في كتابه «من يمثل الإسلام.. قراة حضارية في إشكالات فكرية معاصرة» خصص الدكتور أحمد الدغشي المحور الثاني لتناول جدلية النص والفتوى في الفكر الإسلامي و رغم نفي المؤلف العلاقة العضوية لدراسته بالجدل الدائر حول مفهوم الفتوى ووظيفتها وسلطتها في كثير من الأقطار فقد أكد أن إشكالية المرجعية في الفكر الإسلامي مع كونها قضية قديمة جديدة،باتت اليوم أكثر تعقيداً وأشار الكاتب إلى أن ما يميز دراسته هو التركيز الواضح على آليات الفتوى المعاصرة ،الفاصلة للنزاع بين (الكهانة) التي صارت لفظاً مشتركاً يتردد بين الأصدقاء والشانئين على حد سواء مع اختلاف المقاصد بطبيعة الحال وبين التخصص العلمي ، وذلك عبر إيراد المعالم الرئيسة للفتوى التي تغيب عند الممارسة والتذكير بأبرز ضوابطها ، مع محاولة تقديم تصور لمعالم الحلول المعاصرة . الورع في الفتوى الدراسة أشارت إلى تورع جمهور الراسخين من السلف الذي تجسد في عدم تسرعهم في الفتوى مع ما يعرف لديهم بسلامة المنهج العام في الفتوى واستغربت تسرع المعاصرين في هذه الأوضاع التي يسود فيها الاضطراب المنهجي ، وتكثر الدعاوى بفهم مراد الشارع على نحو يقيني أو ما يشبهه! يقول الكاتب “حتى من عرف من السلف بإكثاره من الفتوى، مع التأهيل وتواتر شروط الإفتاء في أضيق شروطها كسعيد بن المسيّب مثلاً فإنه يتورع ويدعو ويخشى أن يزل أو يقول مالا ينبغي قوله، ولهذا كان سعيد لا يكاد يفتي ولا يقول شيئاً إلا قال: «اللهم سلمني وسلم مني، هذا مع اشتهاره بالتوسع في الفتوى حتى كان يوصف بسعيد بن المسيب الجريء». مزيداً من التفاصيل الصفحات اكروبات