الإسلام السياسي بين الفكر والممارسة : تحت هذا العنوان يبدأ حسن حنفي دراسته أن الدين ليس مجرد تغير نظري في رؤية العالم أتى من العدم وسينتهي كما أتى، وأن الأنسان فيه مجرد عابر سبيل يعمل فيه ويجازى في النهاية على أعماله، وأن وراء هذا العالم المرئي عالماً آخر غير مرئي يتجلى في العالم المرئي ويتحكم فيه. ويقول كذلك، كما أن الدين ليس مجموعة من المؤسسات السلطوية لرجال الدين، يقومون عليه ويحددون شرائعه وطقوسه، ويعملون وسائط بين عالم البشر وعالم الآلهة، ولهم قدرات بشرية وإلهية في آن معاً، هم أقرب إلى المقدس منهم إلى الدنيوي، وتصل ألقاب بعضهم إلى “أبناء” الله وأرواح الله وكلمات الله. ويقول حنفي: لم يكن “الإسلام السياسي” ظاهرة قديمة فحسب بل ظاهرة حديثة أيضاً منذ الإصلاح الديني حتى نشوء الجماعات الإسلامية الحالية. فقد نشأة الإصلاح الديني – حسب قوله بدافع سياسي، تتمثل في ضعف الخلافة العثمانية، واحتلال أراضي الأمة وتجزئتها، وتخلفها عن المدنية الحديثة، وقهرها على الرغم من نظام الملة ومركزيتها الشديدة. البقية