نظراً لما تعانيه بلادنا من مشكلة إعاقة التوحد المتنامية التي تصيب الأطفال وتؤثر عليهم وعلى أسرهم، ونتيجة لعدم الوعي بهذه الإعاقة وكيفية الوقاية منها تحتضن بلادنا اليوم المؤتمر الوطني الأول للتوعية والتشخيص والتدريب حول إعاقة التوحد برعاية كريمة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. فكرة انعقاد المؤتمر المؤتمر الذي تنظمه وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ممثلة بالمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد «مركز اليمن للتوحد» بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات العلاقة يهدف إلى تقديم الدعم لهذه الفئة وإلى نشر التوعية عبر وسائل الإعلام وصناع القرار.. حول اضطراب التوحد سعاد عبدالواسع الارياني رئيسة المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد تحدثت ل«الجمهورية» عن أهمية وأهداف المؤتمر الأول وفكرة انعقاده.. حيث قالت: إن إعاقة التوحد في بلادنا هي مشكلة جديدة إلا أنها في ازدياد مضطرد نتيجة لعدم الوعي بهذه الإصابات، حيث تشير الدراسات إلى أن في اليمن أكثر من «001» ألف حالة لا تتوفر لهم الخدمات المناسبة، ونظراً لسعي المؤسسة الهادف لرفع قدرات الأطفال التوحديين سواءً كانت اجتماعية أو تعليمية وإدماجهم في المجتمع فعليه قررت المؤسسة تنظيم المؤتمر الوطني الأول حول إعاقة التوحد، حيث حصلت على رعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية على إطلاق هذا المؤتمر. الأهداف وأشارت الأرياني إلى أن المؤتمر يهدف إلى إثراء المشكلة على مستوى صناع القرار لتقديم الخدمات للأطفال المصابين وإشراك الإعلام للتوعية حول اضطراب التوحد، وتقديم المعلومات والإرشاد الأسري وإثارة أهمية التشخيص لتقديم خدمات التدخل المبكر وتفعيل دور الشبكة العربية للتوحد وتفعيل ثقافة البحث العلمي في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل. المحاور وأضافت رئيسة المؤسسة بالقول: إن هناك عدداً من الشخصيات العربية والعلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء المهتمين بمجال إعاقة التوحد سيناقشون أربع عشرة ورقة عمل خلال أربع ورش عمل سيتم فيها استعراض ثمانية محاور تهدف إلى تعريف مفهوم اضطراب التوحد وتأثير هذا الاضطراب على العلاقات الزوجية وكيفية التغلب عليها.. وأشارت إلى أن المحاور تتضمن أيضاً كيفية تشخيص التوحدي وكيفية التدخل المبكر وكيفية وضع برامج أكاديمية وتواصلية وتدريب الكادر والتأهيل المهني، كما سيتم استعراض استراتيجيات الشبكة العربية للتوحد. أهمية المؤتمر وأكدت الأخت سعاد الأهمية التي يسعى لتحقيقها المؤتمر من خلال استهداف فئات في المجتمع نعول عليها للتعاون في تخفيف حدوث مرض التوحد الذي يتعرض له الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم، بحيث سيستهدف المؤتمر صناع القرار الذين سوف يكون لهم دور في دعم هذه الفئة والعلماء والأطباء والباحثين والمختصين والأسر التي لديها أطفال مصابون والكادر الذي يتعامل معهم والداعمين والمساندين لقضية إعاقة التوحد. ماهو التوحد؟ والتوحد هو أحد الاضطرابات التي تعيق استيعاب الدماغ للمعلومات وكيفية معالجتها، وهو نوع من الإعاقات التطورية التي تصيب الأطفال خلال الثلاث السنوات الأولى وتؤدي إلى اضطرابات في اكتساب المهارات السلوكية والاجتماعية ويعتبر من أكثر الأمراض التي تصيب المسار التطوري للطفل.. وفي كثير من الأحيان يمكن أن تظهر على المصابين بالتوحد إعاقات في التعلم. والشخص المصاب لا ينظر إليه كشخص معاق جسدياً ويختلف الطفل التوحدي عن الأطفال المختلين علقياً بأن لديه قدرات ومهارات فائقة قد تبرز في المسائل الرياضية أو الرسم أو الموسيقى. أعراض التوحد وللتعرف على الطفل التوحدي توجد صفات وقصور في الأداء والتركيز، فالطفل التوحدي لا يصدر أصوات المناغاة كغيره من الأطفال ولا يركز بصره على والديه ولا يستجيب عند مناداته باسمه ويتأخر في التطور اللغوي ويشارك الأطفال في الألعاب التي يمارسونها ويواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم ويظهر لدى الكثير منهم نوبات غضب شديدة. أسبابه وعن الأسباب التي تؤدي إلى التوحد لم يصل العلماء والباحثون إلى أسباب دقيقة يمكن الاستناد إليها حتى الآن ولايزال المرض في مجال البحث والدراسة، ولا نستطيع القول أنه مرض وراثي لأنه أيضاً يرتبط بالعامل البيئي فقد يكون الطفل حامل «الجين» المسبب ثم لم يتعرض لبيئة مواتية لنشاطه فلا تظهر أعراضه. نشأة المؤسسة وعن نشأة المؤسسة والخدمات التي تقدمها قالت سعاد الأرياني: في العام 2005 تم تأسيس المؤسسة اليمنية للتوحد وافتتح مركز «سحر» للتوحد والذي أصبح اليوم يعرف «بمركز اليمن للتوحد» وهذا يأتي بجهود طوعيه قدمناها من أجل خدمة هذه الشريحة، وأصبح الوضع اليوم أفضل من السابق، فقد بدأ المجتمع يتفاعل مع هذه القضية وتستقبل المؤسسة أطفالاً برسوم رمزية فهي مؤسسة خيرية، ولكن المحافظة على الاستدامة ونحتاج إلى دعم كبير. الخدمات التي يقدمها المركز وقالت الأرياني: فتحنا في المركز برامج التدخل المبكر وكذا برامج أسرية توعوية لتوفير الدعم والمعلومات لأولياء الأمور.. ويقدم المركز برنامج تعديل السلوك حيث يهتم بتدريب الأطفال على الاستقلالية والإدراك وبرامج الدمج في مدارس التعليم العام بالإضافة إلى برنامج أنشطة «السباحة الموسيقى الكمبيوتر الرياضة». أهداف المركز ويهدف المركز إلى تقديم برامج التدخل المبكر من أجل الاهتمام بالحالات في الوقت المناسب وتقديم الدعم والخبرات وكيفية التعامل مع الأطفال المصابين وحصر الحالات المتواجدة في اليمن لإيجاد قاعدة معلومات والتنسيق والتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية لرعاية هذه الفئة. طموحات وأشارت الأخت سعاد إلى أن المؤسسة لديها طموحات مستقبلية، حيث نسعى ونعمل حالياً لافتتاح مركز للتوحد في عدن، كما نعمل على تأسيس قسم للتأهيل المهني لذوي اضطراب التوحد ونأمل في الحصول على مجمع خاص في اليمن يحتوي على مركز رعاية وعيادات للتشخيص والتدخل المبكر ومركز إيواء لحالات التوحد ومركز لتدريب الكوادر العاملة مع أطفال التوحد، وإقامة نادٍ رياضي. ظهوره بدأ التعرف على مرض التوحد عالمياً منذ حوالي 66 عاماً وبالتحديد سنة 1943 وزادت نسبة حدوثه من طفل في كل 10 آلاف طفل في عام 1978م إلى طفل في كل 300 طفل.. وفي بلادنا حسب الإحصائيات الأخيرة أوضحت أن بين كل 200 طفل هناك طفل توحدي. وأظهرت دراسات عالمية أن نسبة الإعاقة الذهنية في حالات التوحد تصل إلى 60 % وتتراوح الإعاقة بين إعاقة خفيفة ومتوسطة وشديدة.
