«حقيقة أنا أغبط الشعب اليمنى كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً على هذا الحب العميق بل العشق للتدريب والتطوير والنهوض بالذات، وهذا ما لمسته من واقع زيارتي لليمن الحبيب في عام 2012م لصناعة 100مدرّب، بل ما زاد من دهشتي وإعجابي بهذا الشعب القوي هو عشقه للتطوير رغم كل شيء، وها أنا أزور اليمن في 2015م وأجدني أمام عشق فيّاض من قبل شباب اليمن للنهوض نحو المعالي وتحدّي كل الظروف؛ أدام الله هذه النعمة على هذا الشعب الأبي...» تلك كانت عبارة الدكتور عبدالقادر العداقي ل«ابداع» الذي التقته خلال تواجده في العاصمة صنعاء بغرض تقديم برنامج تدريبي حول “تحسين القدرة التنافسية وفق معايير شفرة التسويق” لنُخبة من الصيادلة والأطباء والعاملين في المجال الطبّي.. اليمن سوق واعد وأشار الدكتور العداقي إلى تركيزه على اليمن؛ لأن بها سوق واعد وشباب متعطش وعاشق للتدريب والنهوض بذاته وبلده، وهذه أهم الصفات أن تجد من يعشق من ذاته، وكما يقال "اعمل فيما تحب تنجح" وهذا ما لمسناه في الشعب اليمني الحبيب، وشباب اليمن عشق التطوير والرقي بالذات رغم قلّة الموارد المالية والظروف الراهنة للكثير من الأسباب، ولكن رغم ذلك يصر الشباب اليمني ويتحدّى الظروف. اتحاد دولي للتدريب وقال العداقي إن التدريب في الوطن العربي يسير بخطوات ثابتة ولكن بطيئة نوعاً ما، وهناك الكثرة الفارغة نظراً للفوضى السائدة في سوق التدريب والعمل دون معايير أو مرجعية عربية معتمدة ومعترف بها في جميع الدول العربية، بل نجد نقابات ومرجعيات تدريبية لا تتعدّى اعتماداتها وسلطاتها حدود بلدها وأحياناً مدينتها أو قريتها، لذلك نريد اتحاداً دولياً معتمداً في جميع الدول العربية يضمن لمهنة التدريب تنفيذ معاييرها والحفاظ عليها، وإلزام كل مدرّب أو مركز أو أكاديمية العمل بمهنية عالية وفق ضوابط تدريب معتمدة دولياً، فعلى سبيل المثال نريد مرجعية معترفة عالمية مثل الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير، والتي تعتبر مرجعية الكثير من المدرّبين العالميين حول العالم، ونريد مدرّبين حقيقيين لا مقدّمي تدريب لهذا التدريب، فالسوق العربي مازال يحتاج إلى وقت طويل، فعلى الرغم من بطء الخطوات والإيقاعات؛ إلا أنه يمضي بخطى ثابتة ولن يبقى في سوق التدريب العربي إلا من يعمل وفق المعايير الدولية وليس الصياح والإعلان والخطب والمحاضرات الرنانة، فثقافة المتلقي «المتدرّب» العربي في ازدياد ولم يعد متدرّب الأمس مثل متدرّب اليوم، فالطفرة الألكترونية تكشف الكثير. المصداقية والالتزام وأضاف: المدرّب اليمني من الناحية التدريبية لا تنقصه إلا الاستمرارية والمتابعة والتطوير المستمر وعدم اليأس، والأهم هو أن يجد القدوة التدريبية، أي المدرّب الذى يوافق قوله فعله المتجدّد المبتكر، وليس الذى يقلّد أو ينسخ ويلصق، وهناك مدرّبون حقيقة اعتز بصحبتهم وأن يكونوا من تلامذتي على رأسهم المدرّب المحترف جياب البطاني الذي أوكلنا إليه تدريب منهجية + PTM، حقيقة المدرّب جياب البطاني نموذج مشرّف للمدرّب اليمني نعتز ونفخر به، وهناك أيضاً المدرّب المخضرم أحمد علي الحبيشي؛ حقيقة ما أعجبني فيهما أولاً المصداقية والالتزام الفعلي قولاً وعملاً بميثاق وشرف مهنة التدريب ثم الاحترافية في الأداء. IBT عون المدرّب وأكد العداقي أنه أصدر كتاب «ثلاثون كسّارة جليد لفن علم التدريب IBT» ليكون عوناً لكل مدرّب واستكمالاً لمنهجية +PTM لصناعة وتدريب المدرّبين، فنحن تخصّصنا في هذا المجال ووجدنا فجوة كبيرة في سوق التدريب، وخاصة صناعة وتدريب المدرّبين، ومفهوم كسّارة الجليد غير منتشر في الأوساط التدريبية العربية رغم أهميّته، ولكن البعض كان يعتقد أن كسّارة الجليد هي الألعاب التدريبية وهناك فرق كبير بين الاثنين، لذلك فكّرنا في إصدار هذا الكتاب ليساعد كل مدرّب أو كل من أراد الحديث أمام الجمهور التخلّص من الخوف والرهبة، ثم إزالة الحواجز بينه وبين الجمهور وبناء الألفة من خلال تقنيات مبتكرة لكسّارة الجليد، والحمد لله أنه أول كتاب متخصّص في هذا المجال في الشرق الأوسط وحقّق نجاحاً حتى الآن عبر انتشاره في خمس دول عربية وقريباً سيتم إصدار الطبعة الثانية باللغة العربية، وهناك إصدار باللغة الإنجليزية ليدخل الكتاب السوق الأوروبي والأمريكي بإذن الله ككتاب عالمي. وأضاف: كتاب «ثلاثون كسّارة جليد لفن علم التدريب IBT» كتاب يحتاجه كل من أراد الحديث أمام الجمهور وتم ضمّه الآن إلى منهجية +PTM وأصبح دورة تقدّم، وبالفعل تم تقديم الدورة الأولى في مدينة صنعاء باستضافة الأكاديمية الدولية للتمكين القيادي؛ وحضر الدورة نخبة من المدرّبين والمحاضرين من اليمن. مرتزقة التدريب وحول انتشار المدرّبين في مواضيع التنمية البشرية قال: الانتشار الكبير لمدرّبي التنمية البشرية أصبح أمراً مفروضاً رغم أن تلك الكثرة ليس لها علاقة بالتدريب، ولكن ما يطمئن أن كثرة الأشياء مؤشّر على ازدياد الطلب والمقارنة ثم طرد السيّئ والإبقاء على الجيد؛ ولكن ما نخشاه هو أن يتأثّر سوق التدريب - وخاصة المتدرّب - من الدورات التجارية وبعض مرتزقة التدريب الذين يحسنون نقل الكلام والخطابة ولكن دون أية مهارة أو متابعة أو تطبيق..!!. وأضاف: كثرة المدرّبين في حدّ ذاتها لا تخدم العملية إلا في حال كانت تلك الكثرة من المؤهّلين القادرين على التدريب، ولكن ما نلاحظه أن أغلب تلك الكثرة من أشباه المدرّبين وخريجي TOT أونلاين، ولكن هناك أيضاً القلّة؛ وهي النُخبة الحقيقة لهذه المهنة والتي تسهم بشكل كبير برفع درجة الوعي في السوق العربي، ومن المعروف أن كل سوق له روّاده وهم قلّة وله أشباه الروّاد وهم كثر، ويبقى في النهاية الجيّد. معايير صارمة وحول معايير التدريب قال: هناك الكثير من المعايير التي لا يتسع الوقت لسردها، ولكن ما أركّز عليه أولاً أن يتق الله كل مدرّب يقدّم دورة تدريب مدرّبين أونلاين، وكذلك أن يتق الله كل متدرّب يحضر دورة تدريب مدرّبين أونلاين، ويقول أنا مدرّب دورة تدريب مدرّبين أونلاين يمكن أن تكون جيّدة من الناحية المعرفية، أما أن تخرج مدرّب أونلاين شخصياً لا أؤمن بذلك كثيراً، لأننا لم نصل حتى الآن إلى تلك التقنية؛ لأن تدريب مدرّبين يعتبر مجالاً مهنياً يحتاج إلى تطبيقات وإكساب مهارات ومتابعة، كذلك بالنسبة لبعض معايير التدريب ضرورة مراعاة العمر التدريبي للمدرّب؛ أي ما أقصده خبرته التدريبية، وكذلك من المعايير النظر في مؤهلات المدرّب العلمية ومدى تطابقها مع ما يقدّم من دورات تدريبية كذلك من المعايير التخصّصية؛ أنا لست من أنصار أن يدرّب المدرّب كل شيء، فهذا لا يمكن ما تقوم به وزارة التعليم الفني في اليمن بتنفيذ دورة تدريب المدرّبين من خلالها كجهاز رقابي أمر لحماية مهنة التدريب وخاصة تدريب المدرّبين؛ لأن هذه الدورة تخرج من يصنع فكر أجيال المستقبل وتكون مهاراتهم ويعدّل أو يغيّر في اتجاهاتهم، لذلك من الأفضل أن تكون تحت جهة رقابية تضع معايير؛ ولكن بأن تمنع مراكز التدريب والأكاديميات من تدريب تلك الدورة من خلال خبراء في هذا المجال، فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر يمكنهم السماح ولكن وفق شروط وقواعد ومعايير صارمة. بدأت من عشقي وعن نشأة أكاديمية العداقي قال: فكرة الأكاديمية بدأت من عشقي الذى ذاب ويذوب في مهنة التدريب والتعلّم، وهي قصّة طويلة، حيث كان يراودني حلم في ابتكار أول أكاديمية متخصّصة في مجال صناعة وتدريب المدرّبين تكون سبّاقة ورائدة في هذا المجال بمنهجية متميزة، فولدت فكرة الأكاديمية وولدت معها منهجية + PTM المتكاملة لصناعة وتدريب المدرّبين لتكون من ضمن موضوعاتها TOT، وأحدث تقنيات التدريب مع امتحانات واجتيازات حقيقية على ضوئها يتم منح المتدرّب شهادة مدرّب PTM وفي حال إخفاقه بالامتحانات لا يتم اعتماده أو منحه أية شهادة سوى شهادة حضور؛ ويحق له إعادة امتحانات الاجتياز. تطوير منهجية PTM+ وحول التطوّر الذي تسير فيه الأكاديمية قال: حالياً طوّرنا منهحية +PTM لصناعة وتدريب المدرّبين من ست مستويات إلى 8 مستويات بإضافة مستوى IBT ومستوى DTT بالتنسيق مع مسؤول منهجية +PTM المدرّب اليمني المخضرم جياب البطاني الذي يسعى ويجتهد معنا في تطوير هذه المنهجية إيماناً منه برسالة التدريب وبالنهوض بمهنية التدريب وفق معايير منهجية +PTM الدولية لرفعة المدرّب اليمني بشكل خاص والمدرّب العربي بشكل عام وصولاً إلى دعم وتطوير الفكر التدريبي العالمي. التدريب رسالة وعن النصيحة التي يوجّهها إلى المدرّب اليمني؛ قال: نصيحتي للمدرّب اليمني هي أن يتذكّر جيداً أن من يتوقف لا يفز، ومن يفز لا يتوقّف وأن المتراجعين لا ينجحون، وأن الناجحين لا يتراجعون، فإن قرّر المضي قدماً في مجال التدريب والتطوير فعليه أولاً أن يقرّر ثم يركز ثم يحدّد قدوة في مجال التدريب تكون له عوناً وألا ييأس، وعليه بالجد والاجتهاد والمتابعة، والأهم مراعاة معايير التدريب، وأن التدريب رسالة وليس تجارة. C.V المدرّب العالمي الدكتور عبدالقادر العداقي الملقّب ب «صانع المدرّبين» هو أحد كبار المدرّبين المتخصّصين في مجال صناعة التدريب وتدريب المدرّبين والتسويق والمبيعات، مؤسّس أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية للتدريب والاستشارات AAMS المغرب – الإمارات والتي تخرّج منها العديد من المدرّبين حول العالم أكثر من خمسة آلاف مدرّب، ويعتبر مبتكر ومصمّم ومطوّر المستويات الست لمنهجية +PTM المتكاملة لصناعة التدريب وتدريب المدرّبين وبرنامج شفرة التسويق لتطوير الأعمال MC وبرنامج ريادة الأعمال لتأسيس المشروعات الصغرى والمتوسّطة ومهارات البيع الذّكي.