تستأنف اليوم الاربعاء في العاصمة البيلاروسية مينسك جولة جديدة من مفاوضات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع المسلح في جنوب شرق أوكرانيا،فيما دعت روسيا مجددا طرفي النزاع إلى حوار سياسي، معربة عن استعدادها للتوسط في ضمان هذا الحوار. ونقلت محطة تلفزيون روسية عن دنيس بوشيلين نائب رئيس مجلس الشعب في جمهورية دونيتسك الانفصالية إن اجتماعا سيعقد اليوم الأربعاء لمجموعة الاتصال يهدف إلى إنهاء العنف في شرق أوكرانيا. وذكرت محطة روسيا-24 التلفزيونية أن الاجتماع تقرر انعقاده في مينسك عاصمة روسياالبيضاء في الساعة الثالثة من بعد الظهر بتوقيت موسكو (1200 بتوقيت جرينتش. وكان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو أعلن أول الأمس الاثنين عن استئناف مفاوضات السلام اليوم الاربعاء والجمعة في مينسك بعد اكثر من اسبوعين من التشكيك بموعدها. من جهتها اكدت منظمة الامن والتعاون في اوروبا والمسلحين وسلطات بيلاروس امس الثلاثاء انعقاد اللقاء بين ممثلي اوكرانيا والانفصاليين وروسيا والمنظمة. وتهدف المحادثات الجديدة الى احياء عملية السلام التي بدأت مطلع سبتمبر الماضي وأدت الى اتفاقات تهدف خصوصا الى رسم حدود فاصلة بين المعسكرين، كما ادت الى اتفاق اول لوقف اطلاق النار في اوكرانيا صمد قليلا لكنه انهار بعد ذلك. وكان بوروشنكو اكد مطلع ديسمبر ان اتفاقات مينسك التي وقعت في الخامس من ديسمبر ستشكل "اساس تسوية سلمية" للنزاع. وقالت ممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هايدي تيليافيني في تصريحات نقلتها إحدى وكالات الانباء ان اوكرانيا ستناقش اربعة ملفات في مينسك هي: وقف كامل لاطلاق النار ، وسحب الاسلحة الثقيلة، وتبادل كل الاسرى ، وتسليم مساعدات انسانية الى المنطقة الخاضعة لسيطرة المسلحين. لا يزال الجزء الأكبر من بنود "مذكرة مينسك" المؤرخة في 20 سبتمبر الماضي، الوثيقة التي حددت آليات وقف إطلاق النار بين العسكريين الأوكرانيين و"قوات الدفاع الشعبي" التابعة ل"جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك، يمثل أجندة اللقاء الجديد، بسبب مواصلة الاشتباكات بين الطرفين، على الرغم من قيام الهدنة "بشكل عام". وأفادت الرئاسة الأوكرانية امس الثلاثاء بأن رؤساء الدول الأربع اتفقوا على ضرورة تنفيذ جميع بنود اتفاقيات مينسك، بما فيها ضمان وقف إطلاق النار، وفصل القوات وسحب الأسلحة الثقيلة من جبهات القتال، وإطلاق سراح جميع المحتجزين من كلا الطرفين. بدوره قال دنيس بوشيلين نائب رئيس مجلس الشعب في جمهورية دونيتسك الانفصالية أن ممثلي دونباس سيعرضون على سلطات كييف تنفيذ تبادل شامل للأسرى قام به الطرفان منذ نشوب النزاع في المنطقة. أشار بوشيلين إلى أن موضوع تبادل الأسرى سيتصدر أجندة اللقاء الذي ستجريها مجموعة الاتصالات الخاصة بشأن التسوية الأوكرانية في مينسك 24 ديسمبر.. مضيفا أن ثمة نوعا من التفاهم بين ممثلي دونباس وكييف حول هذا الموضوع، ولا يبقى أمام الجانبين سوى "تدقيق بعض النقاط". كما أفاد بوشيلين بأن المفاوضات في مينسك ستتناول ثلاثة ملفات أخرى هي سحب الطرفين مدافعهما وصواريخهما من جبهات القتال، ورفع الحصار الاقتصادي عن منطقة دونباس، وإعطاؤها وضعا قانونيا خاصا من قبل السلطات الأوكرانية. وأضاف أن لدى ممثلي دونباس اقتراحات تتعلق بالتعاون مع أوكرانيا، بما في ذلك فكرة إقامة منطقة للتجارة الحرة، وخاصة تجارة الفحم. وباتت مع ذلك أجندة اللقاء الجديد وعلى مدى وقت طويل، "حجر عثرة" أمام التوافق على موعد إجرائه، إذ كان قادة "الجمهوريتين الشعبيتين" يصرون على أن تبحث مجموعة الاتصالات، إلى جانب مسائل أخرى، إلغاء مراسيم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بشأن فرض الحصار الاقتصادي على منطقة دونباس (جنوب الشرق) تطبيق قانوني منح المنطقة وضعا قانونيا "خاصا" والعفو العام. لكن يبدو أن هذه المطالب لم تدرج في نهاية المطاف على قائمة أولويات اللقاء. وأفاد مندوب روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين الأسبوع الماضي أن هناك ملفات أربعة ستطرح للبحث: فصل الأسلحة الثقيلة، تبادل الأسرى، مسالة المعونات الإنسانية لسكان المناطق المتضررة من النزاع، إقامة العلاقات الاقتصادية بين دونباس وكييف. وجاء نبأ عقد لقاء جديد لمجموعة الاتصالات حول التسوية الأوكرانية، والتي يشارك فيها ممثلون عن روسياوأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى جانب ممثلين عن "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" (المعلنتين من طرف واحد في جنوب شرق أوكرانيا)، بعد اتصال هاتفي أجراه قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا الاثنين الماضي. كما جاء إعلان 9 ديسمبر "نظام السكون" في منطقة النزاع لتثير أمل موسكو في أن تصبح الهدنة الجديدة في منطقة النزاع فعالة، لتسمح بالبدء في سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين الطرفين. والأسبوع الماضي دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا طرفي النزاع إلى حوار سياسي، معربا عن استعداد موسكو للتوسط في ضمان هذا الحوار. واعتبر بوتين أن الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو مهتم بإحلال السلام في المنطقة، "لكنه ليس واحدا في أوكرانيا، إذ تسمع هناك دعوات إلى حل المشكلة بالقوة العسكرية". هذا ودعا الرئيس الروسي كلا الطرفين إلى إجراء تبادل الأسرى قبل حلول رأس السنة الجديدة على شكل "الكل مقابل الكل".