العدسة ترثي حالها وتندب حظها وتبكي الرحيل بلا موعد ل(قناص اللحظات) المبدع والفنان والإنسان/عادل عبدالرحمن العريقي بعد أن تربعت على صدره لسنوات وعاشت معه قصة حب أثمرت روائع خالدة تجاري معلقات الغزل العذري. ^.. بعدسة العريقي حديث المدينة ، سنينها العجاف وأعوامها الخصيبة، شياطينها وملائكتها، سحر جبل صبر وبهاء الأشرفية والمظفر، تصوف ( المعتبية) وتموضع الرياحين على الخدود الندية، فصول قلعة القاهرة من الاندثار إلى الترميم وإعادة الاعمار. ^.. بعدسة العريقي أجمل صورة ل«بائعات الجبن، المشاقر، مقهى الشعبي ، «علي مدره» إطلالة الصباح ومشهد الغروب، بسمة الطفولة للحياة وتعاريج الزمن على جباه الكهول، ألبوم المدينة بأسواقها وسكانها، بحواريها وأزقتها، بإشراقاتها وكآبتها، فسلام على روحك الطاهرة التي فاضت إلى بارئها في أرض الكنانة لتنتحب المدينة التي عشقتها وعشقتك وتأبى على الجموع المتجهة صوب الجبال البعيدة في (حيفان) إلا التعريج بجثمانك لتعانقه وسط الأمزان والدموع وتوثّق مشهد الوداع الحزين. ^.. بتواضع العظماء وزهد العارفين أمضيت حياتك كحلم جميل غير مكترثٍ ببريق المال بل مستكشفاً لمكامن السحر والدهشة ومنتصر للحياة وقيم الطهر والفضيلة بعدستك التي أدرك تفردها سمير اليوسفي ليلتقطها من وسط الزحام كما عوّدنا في احتضان المبدعين بفراسة صائبة وحدس لا يخيب. ^.. في بهيم الليل الساجي أو جبروت الظهيرة .. العريقي في قلب الحدث، طالب يتسرب من فصول الدراسة ليعتلي السور خلسة من عين الناظر تتلقفه عدسة (العريقي ) شحنة من المهربات أو الممنوعات في طريقها إلى المستهلك وقعت في قبضة الأمن فتوثّق كشاهد عدسة (العريقي) عشوائية الحياة اليومية أملاً في إصلاحها .. توصلها (الجمهورية) إلى الجهات المسئولة بعدسة (العريقي) مريض ، عليل ، معسر، مظلوم همزة الوصل إلى جانب الكلمة عدسة (العريقي). ^.. أمراء الظلام وأعداء الحياة يصنعون بالفتاوى المتطرفة أحزمة ناسفة وقنابل بشرية تترصد الشَعر الأشقر والعيون الزُرق فيما الإنسان عادل العريقي كحمامة سلام تتقدم أفواج السياح لترسم عدسته تعايش الأمم وحوار الحضارات، سعى جاهداً لمد جسور التواصل معهم باستنطاق لغتهم كطفل يتعلثم ب( ماما وبابا) تعبيراً عن أصالة اليمني وانفتاحه على الآخر، سائح محتفظ بصورته من الزيارة الأولى وسائحة مازالت تكن له مشاعر الألفة رغم مضي سنوات، موسوعة من البسمات والدهشة والإعجاب وثّقتها عدسة (العريقي) في لحظات عفوية لا مصطنعة.. فرنسي يعتمر الشال الرشوان وأمريكي يتملكه الزهو متمنطقاً للنصل اليماني وبلجيكي يطوّق جيد رفيقته بقلادة من الفضة ويلبس بنصرها خاتماً مطعماً بالعقيق، ورابع يلتهم السلتة بنهم وخامسة تتمشقر بالرياحين (الصبرية) وأخرى تلتحف (المقرمة) الصنعانية. كل ذلك من أجل (يمن سعيد) فالرحمة تغشاك يا عادل وستظل خالداً في القلوب مابقي الفن.