عبر الزميل جمال أنعم – رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين - عن استهجانه للتعامل مع قضية صحيفة (الثقافية) من قبل بعض من امتهنوا الاحتساب ضد الصحافة والصحافيين. وقال أنعم في تصريح صحفي – تلقت الجمهورية – نسخة منه: ( ما استغرب له أن يلجأ هؤلاء المحتسبون إلى الأسلوب التقليدي النمطي في الاحتساب ضد هذا أو ذاك). مؤكداً أن الأكثر مدعاة للأسف أن يتم ذلك داخل مجلس النواب، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يبيح لأحد أن يقوم بكتابة عرائض وجمع توقيعات تجرم هذا وذاك، وتضعه في دائرة الاستهداف كمارق، وزنديق، أو داعية انحلال. وقال رئيس لجنة الحريات بالنقابة : إن من الجريمة أن يقال إن الصحيفة تدعو إلى نشر الشذوذ على وجه الإطلاق والتعميم، في حين أن الخطأ الوارد هو مسئولية الكاتب في الأساس، وربما مسئولية رئيس التحرير، لكن أن يقال: إن (الثقافية) على هذا النحو المعمم، لاتهام جميع العاملين في (الثقافية) من كتاب وصحافيين ومحررين بالجملة، فإن ذلك اتهام مجاف للواقع بالطبع. وأوضح أنعم أنه تواصل مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الجمهورية» وأخبره صراحة عدم رضاه عما نُشر في صحيفة «الثقافية» وضرورة اعتذار الصحيفة أو حتى محاسبة القائم بأعمال رئيس تحريرها، دون اللجوء إلى هذا الأسلوب المثير للرعب في تحريك هكذا قضايا. وأضاف: إن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ترفض التعامل المرعب والمثير للخوف، معلناً التضامن مع الزملاء في صحيفة «الثقافية». من جانبه قال الأستاذ سمير رشاد اليوسفي، رئيس مجلس الإدارة : إن قرار إيقاف صحيفة (الثقافية) والعمل عى تحويلها من صحيفة إلى مجلة شهرية، جاء بعد دراسة شاملة أكدت صعوبة الخروج بمشروع ثقافي تنويري ناجح في ظل هذه الأوضاع التي ترتفع فيها أصوات المحتسبين وتخفت أصوات النخب والمثقفين.. مؤكداً أن المجلة المزمع إصدارها قريباً سيتم توزيعها في اليمن والدول العربية.. وأن هذه الخطوة تأتي بعد تعثر إصدار «الثقافية» الأسبوعية نتيجة لاعتذار الكثير من الزملاء الصحافيين عن رئاسة تحريرها وذلك تضامناً منهم مع رئيس تحريرها الزميل أحمد المغلس المحكوم عليه بالحبس لمدة ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ والإيقاف عن العمل الصحفي لمدة عام.. وكذلك الكاتب معاذ الأشهبي الذي يقضي عقوبة الحبس لمدة عام في السجن المركزي بصنعاء ... مؤكدين أنه صار من الصعوبة بمكان العمل في ظل هذه الأجواء المشحونة بالإرهاب الفكري وحملات التكفير والاحتساب، التي يقودها خطباء ووعاظ محسوبون على التجمع اليمني للإصلاح، وبينهم أعضاء في كتلته البرلمانية. وأوضح اليوسفي أن صحيفة (الثقافية) كانت تطمح لاقتحام الميدان الثقافي العربي والتوزيع في البلدان المجاورة لتنافس (أخبار الأدب) المصرية، لكن الأصوات التي فرضت نفسها في السنوات الأخيرة وتحولت إلى رقيب على كل سطر يكتب فيها، تتحدث نيابة عن الجهات المختصة وتنجح في تعبئة جماهيرها وشحنهم بكل عبارات الحقد ضد الصحيفة، جعل من مشروعها التنويري الذي كانت تحمله، يموت ببطء. واستغرب رئيس مجلس الإدارة من الصمت الذي تتعامل به الجهات المختصة مع من ينصبون أنفسهم حماة للفضيلة، ويقومون بجر البلد إلى أزمنة سحيقة في الوقت الذي ينتهكونها فيه بكل الطرق، مؤكداً أن الصحافة الثقافية والسياسية والاجتماعية بشكل عام ستشهد انتكاسة مدوية في قادم الأيام إذا استمر الأوصياء في حماقاتهم، ولم يحاسبهم أحد.