حذر عبد العزيز عبد الغني- رئيس مجلس الشورى- صباح اليوم الاثنين من الارتفاع المقلق بمعدلات الإصابة بداء التوحد، داعياً كليات الطب في الجامعات اليمنية إلى استحداث مساق يُعنى بطيف التوحد، وبالاضطرابات النمائية، من أجل تأهيل مخرجات قادرة على التعامل مع هذا النوع المعقد من أمراض الإعاقة بالكفاءة العلمية والمهنية المطلوبة. جاء ذلك في كلمة ألقاها على هامش الجلسة الافتتاحية للندوة الوطنية الأولى للتوحد والاضطرابات النمائية الشاملة، التي تنظمها المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد ( مركز سحر) بدعم من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، وبمشاركة مختصين من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. وأعرب رئيس مجلس الشورى عن سعادته بالشوط الكبير الذي أحرزه المعاقون حركياً على طريق الاندماج في مجتمعهم ، ولتجاوزهم مرحلة التحدي إلى مرحلة الاندماج والتأثر في المجتمع واصفاً الجهود التي بذلها مركز "سحر" بأنها نموذج للعمل المثمر ،قائلاً: " كلنا إعجاب بالجهد المتميز الذي بذلته رئيسة المؤسسة منفردة، وهي تؤسس لنشاط يتعلق بأكثر مظاهر الإعاقة تعقيداً في العالم.. إنني احيي الجهد المبارك الذي استطاع أن يلفت الانتباه إلى احد أخطر مصادر الإعاقة، والذي ظل بحكم المجهول في كثير من بلدان المنطقة ومنها اليمن بسبب غياب الوسائل الصحية للتشخيص"، مشيراً إلى أن غياب التشخيص "أدى إلى فقدان الآباء والمجتمع ككل فرصة التدخلِ المبكرِ لمواجهة هذا الداء أو على الأقل استيعابه والتعامل مع المصابين به بطريقة سليمة". وحيا المشاركين في الندوة- الأولى من نوعها- من ذوي الاختصاص بطيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى من اليمن والسعودية والأردن، معبراً عن ثقته بأن المشاركين سيضعون من خلال هذه الندوة الأسس لمنهج التعامل مع إعاقة التوحد والاضطرابات النمائية في اليمن والمنطقة. وأشار عبد العزيز عبد الغني إلى أن داء التوحد واضطرابات الإعاقة أصبح جزءا من منظومة أمراض الإعاقة، التي تحظى بالمتابعة من قبل القطاع الصحي الرسمي، كما أصبح جزءاً مهماً في إطار الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين، الذي يعد أكثر مكونات المجتمع المدني نشاطاً في اليمن، وليس أدل على ذلك من الدعم الذي قدمه صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي يمثل احد الآليات الفعالة التي تعتمدها الدولة بقيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لدعم ورعاية شريحة المعاقين في اليمن. من جهتها قالت الدكتورة امة الرزاق حمد – وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل- أن هذه الندوة خطوة إيجابية وأساسية ستسهم في التوعية والحد من مضاعفة وانتشار إعاقة التوحد، وأن فيها الكثير من الايجابيات، داعية إلى اتساع نطاق الاهتمام والتوعية بهذا النوع من أمراض الإعاقة عبر مزيد من الندوات ومن خلال إسهام وسائل الإعلام الجماهيرية في إيصال الرسالة التوعوية بهذا المرض إلى كل مناطق اليمن. وأشارت إلى أن اليمن صادق على كل الاتفاقيات الدولية المعنية بالإعاقة وعكس هذا الالتزام على مستوى التشريعات الوطنية وعلى مستوى خطط وبرامج الحكومة، مثمنة الدور الذي تقوم به المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد "مركز سحر" في رعاية المعاقين، مؤكدة استعداد وزارتها لدعم هذه الجهود. أما سعاد الارياني- رئيسة المؤسسة-فقد وصفت موضوع إعاقة التوحد بأنه من المواضيع المطروحة حديثاً على المجتمع ، وهو الأمر الذي يعطي الندوة أهميتها المتميزة ، مؤكدة أن المادة العلمية المعدة للندوة تم اختيارها بعناية لتشمل جميع الجوانب المرتبطة بهذه الإعاقة من أجل تقديم الخبرات والمعلومات لجميع فئات المجتمع من ذوي العلاقة بإعاقة التوحد من آباء وأمهات واختصاصيين وتربويين وأطباء وباحثين، آملة أن يسهم ذلك في زيادة فاعلية الندوة . وكشفت سعاد الارياني أن الإنجازات التي حققتها المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد ( مركز سحر) في عامها الأول مصدر فخر لإدارتها ، فقد بلغ عدد الأطفال المستفيدين من خدماتها (45) طفلاً منهم (37) في أمانة العاصمة، و(8) في محافظة حضرموت وهو ما يؤكد سمعة المؤسسة وإنجازها الذي يجعل منها نموذجاً للتميز والإنجاز اليمني في مجال رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ونوهت إلى أن إعاقة التوحد تعد من الاضطرابات غير المعروفة لدى أغلبية الناس لذلك عملت مؤسستها على نشر التوعية والثقافة العامة بهذا الاضطراب من خلال الصحف والمجلات والتلفزيون. هذا واستعرضت السيدة الارياني ملخصاً لأهم الخدمات التي تقدمها مؤسستها، داعية في ختام كلمتها الجميع إلى دعم جهود المؤسسة – وأقله في توعية المجتمع بكيفية التعامل مع هذه الفئة التي لها حقوق على الجميع واصفة الندوة بأنها الخطوة الأولى في وضع الخدمات المقدمة لأطفال التوحد إلى الطريق الصحيح. وألقيت كلمات من كل من عبد الله الهمداني المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، وسعاد الإرياني مدير المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد، استعرضا، دور صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في دعم نشاط رعاية وتأهيل إعاقة التوحد والاضطرابات النمائية. من جهتها الدكتورة عزة غانم استعرضت بعض الحقائق العلمية حول اضطرابات النمو الشاملة، وداء التوحد، فيما قدمت ندى الأشطل بعض الحقائق حول إعاقة التوحد من واقع ما تعانيه ابنتها، ودعت إلى دعم مثل هذه الجهود والتوسع في إنشاء المراكز والمؤسسات التي ترعى المصابين بإعاقة التوحد. هذا وباشرت الندوة أعمالها بعد الجلسة الافتتاحية بمشاركة واسعة من قبل المختصين اليمنيين والعرب، وكذا الباحثين الأكاديميين ووسائل الإعلام المختلفة حيث سيتطرقون على مدى ثلاثة أيام لقضايا التوحد المختلفة ابتداء من مفهوم التوحد والاضطرابات النمائية الشاملة، والتشخيص وعلاج التوحد والتدخل المبكر والبرامج الأكاديمية لأطفال التوحد والتغذية والإرشاد الأسري، وتجارب اليمن وبعض الدول العربية في التعامل مع مثل هذه الأمراض.