شكل انهيار الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924 نقطة بارزة في أذهان العديد من الشخصيات الإسلامية التي ساهمت في إنشاء الحركات الإسلامية، باعتبار أن الدولة الإسلامية ضرورة دينية لحفظ الدين والتمسك به – حسب اعتقادهم – ولذا فقد غلبت السياسة على المفاهيم الأخرى في فكر الحركات الإسلامية، لأنهم رأوا أن قيام الدولة كفيل بقيام الحياة الإسلامية، وانهيارها يعني انهيار منظومة لهذه الحياة.. نشأت الحركات الإسلامية المعاصرة نتيجة تضافر عوامل متعددة ومتنوعة ومتداخلة ومعقدة في العالم العربي والإسلامي على المستوى الداخلي والخارجي، حيث أدت الحرب العالمية الأولى وما آلت إليه من نتائج إلى وقوع المزيد من الدول العربية والإسلامية تحت السيطرة الاستعمارية الغربية المباشرة من الناحية الخارجية، حيث تداخلت هذه المؤثرات الخارجية مع عدد من العوامل الداخلية، أبرزها قيام الدولة القومية القطرية بدلاً من الوحدة الإسلامية الشاملة في الدول العربية والإسلامية بعد مرحلة من الصراع شاركت فيه جميع القوى ضد الاستعمار الأوروبي وأنهت بالتحرر والاستقلال. إن أهداف الحركات الإسلامية ووسائلها والظروف التي عايشتها والمواقف التي مرت بها والعلاقات المتباينة مع الأنظمة بمختلف أنواعها في العالم العربي على وجه الخصوص، ورؤى بعض قياداتها ومنظريها لأهدافهم وقراءتهم للظروف الخاصة بالحركة والظروف المحلية السائدة، وبخاصة فيما يتعلق بالنظام السياسي القائم وأهدافه وخصائصه، وقربها أو بعدها من الإسلام، ومقدار الحرية المتاحة للناس أو ممارسة التسلط والاستبداد. وفي الوقت ذاته فإن الحركات الإسلامية ذاتها وقعت في العديد من الأخطاء بسبب “أيديولوجيتها” وعدم قراءتها للواقع السياسي والاجتماعي سواء المحلي أو الدولي، وعدم تقديمها البدائل الإسلامية الواقعية التي تستوعب الزمان الذي تعيشه الأمة بكل ما فيه من متغيرات وتناقضات، وتقديم الحلول لمختلف القضايا والشؤون. حتى فرضت حالة من الصدام والهجمات المتبادلة والتشكيك والتكفير والتخوين، الاهتمام المباشر بها في العديد من الدول لأسباب مختلفة ومتعددة. البقية.... الصفحة اكروبات