يحتفل العالم بعيد العمال في 1 آيار (مايو) من كل عام في مختلف أنحاء المعمورة، فيما شهدت إيران وعدة بلدان تظاهرات حاشدة بهذه المناسبة السبت 1-5- 2010. ففي طهران اندلعت مظاهرات دعا إليها العمال الإصلاحيون وسط انتشار أمني مكثف، حيث أغلقت الشرطة الشوارع المؤدية إلى ساحة انقلاب، فيما وقعت اشتباكات مع الشرطة أثناء مظاهرت في سنندج وسقز في كردستان إيران. وكان العمال المؤيدون لأحمدي نجاد نظموا قبل الظهر مظاهرات و ألقى أحمدي نجاد خطاباً تجاهل فيه مطالب العمال ونقاباتهم التي يسيطر عليها الإصلاحيون. وقال أحمدي نجاد إن لديه وثائق تثبت تورط إسرائيل وأمريكا في أعمال إرهابية في العالم وضد إيران. وعشية الإعلان عن اتفاق حول خطة الإنقاذ التي ستتضمن إجراءات تقشف لا سابق لها، تظاهر حوالى عشرين ألف شخص بحسب الشرطة في أثينا وسالونيكي (شمال) للتنديد "بالتضحيات" والاقتطاعات من الرواتب التي تنص عليها خطة صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي مقابل الإنقاذ المالي للبلاد. كما سجلت حوادث خصوصاً في اليونان، الدولة التي تشهد أزمة مالية واقتصادية كبرى. واندلعت المواجهات في أثينا عندما ضرب شبان بعضهم مسلحون بعصي قوات مكافحة الشغب التي اتنشرت أمام وزارة الداخلية. وألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع قبل أن يتفرق مثيرو الشغب إثر تبادل بعض الشتائم. مظاهرات في دول عدة كما ألقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لصد شبان هاجموا واجهات محلات تجارية ومصارف في سالونيكي كبرى مدن الشمال، حسب ما ذكر مصدر في الشرطة. وكتب على لافتة رفعها ناشطو جبهة النقابة الشيوعية في ساحة سينتاغما في قلب العاصمة "لا تضحيات، على أصحاب المال أن يدفعوا ثمن الأزمة". وشهدت تركيا مشاركة آلاف الأشخاص صباح السبت في تظاهرات الأول من مايو في ساحة تقسيم في إسطنبول، وذلك لأول مرة منذ 33 سنة عندما قتل عشرة أشخاص في تلك الساحة الشهيرة. ومُنع المتظاهرون من الوصول إلى ساحة تقسيم منذ الأول من أيار (مايو) 1977 عندما أطلق ناشطون مفترضون من اليمين المتطرف بمساعدة أجهزة الاستخبارات النار على الحشود. وأسفر الذعر الناجم عن ذلك عن سقوط 34 قتيلاً. وفي ألمانيا كانت الشرطة على أهبة الاستعداد لتجنب تكرار الحوادث التي وقعت السنة الماضية في برلين. وانتشر حوالى 5800 شرطي فيما تم توقيف حوالى خمسين شخصاً ليل الجمعة السبت. وفي فرنسا نظمت تظاهرات في المدن الكبرى بدعوة من النقابات التي تعتزم الضغط في اتجاه اعتماد إصلاح نظام التقاعد فيما سجلت نسبة مشاركة أقل من تلك في العام 2009. وفي إيطاليا، بدأت التظاهرة النقابية الوطنية المنظمة في روزارنو (جنوب) في أجواء كرنفال. وفي هذه المدينة حصلت اشتباكات عنيفة في كانون الثاني (يناير) بين عمال مهاجرين وسكان. وفي مدريد نظمت أيضا تظاهرة خلف يافطة كبرى كتب عليها "من أجل العمل مع حقوق وضمانة لمتقاعدينا". وفي موسكو حمل حوالى خمسة آلاف شيوعي الأعلام الحمر وصور ستالين ونزلوا إلى الشارع حيث كان أنصار رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يشكلون أكبر تظاهرة ضمت عشرين ألف شخص. وفي سان بطرسبرغ كتب على يافطات "العمال يجب ألا يدفعوا ثمن الأزمة" و"لا لرفع الأسعار" و"المسؤولون يجب أن يدفعوا". من جانب آخر انفجرت عبوة السبت خلال الاحتفالات بعيد العمال في منطقة كاباردينو بالكاريا بشمال القوقاز ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة 21 آخرين بجروح، كما أوردت وكالات أنباء روسية. وفي فيينا شارك حوالى مئة ألف شخص بحسب المنظمين في التظاهرة التي تنظم في كل سنة أمام مركز البلدية. وفي بغداد تظاهر مئات من أنصار الحزب الشيوعي، وردد المتظاهرون "أول أيار أهلا بيك حزب الشيوعي يحييك"، و"يا قوى الخير تساندي، باسم العراق توحدي". وعبر الحزب في بيان عن "قلقه من الأوضاع العامة في البلاد بعد أن خيبت القوى والكتل السياسية المتنفذة الفائزة في الانتخابات آمالهم مرة أخرى". وقال أحد قياديي الحزب "نحن نطمح أن تكون وحدة للطبقة العاملة من أجل إصدار قانون للعمل وإلغاء القرار 150 الذي شل الحركة النقابية في القطاع العام". وفي قطاع غزة، شارك أكثر من ألفي فلسطيني في تظاهرة قرب معبر بيت حانون (إيريز) شمال شرق القطاع مطالبين برفع الحصار وإنهاء البطالة. وتمركز المتظاهرون على بعد مئات الأمتار من معبر إيريز الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل شمال بيت حانون. وردد المشاركون في التظاهرة التي شاركت فيها مئات النساء هتافات تدعو إلى إنهاء الحصار ومنها "لا لا للحصار"، كما دعوا إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام في الأراضي الفلسطينية منذ منتصف 2007 عندما سيطرت حركة حماس بالقوة على القطاع بعد مواجهات دامية مع قوات السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح. وفي آسيا تظاهر آلاف الأشخاص في جاكرتا للمطالبة بوضع نظام ضمان اجتماعي أفضل يؤمن تغطية للعمال في الأرخيبل. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين إثر حصول بعض المواجهات.