“أغداً ألقاك” هي أغنية وحيدة ألفها الهادي آدم لأم كلثوم، ولحنها محمد عبد الوهاب، وغنتها أم كلثوم عام 1971م، إحدى الأغاني الخالدة والتي تقف خلفها قصة حقيقية جميلة عن المؤلف الهادي آدم والذي تقول: يحكى بأن ( الهادي آدم ) شاب سوداني الجنسية كان طالبا في جامعة القاهرة بمصر, وهناك التقى بطالبة مصرية بنفس الجامعة تسكن في القاهرة ونالت إعجابه, وبعد فترة من الزمن وقع بحبها ثم اعترف لهذه الفتاة بحبه الصادق وما كان من الفتاة إلا السعادة بهذا الشاب وأصبحت تبادله هذا الحب الجميل .. كانا يجلسان مع بعضهما طويلاً كلاً يعبر عن حبه للآخر وقد اتفقا على أن يتزوجا بعد الانتهاء من الدراسة وعاشا على هذا الأمل و كاد حبهما أن يصل لحد الجنون. ومضت الأيام وجاء الحدث الجميل بتخرج كلاهما من جامعة القاهرة فذهب هذا الطالب إلى والد الفتاة معبراً عن حبه لها و تقدم بالزواج منها وكانت الفتاة بأشد سعادتها بأن تكمل حياتها مع من تحب ثم تفاجأ كلاهما برفض والد الفتاة وعدم قبوله زوجاً لابنته فحاول إقناع أبيها كثيراً لكن الوالد صمم على الرفض وطرده فذهب باكياً تاركاً أباها بأن يعيد النظر في رأيه وكان الأب مصراً على رده القاسي ثم أحس بأن محبوبته على وشك الضياع منه فأرسل العديد من الشخصيات لمحاولة إقناع والد الفتاة و لم يتراجع عن موقفه بل كان يشتد برفضه. واستمر الشاب يخترع الطرق لإقناع والدها وإرسال الآخرين وعندما اصر والدها على الرفض عاد الطالب السوداني مكسور الجناح إلى بلاده ولكنه على أمل أن يوافق والد الفتاة فأرسل شخصا مقربا جداً من والد الفتاة كمحاولة ثمينة فجاء الرد سريعاً بالرفض والتهديد من محاولة تكرير الطلب, وهنا اصبح هذا السوداني شخصا مختلفا.. شخص يملأه الحزن واليأس والبكاء الذي لا يكف.. يذهب كل صباح ليجلس تحت شجرة لا يكلم أحدا ويبقى باكياً حتى تغيب الشمس ثم يعود الىالبيت ينام.. لا يسمح لأحد بالاقتراب منه لا يشعر بشيء.. حتى أهله لا يتكلم معهم ثم يمتنع عن الأكل, يبكي لوحده حزيناً على خسارته لمحبوبته بعد أن اتفقا على كل شيء, وبعد فترة طويلة اتصلت به الفتاة تقول له بطريقة تملؤها الفرحة بأن والدها عدل عن رأيه ويطلب منه أن يأتي غداً ليتقدم لابنته ذهب السوداني راكضاً بكل أرجاء البلدة ضاحكاً يخبر كل شخص بأنه اسعد إنسان على وجه الأرض بعيون تملؤها دموع الفرحة والسعادة التي لم يرها بحياته كان قد انتظر هذه اللحظات طويلاً, ثم ذهب تحت الشجرة التي ظل أياماً تحتها يبكي جرحه وأخذ القلم والورقة, وكأنه يريد أن يخبر العالم بأسره بقصته الجميلة وكتب قصيدة أغداً ألقاك: أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غد يالا شوقي واحتراقي في انتظار الموعد آه كم اخشى غدي هذا وارجوه اقرابا كنت استدنيه لكنني هبته لما أهاب وأهلت فرحة القرب به حين استجابا هكذا احتمل العمر نعيماً وعذاباً موجهتاً حرة وقلباً مسه الشوق فذابا أغداً أغداً أغداً ألقاك؟ ................................ ثم عاد لبيته عودة مختلفة كأنه يمشي في خطوات فرحة لا تعلوها فرحة ذاهباً إلى فراشه يأمل أن يأتي الصباح بسرعة شديدة شوقاً إلى أهم حدث في حياته خلاصاً من لوعة الانتظار ونام منتظراً أضواء الصباح التي لم تأت عليه فقد فارق الحياة راحلاً وهكذا مات فرحاً واحتمل الغد نعيماً وعذابا.