فقط ودون تأنٍ تأخذك الدهشة إلى شاطئ مكتظ بالبشر، يعيشون البساطة يلتحفون مدّ الموج وجزره، يقتاتون الحلم. البحر الهندي مختلف، أو سمّوه محيطاً إن شئتم، لنكهته رونق برائحة الكدّ والحرية، يتنسّم الشعب الهندي من خلال هذا البحر بشكل عام في مومباي أو غيرها لقمة العيش الكريم؛ ليس ذلك إلا لأقلّية منهم. الميناء يمثّل العمود الفقري التي تستقيم به مومباي على قدميها، ولتوضيح أكثر فقد سهل الميناء للتجّار بحكم قربه حركة التجارة من تصدير واستيراد ونحوه، لذلك أثر اقتصادي واضح وجلي. المجتمع الهندي على الرغم من بساطته إلا أنك تحسُّ حين تعايشه أنه مليء بالفكر والثقافة والعلم والوعي، أبسط مقوّمات هذا الشعب هو الابتسامة، ومن المستحيل ألا تجدها مرسومة على شفاههم ووجوههم السمراء..!!. حيثما توجّهت في مومباي توحي إليك مبانيها بعصر مختلف وعالم عاش فيه أناس مختلفون يحبّون النمو والتطوّر، ويسعون حثيثاً إلى ذلك!!. مومباي متحف مفتوح تتجوّل فيه قارئاً للتاريخ ومعايشاً للماضي وواقع الحضارة؛ هكذا تدهشنا مومباي، ولا شك أن الحياة بطبيعتها المتجدّدة استمرت لتصنع من مومباي «الدُّرّةُ الهندية» مسافة ليست بالبسيطة تفصل عدن عن مومباي؛ لكن الشعور واحد؛ تتجوّل فيها وكأنك في عدن، وحجم التقارب بينهما يدلُّ على قاسم مشترك واحد وهو ربما الاحتلال وربما مناخ المدينتين متقارب. ليست مومباي فحسب التي تشعرك بالجمال والرونق والدهشة؛ بل كذلك مدينة بونا الهندية، هذه المدينة التي يقدّر عدد سكانها ب 2,538 ملايين «2001م» حسب إحصائيات الأممالمتحدة، بونا ذات 700 كيلومتر مربع جميلة جداً؛ لكنها اشتهرت كثيراً بالوافدين لغرض الدراسة وبالأخص إدارة الأعمال بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، وكذلك دراسة اللغة الإنجليزية ويقصدها أغلب اليمنيين للعلاج، وبذلك اشتهرت كثيراً. السياسة الهندية تخضع للديمقراطية بكل معانيها، وتعتبر حكم الشعب للشعب وبالشعب مبدأ أساسياً ما جعل المجتمع الهندي يشعر بالرضا ويؤمن بالمستقبل الأفضل في ظل تطبيق حقيقي للإدارة الحديثة «كالهندرة والحوكمة.. إلخ». فعلاً إن النهضة الهندية خلال السنوات القليلة الماضية من القرن الماضي تشكّل تجربة خاصة لدولة تنهض سريعاً وتنمو سريعاً في ظل وجود شعب يتزايد بشكل يومي بحجم أكبر، هكذا هو النموذج السياسي وهذه هي الحنكة الإدارية. ودمتم سالمين.