أمل حسّان؛ قصّة نجاح ونموذج متميّز؛ بذلت الجهد ورسمت الهدف في بداية مشوارها العلمي، وقهرت الظروف وتحدّت الصعاب، وأحرقت مراحل العمر لتصل إلى عالم التميُّز والإبداع في وقت وجيز، وحطّت قدميها على سلم الألقاب والجوائز؛ فقطفت أول ثمرة من ثمار المجد محقّقةً لقب وجائزة «ثاني أصغر جرّاح ناشئ في العالم».. ولأننا في بلد يجهل مبدعيه ويكتشفهم الآخرون منذ عدة عقود سابقة، رغم أن الإنسان اليمني يتمتع بالإبداع والابتكار والتميُّز، وتعد من أبرز سماته، فقد حصدت الدكتورة أمل جائزتها خارج اليمن في مؤتمر الصحة العربي العالمي (Arab health) بدولة الإمارات العربية المتحدة.. “إبداع” التقتها فتحدّثت إليها عن تجربتها وقصة جائزتها التي حصلت عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فكان معها الحديث التالي: .. ما هي طبيعة المؤتمر الذي منحك الجائزة..؟. هو مؤتمر الصحة العربي العالمي (Arab health) وموقعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقام سنوياً، وكانت بداياته كمعرض لمنتجات بعض الشركات الخارجية، وبسبب الإقبال عليه من مختلف أنحاء العالم تطوّر إلى مؤتمر دولي، حيث تشارك فيه أكثر من 170 دولة، ويعتبر المعرض الأول على مستوى الشرق الأوسط والثاني على مستوى العالم. .. كيف كانت مشاركتك في المؤتمر..؟. كالعادة القائمون على المؤتمر يطلبون أبحاثاً من شتى أنحاء العالم من ضمنها مستشفيات السعودي الألماني ليتم الموافقة عليها مبدئياً ليكون ضمن المنافسة الدولية وهذا ما تم فعلاً، والشكر لله تعالى أن بحثي تمّت الموافقة عليه ووصل إلى المراحل النهائية وحصلت على المركز الثاني وسط منافسة قوية وكبيرة. .. ما اسم الجائزة وما شروطها..؟. هي جائزة «أصغر جراح ناشئ للعام» ومن شروطها: ألا يكون المتنافس فوق 40 سنة، ومقارنة إنجازاته بالعمر ودراسته الأكاديمية وخبراته وعدد العمليات التي أجراها. .. ما هو موضوع البحث الذي تقدّمتِ به..؟. هو بحث ماجستير حول «الأورام النسائية في الرحم والمبايض ومقارنته بالأشعة قبل الجراحة وبالتحليل البيولوجي بعد الجراحة» بمعنى أدرس بعض حالات أورام الرحم والمبايض وأعمل «دوبلار» ومعرفة إن كان حميداً أو خبيثاً، وبعد الجراحة نحلّل ونتأكد من صحة التشخيص بالأشعة قبل الجراحة ودقّته بالتشخيص البيوثولوحي بعد الجراحة. .. ما أهمية هذا البحث في الواقع..؟. هذا البحث مهمٌ لأنه يعتبر مسحاً وتشخيصاً مبكّراً للكشف عن الأورام في الرحم والمبايض؛ لأن نسبة وجود هذه الأورام في اليمن كبيرة ولا تظهر إلا في سن متقدّمة، وإذا ما تم عمل فحص مبكّر للنساء فلن يحتجن إلى تدخُّل جراحي فيما بعد وسيوفّر على الدولة مبالغ طائلة للعلاج في الخارج. .. ما الذي تنتظرينه من الدولة..؟!. أتمنّى من وزاره الصحة الاهتمام بالجانب الصحي بشكل كامل، وبالجانب النسائي بوجه خاص لكي تتدنّى نسبة الوفياتة لأنه يوجد خلل في الفحص المبكّر للأورام وعدم استيعاب لها في المستشفيات، هذا في العاصمة فكيف وهناك توجد مناطق نائية لا توجد فيها رعاية طبيه أساساً، ففي أغلب الحالات المرضية إذا ما تم الفحص المبكّر للمرض تتم معالجته دون الحاجة إلى تدخُّل جراحي فيما بعد. .. هل تنصحين الجرّاحين الشباب بالمشاركة في المؤتمرات..؟. بالتأكيد؛ لأن المشاركة في المؤتمرات تتيح لهم تطوير مهاراتهم وقدراتهم ومتابعة كل ما هو جديد وحديث في عالم الطب. .. كلمة أخيرة. أوجّه رسالة عتاب إلى الإداريين في وزارة الصحة ومكتب الصحة بمحافظتي «حجة» حيث إنهم حتى لم يقوموا بتهنئتي هاتفياً، فأنا أعتبر التكريم لليمن وليس لي شخصياً..!!. C.V - د. أمل يحيى حسّان. - أخصائية نساء وولادة. - بكالوريوس طب عام وجراحة. - ماجستير نساء وتوليد ب«أورام الحوض والمبايض» جامعة القاهرة، جمهورية مصر - عضوة الزمالة البريطانية في النساء والتوليد.