكو إنها الفرصة الأخيرة أمام اوكرانيا لتفادي هزيمة عسكرية وانهيارا اقتصاديا». ونفى مسؤول أوكراني كبير صحة المعلومات التي أوردتها الصحيفة. وفي موازاة المبادرة الفرنسية الالمانية، لا تزال الولاياتالمتحدة تدرس إمكان تزويد اوكرانيا بالأسلحة لمساعدتها بعد الانتكاسات التي منيت بها في منطقتي دونيتسك ولوغانسك .. بيد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بدد آمال الحكومة الاوكرانية خلال زيارته الى كييف الجمعة عندما أعلن أن واشنطن «تفضل حلا دبلوماسيا». وأضاف كيري ان أوباما “يستعرض كل الخيارات ومن بينها تزويد اسلحة دفاعية” وسيتخذ قراره “قريبا”، وذلك من أجل افساح المجال خصوصا أمام مبادرة السلام الاوروبية. وتقول كييف إنها بحاجة الى «معدات اتصال وتشويش الكتروني ورادارات» والى طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للدبابات ، بحسب تقرير مستقل اعده عدد من المؤسسات الأمريكية. إلا أن قرار واشنطن بإمداد كييف بالأسلحة يمكن ان تعتبره موسكو “مبررا” لإعلان الحرب، وان يؤدي الى تدهور اضافي في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا والتي تشهد أسوأ أزمة لها منذ الحرب الباردة. كما ان إعلان الحلف الاطلسي تعزيز وجوده على حدوده الشرقية مع انشاء قوة تدخل سريع من 5 آلاف رجل واقامة “6 مراكز للقيادة” لن يروق ايضاً لموسكو.. ومن المقرر ان يلتقي كيري ايضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت خلال المؤتمر الدولي حول الامن في ميونيخ. والخميس، دعا كيري بوتين مجددا الى “اتخاذ القرار بوضع حد للحرب وتأتي الزيارة التي تقوم بها المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي الى كييف وموسكو بينما تقدم المسلحون صوب مركز لحركة القطارات تسيطر عليه القوات الأوكرانية بعد أن شنوا هجوماً أنهى وقفا لإطلاق النار استمر خمسة أشهر. وتتجه واشنطن نحو اتخاذ قرار قريباً بشأن تسليح أوكرانيا. كما زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أوكرانيا الخميس. ولا يعتزم زيارة موسكو وهو ليس طرفا في المبادرة الفرنسية الألمانية وإن كان يؤيدها. وقالت موسكو إنها تأمل أن تكون المحادثات مع ميركل واولوند “بناءة”. وقالت مصادر بالحكومة الألمانية: إن المشكلة الأساسية أمام استئناف محادثات السلام هي أن خط المواجهة الحالي لم يعد متفقاً مع ما تم الاتفاق عليه في المحادثات في مينسك في روسياالبيضاء العام الماضي. ومن بين الأفكار المطروحة أن تضع محاولة جديدة لإبرام وقف لإطلاق النار في الاعتبار خط المواجهة الحالي الذي يعبر عن مكاسب المسلحين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا. وقال رئيس وزراء اوكرانيا ارسيني ياتسينيوك إن كييف لن تدرس خطة سلام تلقي بظلال من الشك على سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها. وقال اولوند في مؤتمر صحفي «قررت أنا وميركل أن نأخذ مبادرة جديدة... سنقدم مقترحاً جديداً لحل الصراع يستند الى سلامة أراضي أوكرانيا» واجتمع هو وميركل مع رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو يوم الخميس ومن المتوقع أن يذهبا الى موسكو لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . وقلل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من احتمالات تحقيق انفراجة وقال: «لا أريد أن أتحدث عن فرص (النجاح). في هذه المرحلة هناك أمل أكثر من فرص.». ويقول حلف شمال الاطلسي إن روسيا ترسل أسلحة وتمويلاً وقوات لمساعدة المسلحين على التقدم في شرق أوكرانيا، حيث أودى الصراع بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص. في حين تنفي موسكو مشاركتها في القتال. وقال كيري عقب الاجتماع مع بوروشينكو في كييف: إن واشنطن تدعم الدبلوماسية لكن “لن نغض الطرف” عن الدبابات الروسية والقوات التي تعبر الحدود. وقال كيري: «لا نسعى الى مواجهة مع روسيا. لا أحد». وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتخذ قراراً قريباً بشأن ما اذا كان سيمد أوكرانيا بأسلحة فتاكة لمحاربة المسلحين. وخلال اجتماع في بروكسل رفض وزراء الدفاع الأوروبيون إرسال أسلحة لأوكرانيا مما يشير الى خلاف بين الولاياتالمتحدة واوروبا حول هذه القضية. وقالت موسكو إنها ستعتبر أي أسلحة أمريكية ترسل لكييف تهديداً أمنياً.