على الرغم من عدم وجود العيادات الحكومية الخاصة بالتوحد وعلى رغم تأَخر اليمن في التوعية بهذا الاضطراب، إلا أن هناك مركز خاص وُلد من رحم المعاناة ليكفل ويعمل على مساعدة الأطفال المضطربين بالتوحد، والذي يعد الأول في اليمن، لكنه يعاني عدم الاهتمام والدعم الحكومي.. «صحيفة الجمهورية» - التي تهتم بنقل معاناة المواطنين، ولعل من أبرزها معاناة شريحة الأطفال الذين يُعتبرون بناة المستقبل لهذا البلد - زارت مركز اليمن للتوحد وهناك التقت الأستاذة.أحلام الرياشي- المدير التنفيذي للمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد وأجرت معها هذا الحوار: • بداية نود أن تعرّفينا على المؤسسة أو المركز..؟ في البداية أشكركم على زيارتكم إلى مركز التوحد، والتي تدل على اهتمام الصحيفة في نقل المعاناة التي يعانيها أبناء اليمن ومنهم أطفال التوحد، وهذه لفتة كريمة منكم. فالمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد، أنشئت في 2005، والتي تعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهي مؤسسة خاصة بأطفال التوحد ويعمل تحتها مركز اليمن للتوحد؛ وهذا المركز خاص بأطفال التوحد ومقره في صنعاء،ويعمل على تأهيل أطفال التوحد من سن 3 سنوات وحتى 25 سنة. • كيف كانت ولادة فكرة إنشاء المركز..؟ فكرة إنشاء المركز جاءت عن طريق معاناة «أُم» اسمها (سعاد عبد الواسع الإرياني)، وهي أم لطفلة تعاني من التوحد، عانت الكثير عندما اكتشفت أن طفلتها توحدية بعد سن السادسة، ولأن اليمن كانت ومازالت متأخرة في هذا الجانب وهناك غموض من الدولة أيضاً، وبعد ما اكتشفت أن ابنتها توحدية؛ بحثت في التوحد وأقامت دراسات عليه وأخذت الماجستير في التربية الخاصة من أجل ابنتها، ومن خلالها فتحت وأنشأت المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد. • ما هو هدف المركز..؟ بالنسبة لأهداف المؤسسة أهدافها كبيرة وأهم، وأكبر هدف هو العمل على تقديم العمل الانساني لأطفال التوحد، لنخرجهم من المحيط الذي يعيشون فيه إلى محيط كيف يتعامل ويدرس ويصبح له دور بارز وفعّال في المجتمع، وتحت هذا الهدف عدة أهداف أخرى، ومنها أننا نقوم بعمل ندوات، ونقيم مؤتمرات سنوياً بهدف توعية المجتمع باضطرابات التوحد. فنقدم خدمات في التأهيل والتدريب والبرامج والاحتياجات الخاصة للطفل التوحدي. • كيف تشخّصون الطفل التوحدي..؟ صراحة هذه مسئولية كبيرة جداً على عاتقنا، وليس من السهل أن نقول للأب أو الأم أن طفله توحدي، فنحن نشخّص التوحد وفقاً لقواعد وآليات تشخيص وبإجراءات محددة ومقاييس علمية فنحن لدينا متخصصون في التشخيص لديهم خبرة وقدرة كبيرة من المعرفة بخصائص التوحد. • ماهي أهم الأعمال التوعوية التي تقوم بها المؤسسة..؟ لدينا أعمال توعية كثيرة نقوم بها ولعل من أبرزها كان المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتدريب حول إعاقة التوحد وذلك في 2009، وكذلك المؤتمر الثاني في 2014، وكذا قمنا بعمل عدة ندوات ومنها الندوة الوطنية الأولى في 2006، والندوة الوطنية الثانية في 2013،طبعاً هذه الندوات والمؤتمرات تعمل على توعية المجتمع باضطراب التوحد،وكذلك نقوم بعدد من الأنشطة ومنها الماراثونات، حيث قمنا بعمل ماراثونين للأطفال في الأعوام المنصرمة. • هل تحصلون على دعم من الحكومة..؟ بالنسبة للدعم المعنوي فالحكومة لم تقدم لنا أي دعم إلى الآن، وبالذات وزارة التربية والتعليم،والمعنية بقانون الدمج في المجتمع، وقد وافقت ووقّعت عليه الحكومة،والذي يعتبر بمثابة قانون يجري ويسري على الكل، على أن يتعلّم الطفل التوحدي في المدارس الحكومية بعد ما يتم تأهيله من قبل المؤسسة. لكن القانون لم يُطبّق إلى الآن، فباستطاعة المؤسسة تأهيل طفل توحدي، لكن لا يمكن أن تقبله أي مدرسة بعد ما يتم تأهيله، إلا بتطبيق قانون الدمج، ويعتبر هذا التقصير بالنسبة لوزارة التربية والتعليم هو أنه لا توجد كوادر بحيث تعمل على تكييف المناهج على حسب قدرات الطفل التوحدي، ونطالب وزارة التربية والتعليم بالنظر إلى هذا الجانب نظرة كبيرة، فالطفل التوحدي له الحق في التعليم، بالتأكيد إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة لكنه مُبدع، قد تستفيد الحكومة منه، لكن للأسف حقوقهم مهضومة. أما بالنسبة للدعم المادي الحكومي، نحن دعمنا فقط من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن طريق صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، وبنسبة بسيطة جداً “تشغيلية”، أما الدعم الخاص كان قبل ثورة 2011، كنا نحصل على دعم كبير، وللأسف مابعد 2011، وانهيار الاقتصاد وقّفت الكثير من الشركات الخاصة عن الدعم، ورغم هذا مازال هناك شركات تقدم الدعم مثل مجموعة هائل سعيد أنعم، وشركة شهاب، وهناك من يقدم الأشياء العينية كمصنعي مياه حدة وشملان. • كلمة توجهينها إلى الجهات المعنية..؟ أوجّه كلمتي لكل الناس القائمين في المجال الحكومي والخاص، والمدارس والجامعات، وكذا الشباب أصحاب المبادرات، بأن لا ينسوا أطفال التوحد فهم محتاجون للخلط والدمج في المجتمع، ومحتاجون لعدة برامج وأنشطة، على أن ينظروا إليهم نظرة القلوب الرحيمة، لا توجد حديقة ولا ألعاب في المؤسسة فهذا يحتاج إلى جهود وتكاتف ويحتاج لنظرة أمل طالما ونحن في جانب إنساني، وهناك أناس منتظرون دعمهم ونطلب من فاعلي الخير تقديم يد العون لهؤلاء الأطفال التوحديين، فنحن في بلادنا اليمن.. بلاد الخير والعطاء. • كلمة أخيرة..؟ أشكرك وأشكر صحيفة «الجمهورية» الموقرة على حضوركم وعلى هذه اللفتة الكريمة لنقل معاناة أطفال التوحد. [email protected]