«اقرأ» كانت أول رسالةٍ في الإسلام عندما نزلَ الوحيُ على النبي صلى اللهُ عليه وسلم وهو يتعبّدُ في غار حراء، كانت هذه الرسالةُ عامةً لجميع البشر، لذلك سُمّينا أمةَ «اقرأ». القراءةُ منهجُ حياةٍ, ومفتاحُ المعرفةِ وطريقُ الرقي والتميُّزِ، وما من أمّةٍ تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت موضع الريادة، فبالقراءةِ تحيا العقولُ وتستنيرُ الأفئدةُ وترتقي الأمم، فهي غذاءُ الروحِ والجزءُ المكمِّلُ لحياتِنا الشخصية والعملية، إذا تأمّلنا لمحبّي القراءةِ لوجدناهم أكثرَ مرونةٍ وحيويةٍ وثقةٍ بالنفسِ مهما تقدّم بهم العمر، يقول الجاحظ: «يذهبُ الحكيمُ وتبقى كتبُه، ويذهبُ العقلُ ويبقى أثرُه». يقال إن القراءةَ تأخذنا إلى أماكن بعيدة عندما لا نستطيع المغادرة، فهي متعةٌ ذهنية، عالمٌ مليءٌ بالمتعةِ والمعرفةِ والجمال، عادةُ القراءةِ هي المتعة الوحيدة التي لا زيف فيها. كان “شوبنهاور” محقّاً عندما قال: القراءةُ هي التّفكيرُ بعقولِ الآخرين، فنحن بواسطة القراءة نستخدمُ أذهانَنا للتجوّلِ داخل أذهان الآخرين، نلتقطُ أفكارَهم، نناقشُها، نستمتعُ بها، ونستفيدُ منها حسب ما يحلو لنا. لنكن أصدقاء للكتاب فهو الجليسُ الذي لا يطريك، والصديقُ الذي لا يقلك، والرفيق الذي لا يملّك، الكتاب ذلك العالم اللا متناهي من المعرفةِ والخيال والحكمة، لنجعل القراءة نشاطاً يومياً في حياتِنا، فكتابٌ وفنجانُ قهوةٍ منتهى الرفاهية والرقي والتميّز لمن يعشقون القراءة، حقاً إن القراءةَ فنُ الحياة. لنرتقي بالقراءةِ فنحن أمةُ «اقرأ» فلنحيا بتميزٍ ورقي، يا أمةَ «اقرأ» يا وردَ البستانِ الأخضر، يا عبقَ الإيمانِ الأذفْر.