- إنما يكفر من جحد وليس من شك - المشكلة ليست في المرأة والرجل ولكنها في ذهنية التخلف وخط الجهل يعتبر العلامة محمد حسين فضل الله رائدًا من رواد الحركة الإسلامية في لبنان، يؤمن بالثورة أسلوبًا للتغيير، كما يؤمن بالتغيير من داخل النظام، ويتبنى العلامة فضل الله الإسلام بكل تفاصيله ويدعو للحوار على أساسه؛ ولذلك فقد فتح الطريق أمام حوارات عميقة بين الإسلام والمسيحيين وأمام حوارات إسلامية قومية، منطلقًا في ذلك من خلال فهمه لأسلوب القرآن في الحوار والتعاطي مع أصحاب الأفكار الأخرى.. يعد من آباء الحركة الإسلامية في الواقع العربي عمومًا والواقع الإسلامي الشيعي بصورة خاصة، ويمتلك امتدادًا واسعًا حتى في الوسط الإسلامي السُّنِّي. وفي فكره السياسي ينطلق من موقعه الإسلامي دون مهادنة أو مساومة، وهو في الوقت ذاته محاور من الطراز الأول ومنفتح على كل الحركات الإٍسلامية وغير الإسلامية وأصحاب الأفكار الأخرى. - تقول “التفكير بأن الحرية تمثل خطرًا على الفكر الذي يحكم الساحة مجرد وهم من الأوهام التي تثيرها نقاط الضعف في الإنسان”، كيف يكون الخوف من فكر الآخر وهمًا؟ * في تصوري أن الفكر عندما يلتقي بالفكر الآخر في ساحة حوار أو صراع، فإنه يمنح الفكر غنى؛ لأنه يفتح له آفاقًا جديدة من خلال عناصر الفكر الذي يطرحه الإنسان الآخر، بحيث إن الشخص عندما يملك الحجة على فكره ويطرح الآخر فكرة المضاد أو المختلف فقد يكتشف بعض الثغرات الموجودة لديه في فكره، مما يجعله يدخل في تفكير جديد لسد هذه الثغرات، أو لمجابهة الفكر الآخر بعناصر جديدة من خلال فكره أو من خلال ما تحمله حركة الصراع في الساحة. ولا نعتبر أن إغفال الفكر الآخر يمكن أن يُسْقِط الفكر، كما أن اضطهاد الفكر الآخر لا يضعفه لا سيما في الواقع المعاصر، الذي أصبح فيه الفكر المُضْطَهَد يمثل مشكلة لمن اضْطَهَد أكثر مما يمثل مشكلة لأصحابه؛ لأن حركة الحرية في العالم تجعل الفكر المُضْطَهَد شهيدًا، مما يجعل الناس يقبلون عليه في هذا الظرف أكثر مما يقبلون عليه لو أنه تحرك ضمن سياق حركة الحرية في الواقع. ولذلك نقول: إذا أردنا أن نحارب الفكر الآخر فعلينا أن نعطيه الحرية؛ ليأخذ حجمه الطبيعي، بينما إذا أردنا تقويته فعلينا أن نلغي حريته. أين تقع نقاط ضعفنا - هل هي في داخل تكويننا الفكري أم في خارج ذواتنا من خلال الأوضاع المحيطة بنا؟ * نقطة الضعف الحيوية عندنا – كظاهرة ولا أَدَّعي الشمول – هي فقدان العقلانية في مواجهة قضايا الفكر وفقدان الموضوعية في معالجة جوانب الفكر والفكرة، أو في الحوار مع الفكر الآخر، أو حتى فيما بيننا، والمشكلة التي قد نعانيها هي الانفعالية التي ترتبط بالسطح، ولا تطيق النفاذ إلى العمق، مما يدعو الناس إلى التعصب. وأنا أعتقد بأن التعصب يمثل أسلوبًا من أساليب الانفعال الذي يقبل على القضايا بشكل عاطفي لا بشكل عقلاني في هذا المجال، وذلك فإنني أرى بأن هذه التربية العاطفية الانفعالية الشرقية على مستوى العلاقات وعلى مستوى حركة الواقع ومواجهة قضايا الفكر هي المشكلة الرئيسة التي تحكم تكويننا الفكري، بحيث إن العوامل الخارجية الأخرى تتغذى من هذه الذهنية؛ لأنها تستغل العاطفة والانفعال في توجيه الإنسان إلى الارتجال وإلى مواجهة الأمور بطريقة سطحية. - تقول إن الإسلام لم يُغلق على الإنسان الذي يقف في الجانب المضاد باب الوصول إلى القناعة اليقينية ... كيف؟ * إن الإسلام يُفْسح المجال للإنسان لكي يشك، باعتبار أن الشك هو الذي يجعل الإنسان يعيش في داخل الفكرة؛ ليثير القلق الثقافي في عقل الإنسان ليدفعه إلى البحث حول الموضوع، وعندما يبدأ بالبحث فإنه لا بد أن يلتقي باليقين، خاصة عندما تكون الفكرة مشتملة على العناصر القوية التي تختزن الحجة والبرهان والدليل وما إلى ذلك، ونحن نروي عن أحد أئمة أهل البيت، الإمام جعفر الصادق رحمه الله أنه قال: لو أن الناس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا. وسأله شخص: رجل شَكَّ في الله قال: كافر، قال شك في رسول الله قال كافر، ثم قال (موضحاً مايقصده بالكفر): إنما يكفر إذا جحد. أي أنه عندما يبقى في مرحلة الشك ويتابع البحث عن الحقيقة فإنه لا يكون كافرًا لأن الكفر هو الجحود. وعندما يدرس الإنسان أسلوب الحوار الذي طرحه القرآن الكريم في مواجهة الفكر الآخر، فإنه يجد أن أسلوب إثارة الشك في المسألة لدى الذي يثير الحوار والذي يتوجه إليه بالحوار ليصل إلى اليقين، وذلك في قوله تعالى: { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِيْ ضَلالٍ مُبِيْن}، وهذا يعني أني قد أكون على هدى أو ضلال، وقد تكون أنت على هدى أو ضلال، فتعال نبحث عن الحقيقة الضائعة، والمسلم هو المبادر لطرح هذا التوجه ... وهو مطروح من خلال النبي صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن الكريم، والمسلم الذي يطرح ذلك ليس شاكًّا، وإنما يطرح الشك في تجربته كأسلوب من أساليب جذب الآخر لِأَنْ يشك؛ ليكون الحوار لغة مشتركة، ونرى أنه لا مشكلة في الشك المعرفي الذي يتحرك من أجل أن يشير إلى علامات الاستفهام؛ لينطلق الفكر ويجد الأجوبة لكل علامات الاستفهام، ونعتقد أن الإنسان الذي يحصل على اليقين من خلال حركة كالشك في الفكر هو أكثر قوة وصلابة من الإنسان الذي يأخذ الفكر من دون معاناة ثقافية. ما هي حدود الحرية الفكرية في الإسلام؟ من الطبيعي أن الحرية الفكرية كأية حرية أخرى لا بد لها من أن تتحرك في ظروف موضوعية لا تهدم الهيكل على رؤوس الناس، ومسألة الفكر هي أن يتحرك في الساحات التي يملك فيها القائمون عليها إمكانية أن يفكروا؛ ولذلك نحن نقول: عندما تكون الحرية الفكرية في الساحات الفكرية والثقافية فليست هناك مشكلة؛ لأن المثقفين الذين يملكون إمكانات الفكر يمكنهم أن يواجهوا الفكر الآخر بكل موضوعية وصراحة ليقتنعوا به أو ليرفضوه. أما طرح الأفكار المتنوعة في الساحات العامة التي تغلب عليها العاطفة والانفعال فقد يخلق أكثر من مشكلة ولا ينتهي إلى نتيجة إيجابية كبيرة، لاعتبار أن الناس الذين لا يملكون حرية الفكر سوف يأخذون من هذا الفكر أو من ذاك الفكر بعض العناوين السطحية التي قد تربك المجتمع وقد تسيء إليه وقد تهدم الهيكل على رؤوس الجميع. هل يوجد في الإسلام مجال للمعارضة الداخلية؟ من الطبيعي أن المعارضة الداخلية على قسمين: فهناك معارضة تتحرك من أجل أن تسقط الإسلام ، فالإسلام لا يسمح بذلك ولا يسمح بالمعارضة التي تتحدى النظام في أصوله كمقدمة لإسقاطه وإبعاد المجتمع عن الإسلام كله. أما المعارضة السياسية التي تريد إصلاح الواقع ومواجهة الحكام بنقاط ضعفهم وسلبياتهم، ومحاولة إسقاط الحاكم الجائر الذي يسيطر على مقدرات المسلمين دون وجه حق، أو من أجل إسقاط مشروع سياسي ليس في مصلحة المسلمين، فلا مانع من إيجاد معارضة سياسية لتقويم الواقع، وفي التجربة الإسلامية يقف الإنسان المسلم أمام الخليفة والحاكم ويتحدث بصوت عال؛ لينتقد مشروعًا أو ينقد سلوكًا، ونحن نقرأ بعض كلمات للإمام علي رضي الله عنه يقول: فلا تكلموني بما تكلمون به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة – والمقصود السيف – ولا تظنوا بي استثقالاً لحق قيل لي أو لعدل يعرض عليَّ، فإن من استثقل الحق أن يقال له والعدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل، فلا تكفوا عني مشورة بحق، أو مقالة بعدل. وعندما ندرس هذا النص نجد أن الحاكم هو الذي يطلب من الناس أن ينقدوه وأن يقولوا له كلمة الحق وأن يعطوه مشورة العدل، مما يعني أن الإسلام يفسح المجال لمعارضة في داخل النظام. وهل هذا ممكن في دولة تحكمها نظرية “ولاية الفقيه”؟ نعم ذلك موجود بشكل معين؛ ولذلك نجد أن الصحافة الآن، حتى الصحافة العلمانية تملك حرية النقد وحرية الحركة في هذا المجال وأصبحت بديلاً عن الأحزاب، ونشعر أن هناك حرية سياسية موجودة، في إيران، ولكن عندما تقاد صحيفة أو شخص إلى المحاكمة فذلك لأنه خالف القانون أو النظام، وربما لا يرتاح بعض الناس إلى هذا القانون، ولكنهم يعملون على تبديله بطريقة الشورى، وما دام القانون موجودًا فعلى الجميع الخضوع له، ولكن إذا اعترضوا عليه فعليهم أن يغيروه بطرق شرعية، ومنها تقديم مشروع لمجلس الشورى لكي يغير القانون بواسطة التصويت عليه. هل طبق الإسلام بصورة كاملة في أيٍّ من مراحله ؟ أنا أدعي أنه لم يطبق أي مبدأ في العالم بشكل كامل، ولا يكفي أن تكون السلطة إسلامية ليطبق الإسلام، بل لا بد أن يكون الناس منسجمين في حياتهم الخاصة والعامة، مع روح الإسلام وأن تكون هناك ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية تفتح المجال ليطبق الإسلام، ونحن نقول: إن الإسلام طُبِّق في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بقدر ما تسمح الظروف وقد طبق في حياة الخلفاء الراشدين بقدر ما كانت تسمح الظروف، ولكن لا نستطيع أن نتحدث عن تطبيق كامل؛ لأن قضية الكمال ترتبط بمدى تمثل الناس للإسلام في هذا الجانب أو ذاك، والشيء الذي يجب أن نتحدث عنه أن الإسلام هو الذي كان يحكم المسيرة الإسلامية في مدى الزمن، قبل أن يأتي الاستعمار وما إلى ذلك. ما رأيكم فيما يسمى بالأصولية الإسلامية والإسلام السياسي؟ الإسلام يختزن السياسة في داخله كقاعدة؛ لأن الإسلام قام على أساس أن يسود العدل وهو هو قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بَالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيْزَانَ لِيَقُوْمَ النَّاسُ بِالْقِسْط}. ولا يمكن أن يكون هناك عدل بدون سياسة سواء سياسة الحكم والحاكم والقانون والممارسة العملية؛ لذلك فعندما نتحدث عن السياسة بمعنى الوسائل التي تدير أمور الناس وتدبرها وترفع من مستوى معيشتهم وتعالج مشاكلهم وتنظم لهم حياتهم، فإننا نتحدث عن الإسلام الذي يرتكز على شريعة شاملة في جميع جوانب الحياة، ومن الطبيعي أن يمارس المسلم السياسة في طريق الوصول إلى النظام أو في طريقة إدارة النظام. أما الأصولية فهناك معنيان لهذا المصطلح، فهناك الأصولية بناء على المصطلح الغربي، وهي الحركة التي تنطلق من أساس إلغاء الآخر وعدم الاعتراف به أو على أساس اعتبار العنف هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى التغيير، فهذه أصولية نرفضها لأن الإسلام يعترف بالآخر، وقد كان الآخر هو أهل الكتاب يقول تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا}، وقد لاحظنا أن أهل الكتاب عاشوا مع المسلمين حتى الآن من دون أن يلغيهم الإسلام، أما العنف، فالإسلام لا يعتبره أساسًا لأن الله عز وجل يقول: “وَلا تَسْتَوِيْ الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْم”. والعنف في الإسلام كالعنف في أية حضارة أخرى، وهناك العنف الدفاعي والعنف الوقائي وليس العنف الهجومي الذي يريد أن يصادر الآخرين ويضطهدهم. ونحن لسنا أصوليين بالمفهوم الغربي، نحن أصوليون بالمعنى الآخر بمعنى العودة إلى الينابيع الأساسية؛ لنرتكز عليها كقاعدة ولننفتح مع التفاصيل حسب حركة الاجتهاد الذي يواجه حاجات الإنسان بطريقة يشعر معها الناس أن الإسلام يعالج قضاياهم، ويحل مشاكلهم. رغم تعقيدات الوضع الطائفي في لبنان، إلاّ أنكم حققتم نجاحاً في مجال الدعوة إلى الحوار بين المسلمين والمسيحيين هل تحدثوننا عن هذه التجربة؟ أتصور أن الحوار في الإسلام هو القاعدة الحركية للدعوة الإسلامية؛ لأن مسألة الدعوة تفرض أن نخاطب الآخر، وأن نستمع إليه، ونناقشه فيما يفكر ونشرح له أفكارنا، والقرآن الكريم هو كتاب الحوار، فقد حاور الكافرين، وأهل الكتاب والمنافقين، واعتبر أن الخط العام هو قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن}. وقد عملنا في لبنان على أساس إيجاد قاعدة للحوار بين المسلمين والمسيحيين؛ لأنهم وإن اختلفوا في تفاصيل اللاهوت، إلاّ أنهم لا يختلفون بالإيمان بإله واحد، وإن اختلفوا في شخصية الإله، لا يختلفون بالقيم الروحية والأخلاقية، كما أننا في لبنان لا نختلف بالحاجة إلى أن نبني وطنًا على قاعدة المحبة والتسامح والتعاون ومواجهة كل الذين يريدون إسقاطه اقتصاديًّا وسياسيًّا؛ ولذلك كنا ندعو اللبنانيين إلى الحوار على مستوى جناحي لبنان المسيحي والإسلامي وعلى مستوى السنة والشيعة وعلى مستويات أخرى حتى أننا كنا ندعو إلى الحوار على مستوى العلمانيين والإسلاميين في هذا المجال. ونتصور أن الشعب اللبناني العادي العامل والفلاح والمثقف قد حاور بعضًا، وأخذ النتائج ولكن المشكلة في أولئك الذين يحاولون أن ينظروا للطائفية ويجعلوا منها قاعدة للواقع اللبناني وهم يُعقِّدون الحوار، واعتقد بأن التجربة اللبنانية يمكن انفتاحها على مواقع أخرى في تجارب أخرى. تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال، لماذا ؟ * بتصوري أنني عشت حياتي في أكثر من ساحة صراع، فقد كنت أقف – ومنذ البداية – في مواجهة الاستكبار العالمي ولا سيما السياسة الأمريكية، وفي مواجهة السياسية الصهيونية في المنطقة، ووقفت ضد تيارات التخلف في الواقع الإسلامي وتيارات الجهل، وأعتقد أن محاولات الاغتيال المتنوعة كانت تختفي المخابرات الأمريكية وراء بعضها، وبعض الجهات السياسية وراء عدد آخر منها، أو بعض الجهات المغرضة، وجميع هذه الجهات لا تطيق الصوت الحر الذي يريد لأمته وشعبه أن يكون قوة حرة في مواجهة التحديات الكبرى. كيف تنظرون إلى المرأة، ألا ترون أنه قد حان الوقت لرد الاعتبار للمرأة المسلمة؟ أنا من دعاة إطلاق المرأة المسلمة بكل عناصر إنسانيتها التي لا تختلف فيها عن عناصر إنسانية الرجل، وعندما نقرأ القرآن نجد أنه لم يجعل المرأة مختلفة عن الرجل في الجانب القيمي، وإن كان قد تحدث عن بعض الخصوصيات في الإرث أو في الحياة الزوجية، فإنه انطلق من نقطة التوازن ومن نقطة توزيع الأدوار، وتنظيم الحياة الزوجية، والمرأة إنسان كامل مستقل في كل شؤونه إلا بما تلتزم هي به من التزامات تقيدها في هذا المجال. ولذلك فإننا نقول إن المرأة البالغة الرشيدة تملك حريتها في الزواج، وهي شخصية قانونية مستقلة، وليس لأحد سلطة عليها سواء كان والدها أم أخاها أم زوجها إلا في نطاق الالتزامات الزوجية التي الْتَزَمَتْها مع زوجها، والتزمها زوجها معها، وللمرأة الحق في أن تعطي رأيها في السياسة وفي الاجتماع، وتنطلق إلى الواقع لتشارك الرجل في كل تحديات الواقع، وفي ذلك قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} والمشكلة أن تخلف الرجل وتخلف المرأة هو الذي أوجد هذا الإرباك في نظرة كل منهما إلى الآخر، وفي نظرة المرأة إلى نفسها، والمشكلة ليست مشكلة المرأة، ولكنها مشكلة المرأة والرجل معًا، من خلال ذهنية التخلف، ومن خلال خط الجهل. # المصدر: اسلام أون لاين .حوار فاطمة الصيادي