يعقد قادة "النورماندي" الذي يضم ألمانيا وفرانسا وروسياوأوكرانيا يوم 15 من يناير القادم اجتماعا في العاصمة الكازاخستانية لبحث النزاع في شرق أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو امس "تبدأ سنتي الدبلوماسية في منتصف يناير بلقاء في أستانا في إطار صيغة النورماندي". وأضاف خلال مؤتمر صحافي "وزراء خارجية دول صيغة النورماندي كلفوا بإعداد جدول الأعمال ومشاريع القرارات لهذه القمة". وشدد بوروشينكو على أن المحادثات لن تتعارض مع اتفاقات مينسك. مع ذلك، رجح بوروشينكو عودة المفاوضات إلى إطار جنيف بمشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أعلن نيته المشاركة في الاجتماع. ونقلت وكالة تاس الروسية عن مصدر دبلوماسي تأكيد اللقاء لكنه أوضح أن 15 يناير هو أحد المواعيد المقترحة. وكان أول لقاء في هذا الإطار في يونيو الماضي على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين لعملية الإنزال في النورماندي، والثاني خلال قمة في ميلانو في أكتوبر الماضي. وأجرى كلا من الرئيس بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين اتصالات متواصلة عبر الهاتف في محاولة لإيجاد حل للنزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 4700 شخص في 8 أشهر في شرق أوكرانيا. وأكد الرئيس الأوكراني أن النزاع في شرق أوكرانيا "مصطنع" و "تم إحضاره من الخارج من قبل المعتدين والمحتلين الذين عليهم الذهاب" في إشارة واضحة إلى روسيا. واعتبر بوروشينكو أن أمرين يمكنهما حل النزاع وهما "إغلاق الحدود" و"انسحاب القوات الأجنبية". على صعيد اتفاقية منيسك أشار بوروشينكو إلى تحقيق تقدم في تنفيذ اتفاقات مينسك، خاصة في مجال تبادل الأسرى وتحقق "نظام السكون" وكذلك إيصال مساعدات إنسانية أوكرانية إلى مختلف المؤسسات الاجتماعية في شرق أوكرانيا. وأكد الرئيس الأوكراني أهمية اتفاقات مينسك في تسوية الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا. وقال: "الأهم هو تحويل الهدنة الهشة القائمة اليوم في الشرق إلى سلام آمن وثابت، وذلك على أساس خطة السلام واتفاقات مينسك". وأكد بوروشينكو أهمية تبادل الأسرى والالتزام بوقف إطلاق النار لعملية التسوية. وتعهد الرئيس الأوكراني بالعمل على منع تجميد النزاع في شرق البلاد، مشيرا إلى أن 70% من سكان منطقة دونباس يريدون البقاء ضمن أوكرانيا. وقال: "نحن نساعدهم من خلال آليات المساعدات الإنسانية والإعلام وأدوات السياسة العسكرية". وأضاف بوروشينكو أن كييف تدعو إلى مواصلة المفاوضات حول تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا في إطار مينسك، مؤكدا مطالب الجانب الأوكراني الخاصة بوضع خط فصل وسحب القوات والإفراج عن الأسرى وإلغاء نتائج انتخابات 2 نوفمبر في دونباس وإجراء انتخابات هناك، وفقا للقانون الأوكراني. وقال بوروشينكو أن العملية العسكرية في دونباس لن تنتهي في 15 من يناير وأن إحلال السلام عملية ليست بالقصيرة، وقال "البدء في الحرب أمر سهل والصعب هو انهاءها". وحسب قوله، فإن الخطوة الأولى باتجاه وقف إطلاق النار قد بدأت وتسير ببطء وانه يجب تعزيز هذه الخطوة، وأن الخطوة الثانية باتجاه المساعدات الإنسانية قد بدأت، والاتجاه الثالث هو الاقتصاد. وقال إنه في حال فشل العملية السلمية سيتم فرض الأحكام العرفية فورا، مشيرا إلى أن هذا الموضوع نوقش بالتفصيل في اجتماعات مجلس الأمن القومي الأوكراني. من جهة أخرى أكد بوروشينكو عدم وجود حل عسكري للنزاع في دونباس، وقال إن "الحل سياسي فقط". كما تطرق الرئيس الاوكراني الى مسألة انضمام بلاده الى حلف الناتو حيث قام بالتوقيع على قانون يلغي وضع أوكرانيا الحيادي، مؤكدا أن مسألة انضمام البلاد إلى حلف الناتو سيطرح في استفتاء عام خلال 5 أو 6 سنوات. يذكر أن البرلمان الأوكراني صادّق على قانون إلغاء الوضع الحيادي للبلاد الأسبوع الماضي. وينص هذا القانون على ضرورة تعميق التعاون مع حلف شمال الأطلسي. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يمكن حل الأزمة الأوكرانية في هذا البلد في عام 2015 في حال توصل كييف وجنوب شرق أوكرانيا إلى اتفاق بينهما دون إملاءات غربية. وقال الوزير الروسي: "يجب تجاوز المرحلة المأساوية الحالية في تاريخ أوكرانيا على أساس إعادة الوفاق الوطني وضمان إيجاد حل وسط، وموازنة المصالح وإقامة علاقات على أساسا التساوي في الحقوق فعليا بين كافة مناطق البلاد". كما أكد لافروف ضرورة توصل جانبي النزاع في أوكرانيا إلى اتفاق بشأن شكل الدولة الأوكرانية وكيفية حماية حقوق المواطنين والأقليات القومية وضمان وضع اللغة الروسية وغيرها من اللغات وتنظيم حياة كل مقاطعة من مقاطعات البلاد. وقال الوزير الروسي إن موسكو ستواصل دعمها لإطلاق الحوار وإقامة اتصالات مستديمة بين كييف ولوغانسك ودونيتسك في إطار الانتخابات التي جرت هناك ومواصلة عمل مجموعة الاتصال بمشاركة ممثلين عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. في السياق نفسه أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مكالمة هاتفية مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وجاء في بيان للخارجية الروسية أن الطرفان واصلا بحثهما لتطور الأوضاع الوضع في أوكرانيا على ضوء الاجتماع الأخير لمجموعة الاتصال بشأن الأزمة الأوكرانية في مينسك 24 ديسمبر ، وما تلاه من تبادل الأسرى بين طرفي النزاع المسلح. كما أشار البيان إلى أن الوزيرين شددا على ضرورة مواصلة الجهود لتنفيذ اتفاقات مينسك حول التهدئة في جنوب شرق أوكرانيا وبناء جسور الحوار الاوكراني الشامل الهادف إلى تسوية الأزمة في البلاد. من ناحية اخرى،أعلن الرئيس الأوكراني للصحافيين مقتل ثلاثة جنود أوكرانيين امس في مواجهات بمطار دونيتسك هي الأولى منذ الهدنة الجديدة التي أعلنت في 9 ديسمبر الجاري في الشرق الإنفصالي الموالي لروسيا. وقال الرئيس إن الجنود الأوكرانيين صدوا الهجوم وإن المهاجمين فقدوا 14 رجلا كما تم أسر واحد منهم. وأسفر النزاع في اوكرانيا عن مقتل أكثر من 4700 شخص منذ إبريل، وكان مطار دونيتسك أحد النقاط الساخنة على خط الجبهة حتى التوصل إلى وقف إطلاق النار مطلع ديسمبر.