شاعرة شابة, تخطو بخطى واثقة, تكتب القصيدة بتمكُّن, تقرأ كثيراً, وباللغتين العربية والإنجليزية, تحاول أن تكون رقماً صعباً في سماء الإبداع, لِمَ لا..؟! امتلكت تكنيكات الحرف والبوح باقتدار، صدر لها ديوان أول هو باكورة إبداعها, واستهلال المطر إنه ديوان “عطر المطر” بالإضافة إلى أنها تجهّز مجموعتين شعريتين ستريان النور قريباً, ترى بأنهما ستشكّلان فارقة مهمّة في مسيرتها الإبداعية، تنتمي إلى الريف؛ لكن قد سكنتها المدينة, لذا تعيش في الحالمة؛ مهبط الحالمين والشعراء والمبدعين، إنها الشاعرة إيمان السعيدي, التقيناها على عجل لتحدّثنا عن إبداعها وهواجسها عن «عطر المطر» وأشياء أخرى.. .. مَنْ هي إيمان السعيدي..؟. أغنية ريفية تحبو في تلافيف قصيدة, أرجو لها يوماً أن تجاور الغيم. .. متى وجدت نفسك مع القصيدة..؟!. ربما خلال السبع السنوات الماضية. .. المرأة والقصيدة؛ ماذا يعنيان لك..؟. المرأة هي قصيدة, والقصيدة هي الأنثى, قالبان يمتلئان ببعضيهما، لصنع عالم جميل. .. كمبدعة؛ كيف يتعامل معك البيت, الشارع, الجامعة..؟!. جميع من عرفتُ عملوا على تشجيع تلك الموهبة؛ وقد وجدتُ لها المتنفس الأول في الجامعة. .. بعد ديوانك الأول؛ ما جديدك..؟. لدي مجموعتان شعريتان عاكفة على تجهيزهما ليريا النور قريباً. .. «عطر المطر» كيف استقبلتِ ولادته, هل تحُسِّين اليوم أنه كان مكتملاً، أم استعجلت في نشره..؟!. ديواني الأول “عطر المطر” فخورة به, فهو بادرة الأمل لبزوغ حرفي، ومهما يكن فمازلت سعيدة به؛ كونه أضاف إلى إيمان الكثير والكثير، وربما الأجمل ما هو قادم بإذن الله، قال لي أحدهم يوماً: "أول إصدار مثل الرصاصة لو أطلقت لا تعود" لذلك سأستفيد من ديواني الأول في الأعمال القادمة. .. البوح الأنثوي اليوم في اليمن, هل يمثّل رقماً صعباً في سماء الإبداع..؟. المشهد الثقافي والأدبي اليمني مازالت تحيطه الكثير من الأغشية التي تعيق تنفّسه وتعمل على تعثُّر مسيرته الكثير من المعوقات، وقبل أن نتحدّث عن الحضور الأنثوي؛ علينا أن نتساءل: أين الحضور اليمني في المشهد الثقافي العربي والإقليمي. .. ما الذي يتميّز به نص المرأة..؟. أظن الخيال الواسع, إلا أن المرأة بسبب الواقع أظنها تميل إلى الرمزية في الكتابة أكثر. .. مواقع التواصل الاجتماعي, الإعلام الجديد؛ هل يضيف شيئاً إلى الشاعر/ الشاعرة, الأديب/ الأديبة..؟. مواقع التواصل أضافت وتضيف الكثير لنا يومياً, منها أننا نقرأ لكتّاب من مختلف الدول، أيضاً يوجد فيها المتنفّس الدائم لحروفنا وتبادل الآراء والمعارف. .. ماذا تكتبين، ولمن..؟. أكتب أولاً لأحيا كقوس فرح، وكل ما يحيط بي ويفرض نفسه عليّ أو يثير حرفي، أكتب حرفي للجميع. .. هل للكتابة عندك طقوس..؟. لا أعرف طقساً للكتابة، قد أكتب في أي وقت بمسوّدة أو أكتبُ نصاً كاملاً، لكن أظن طبيعة الريف تهبنا ذهناً صافياً وتساعد أفكارنا لتورق بشكل أبهى. .. هل تتفاعلين مع النقد والنقّاد..؟. بكل تأكيد، النقد عامل مهم لتقويم الحرف وإعطائه قالباً ليتشكّل سريعاً. .. أي هل يهمّك أن تسمعي رأي الآخرين في أدبك, وخصوصاً رأي المتخصّصين..؟. بالطبع، فالمهتم أو القارئ بشكل عام قد يرى ما لا يتنبّه إليه الكاتب أثناء توارد الأفكار وإخراجها بالشكل النهائي. .. تعز عاصمة للثقافة؛ ما رأيك..؟!. تعز يليق بها الجمال كيفما يكون، لكن قلّة الأماكن الثقافية فيها تضيق الفرص على المثقف كثيراً. .. الشاعر/ الشاعرة؛ ما الذي يمكن أن يقدّماه اليوم في ظل واقع سوداوي..؟!. أكثر ما يمكن تقديمه هو كتابة الواقع بلغة جميلة، فالكثير اليوم قد امتلأ قلبه بالسواد المتشظّي في الجوار, لذا يجب على الكاتب أن يقدّم الواقع لكن بمستوى يعين الفرد أو القارئ على مواصلة الواقع, بعيداً عن رمادية الفرح. .. اتحاد الأدباء؛ ماذا يعني لك..؟. مباراة لا أهداف فيها. .. لمن تقرأين من الشعراء الشباب..؟. أقرأ لكل الشعراء المتواجدين في فضاء القصيدة, يمنيين كانوا أم عرباً, فكل ما وقع في يدي من شعر إنجليزي ومترجم وعربي. ..أخيراً؛ إيمان السعيدي كإنسانة، ماذا تعني لإيمان السعيدي..؟!. صديقة، بها كل ما يشبهني ولا أملّها أبداً.