أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء أن واشنطن وبعض العواصم الأوروبية وحلف الناتو يشجعون ما وصفه ب/فريق الحرب/ في كييف، أي القوى الداعمة للحل العسكري في أوكرانيا. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامدي في موسكو اليوم قوله: إن "فريق الحرب" الآنف الذكر يحاول إحباط محاولات التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، فيما يحاول "فريق السلام" إحراز تقدم في عملية البحث عن حلول سياسية وتفاوضية لكافة القضايا التي يواجهها الأوكرانيون. وأضاف إن مبادرة الحكومة الأوكرانية للتخلي عن وضع أوكرانيا الحيادي خارج الأحلاف والسعي للانضمام إلى الناتو دليل على أن "فريق الحرب" يتخذ خطوات لتقويض جهود التسوية السلمية، وخاصة تلك التي تبذلها مجموعة الاتصال التي التقت أمس الاثنين في مينسك. وقال: "الساسة الجديين في أوروبا والولاياتالمتحدة يعارضون أية استفزازات من أجل إيجاد حل سياسي". وأكد الوزير الروسي أن الهدف الرئيسي اليوم هو إقناع فريق الحرب في كييف داعيا الولاياتالمتحدة إلى "إرسال إشارات ضرورية إلى السلطات الأوكرانية حول ضرورة الانتقال من محاولات حل الأزمة باستخدام القوة إلى العملية السياسية". وذكر أن البيت الأبيض قال إن زيارة الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو الى الولاياتالمتحدة المقرر إجراؤها في 18 سبتمبر ستستخدم للتعبير عن دعم واشنطن لكييف في سعيها للديمقراطية والاستقلال والاستقرار. وعبر لافروف عن أمله بألاّ يدور الحديث هناك عن الديمقراطية على النمط العراقي أو الليبي وبأن تدعم واشنطن كل القوى الأوكرانية. وقال إن جلسة مجموعة اتصال حول أوكرانيا في مينسك ناقشت لأول مرة مسائل التسوية السياسية، الأمر الذي وصفه بأنه "مهم بحد ذاته". وأضاف: "لقاء مينسك أمس كان أول لقاء تمت فيه بحضور الممثلين من كييف وقوات الدفاع الشعبية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك مناقشة مسائل التسوية السياسية، وهي قضايا لم تناقش وفق هذه الصيغة من قبل، وهو أمر مهم بحد ذاته". وتابع قائلاً: "تبادلت الأطراف أثناء اللقاء وثائق تتضمن اقتراحات ملموسة حول طرق تسوية الوضع، واتفقت على مواصلة العمل وفق هذا الشكل خلال الأسبوع الحالي". ودعا لافروف إلى الاعتماد في المفاوضات المقبلة على القاعدة القانونية المتفق عليها دوليا وخاصة على "اتفاق جنيف المؤرخ في 17 أبريل الذي يشير إلى ضرورة المشاركة الشاملة والمتساوية لجميع المناطق والقوى السياسية في تحديد سبل تطوير أوكرانيا". وأوضح أن تسوية الأزمة الأوكرانية لا يتطلب دعوات فارغة جديدة بل تنفيذا للاتفاقات الموجودة.