باتت مؤشرات وبوادر انفراج تظهر على الأزمة في أوكرانيا لوقف إراقة الدم وإعادة الاستقرار مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاربعاء عن خطة لتسوية الأزمة تتألف من سبعة بنود ،بينما سارعت كييف إلى إعلان التوصل إلى اتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار في شرق البلاد وهو ما نفته موسكو لانها ليست طرفا في النزاع "على حد وصفها". وذكرت الرئاسة الاوكرانية في بيان صحفي ان الرئيس بترو بوروشنكو اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية على وقف دائم لاطلاق النار في منطقة دونباس شرقي اوكرانيا التي تشهد معارك عنيفة. وأضافت اوكرانيا ان الجانبين توصلا الى تفاهم مشترك "بشأن الخطوات التي ستمكننا من احلال السلام" في المنطقة. الا أن موسكو نفت الاتفاق مع كييف على وقف اطلاق النار في شرقي اوكرانيا كونها "ليست طرفا في النزاع" موضحة ان الرئيسين اتفقا خلال المكالمة الهاتفية على اتخاذ خطوات قد تساهم في وقف اطلاق النار بين القوات الاوكرانية والمسلحين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في بيان صحفي ان بوتين بحث مع نظيره الاوكراني هاتفيا سبل وقف العنف في جنوب شرق أوكرانيا بأسرع وقت ممكن مؤكدا أن وجهات نظر رئيسي البلدين حول السبل المحتملة للخروج من الأزمة المعقدة تتطابق الى حد كبير. وفي هذا الإطار كشف بوتين اليوم الأربعاء وفق مانقلته وسائل إعلام روسية عن خطة لتسوية الأزمة في أوكرانيا تتألف من سبعة بنود . وقال بوتين خلال حديث مع الصحفيين في أعقاب زيارة عمل إلى منغوليا وفق ما نقلته "قناة روسيا اليوم" إنه "بهدف وقف إراقة الدماء واستقرار الوضع جنوب شرق أوكرانيا أعتبر أن على الأطراف المتنازعة الاتفاق فورا وتنسيق تنفيذ الأعمال التالية: 1- وقف العمليات الهجومية النشطة من جانب القوات المسلحة، والمجموعات المسلحة، وقوات الدفاع الشعبي جنوب شرق أوكرانيا في دونيتسك ولوغانسك. 2- سحب الوحدات المسلحة الأوكرانية إلى بعد يستثني إمكانية قصف المناطق السكنية بالمدفعية وجميع أنواع راجمات الصواريخ. 3- توفير تأمين تحكم دولي موضوعي ومتكامل على مراقبة تنفيذ شروط وقف النار والوضع في المنطقة الآمنة، التي ستنشأ نتيجة ذلك. 4- استبعاد استخدام الطيران الحربي ضد المواطنين الآمنين والمراكز السكانية في منطقة النزاع. 5- تنظيم تبادل الأسرى على أساس مبدأ "الجميع مقابل الجميع" دون أية شروط مسبقة. 6- فتح ممر إنساني لانتقال اللاجئين والإمدادات الإنسانية إلى المدن وباقي المناطق السكنية في دونباس ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك. 7- تأمين إمكانية إرسال فرق من عمال البناء إلى المناطق المتضررة من أجل إصلاح البنى التحتية الاجتماعية قبل حلول الشتاء. هذا وأعرب بوتين عن أمله في أن يتمخض لقاء مينسك المقرر في 5 سبتمبر عن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن موقفه بشأن سبل تسوية الأزمة متقارب جدا مع موقف نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو. وتدور معارك عنيفة بين الجيش الاوكراني ومسلحين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا قتل فيها نحو 2600 مدني ومسلح منذ منتصف أبريل عندما أرسلت أوكرانيا قواتها لطرد المسلحين. وكانت الأممالمتحدة اعلنت أن أكثر من مليون شخص تركوا منازلهم بسبب تصاعد الصراع بين القوات الأوكرانية والمسلحين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا. وبلغ عدد الذين نزحوا من منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط نحو 260 ألف شخص، بحسب فينسينت كوشيتل مدير مكتب وكالة الأممالمتحدة للاجئي أوربا. وكان مسلحون موالون لروسيا في دونيتسك ولوهانسك قد أعلنوا استقلال مناطقهم عن أوكرانيا في أبريل الماضي، وذلك في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها في مارس. من جانب آخر يعتزم الحلف الاطلسي الذي يتهم روسيا بنشر اكثر من الف عنصر في اوكرانيا، نشر الاف الجنود من القوات الجوية والبرية والبحرية "خلال بضعة ايام" بدعم من القوات الخاصة، بحسب ما اعلن الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فان الحلف يعتزم تشكيل قوة من اربعة الاف عنصر قادرة على الرد خلال 48 ساعة على تحركات القوات الروسية، بدعم من بعض الدول السابقة من الكتلة السوفياتية مثل بولندا. لكن روسيا حذرت أمس الثلاثاء من انها سترد على "التهديد" الذي يشكله تعزيز وجود الحلف الاطلسي قرب حدودها، متهمة الغربيين بتصعيد الازمة الاوكرانية. واعلن نائب رئيس مجلس الامن الروسي ميخائيل بوبوف عن "تعديل" للعقيدة العسكرية الروسية بحلول نهاية العام للاخذ ب"تهديدات" جديدة ظهرت مؤخرا. وجاءت تصريحات بوبوف ردا على "خطة الرد السريع" التي يتوقع ان يقرها الحلف خلال قمته في ويلز الخميس والجمعة، على اثر الموقف الروسي في الازمة الاوكرانية الذي تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمثابة تهديد مباشر. وفي المقابل أعلنت روسيا أنه من المقرر أن يشارك ما يزيد عن 4 آلاف عسكري من قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية في التدريبات المرتقبة في شهر سبتمبر الجاري في منطقة ألتاي بسيبيريا . وقال المتحدث باسم قوات الصواريخ الاستراتيجية الرائد دميتري أندرييف وفق وسائل الاعلام الروسية إن تشكيل الصواريخ المرابط في منطقة برناؤول بإقليم ألتاي الروسي سيجري تدريبات تحت إشراف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الفريق سيرغي كاراكايف . وأضاف أن أكثر من 4000 فرد و400 قطعة من العتاد الحربي ستشارك في التدريبات. وقال إن سربا من طائرات الاعتراض من طراز "ميغ – 31" سيشارك لأول مرة في تدريبات على هذا المستوى. أما مقاتلة "سو – 24 أم بي" فستقوم باستطلاع جوي للمنطقة. وتقضي خطة التدريبات بصد وحدات الدفاع الخاصة هجوما من جانب مجموعات إرهابية. ويرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مثل هذه التدريبات تساعد في فحص الاستعداد القتالي لشتى وحدات صنوف القوات المسلحة.