منتصف الأسبوع الماضي وفي كلمة ألقاها في حفل تكريمي بالمكلا دعا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أبناء الوطن من جميع المحافظات إلى التعاون في توطيد الأمن والاستقرار والإبلاغ عن أي عمل إرهابي قبل وقوعه معتبراً هذا الأمر واجباً دينياً وعملاً وطنياً يثاب عليه صاحبه..ولا شك أن الأعمال الإرهابية تعد من أعظم المنكرات التي يجب على جميع أبناء المجتمع التعاضد من أجل استئصالها والوقوف ضدها وعدم التستر على مرتكبيها فهي لا تؤذي الأشخاص المستهدفين فحسب بل إن أضرارها تطال جميع أبناء الشعب.. الأمر الذي يجعل من مهمة مكافحتها مسئولية اجتماعية يجب أن يستشعرها الكل.. ولأهمية هذا الموضوع نستعرض لكم في الملف التالي عدداً من الأبعاد المرتبطة به: لا تنمية مع الإرهاب بداية ولأهمية ما جاء في كلمة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ودعوته الهامة نعيد التذكير بها والإشارة إلى أهم ما ورد فيها، فقد تحدث فخامته حول أهمية تعاون الجميع لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار وقال: “الناس يريدون تنمية واستثمارات، وهذا لن يتم إلا بتضافر جهود أبناء الوطن لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار ومقارعة عناصر الإرهاب باعتباره آفة على التنمية والوحدة الوطنية وعلى الثقافة والسياحة وعلى كل شيء له علاقة بالتنمية، وكما نعرف جميعاً أنه لا تنمية في ظل وجود إرهاب مضيفاً: “تضررت السياحة والاستثمارات بسبب قلة قليلة من عناصر إرهابية متطرفة في بعض المحافظات، فالإرهاب لا دين له ولا وطن وإنما يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، فلا أحد يعرف عن ماذا يبحثون.. هل هم قوى سياسية فإذا كانوا قوى سياسية عليها أن تسلك طريق النظام والقانون وتعارض وتتحدث دون أن تزهق الأرواح وتقطع الطرقات وتخيف السبيل فهي بأعمالها الإرهابية لا تضر أحداً غير أبناء اليمن، فهم المتضررون في المقام الأول ولا أحد غيرهم متضرر، لا أمريكا ولا أوروبا ولا إسرائيل وإنما المتضرر الوحيد هو المواطن اليمني. وأشار فخامته إلى أن ذلك هو الجهل بعينه والسبب الرئيس في التخلف والتطرف طالباً من العلماء والخطباء توعية الناس مشيراً إلى أهمية اضطلاع المواطن بدوره في التصدي لأعمال الإرهاب ومكافحة الجريمة.. داعياً الجميع أن يقفوا إلى جانب رجال الأمن والإبلاغ عن أي أعمال إرهابية مبيناً بأن الإرهاب يلحق الضرر في المقام الأول بالمواطن وأمنه واستقراره وأن الساكت عن مثل هذه الأعمال شيطان أخرس.. وقال: “عندما يرى الواحد منا عملاً إجرامياً ولا يبلغ عنه، فإن المتضرر في المقام الأول أمن المواطن والتنمية وليس الرئيس، نقمة التطرف والإرهاب والغلو أن يحمل شخص ما حزاماً ناسفاً ويهدد أمن الطرق والطالب في الجامعة ونزلاء الفنادق ورجال الأمن في مراكز الشرطة”. مسئولية جماعية اضطلاع المواطن بدوره في التصدي لأعمال الإرهاب هو أمر ضروري وملح ولا يمكن أن تنجح السلطات الأمنية في مهماتها بتوفير الأمن والسكينة والاستقرار للمواطن إلا بتعاون المواطن نفسه وتفاعله معها.. ومن هذا المحور انطلقنا في استطلاعنا هذا لنبدأ مع الشيخ محمد علي محمد ثابت الذي أكد ذلك قائلاً: هناك مثل أجنبي يقول “إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه” وهو يذهب إلى نفس معنى الآية “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وإذا أردنا لبلادنا أن تتحقق فيها التنمية الشاملة ويعم الخير فعلينا أن نساعد أنفسنا ونعمل على إزالة الأسباب التي تؤدي إلى إعاقة التنمية وتأخيرها وعرقلة سيرها وفي مقدمة تلك الأسباب تأتي الأعمال الإرهابية التي لا تعيق جهود التنمية والبناء وتطرد الاستثمارات فقط بل تعمل على تشويه سمعتنا وتضر بصورة بلادنا في الخارج ومن ثم فإن الضرر منها يلحقنا جميعاً إما بصورة مباشرة أو بشكل غير مباشر، وفوق هذا كله لا نأمن عقاب الله إذا سكتنا عنها وتجاهلناها.. وليست الدولة وحدها القادرة على استئصال شأفة هذه الأعمال مما يجعل من هذه المهمة مسئولية جماعية مفروضة على كل فرد من أفراد المجتمع.. وبالتالي فإنه من واجبنا كمواطنين أن نكون عيون ساهرة لهذا الوطن وأذرعاً مساعدة لسلطات الدولة في التعاون معها بالتصدي للأعمال الإرهابية والإبلاغ عنها قبل وقوعها حالما معرفتنا بها وكذا التعاون مع رجال الأمن في تحقيق أمننا واستقرارنا، وتوفير الأجواء اللازمة للنمو والازدهار ومتطلباتهما والتي تأتي في مقدمتها الأمن والاستقرار. وأي ضرر بهما هو إضرار بنا جميعاً.. ومن ثم فإنه من اللازم أن يستشعر كل فرد منا مسئوليته الوطنية بل والدينية أيضاً في هذا الأمر. واجبنا جميعاً أما الأخ عبدالسلام محمد أحمد فقد أكد أن التعاون مع الدولة في مكافحة الإرهاب هو أمر واجب علينا داعياً الجميع إلى التعاون والتفاعل مع ما دعا إليه فخامة الأخ الرئيس قائلاً: لا شك أن الإرهاب والقتل والتدمير والتخريب أعمال منكرة وقد ألحقت ضرراً كبيراً بنا وبوطننا، فإضافة للإضرار المادية والخسائر التي تكبدتها بلادنا في الأرواح والممتلكات جراء إقدام الإرهابيين الضالين على ارتكاب بعض الأعمال بتحريض من زعمائهم المضلين. وإن من واجبنا أن نكون عوناً للدولة ولرجال الأمن في التصدي لمثل تلك الأعمال ومنعها قبل وقوعها.. وهذا يتطلب منا كمواطنين أن نستشعر مسئوليتنا وواجبنا تجاه مجتمعنا ووطننا بعدم التستر على الإرهابيين، وأن نكون يقظين وحذرين تجاههم حتى لا يجدون ملجأ أو وكراً يتحصنون فيه.. ولذا فأنا أدعو إخواني المواطنين إلى التفاعل والاستجابة مع دعوة فخامة الأخ الرئيس إلى التعاون في توطيد الأمن والاستقرار والإبلاغ عن أي عمل إرهابي.. لأن أي أضرار تنجم عن أي عمل إرهابي فهي تصيبنا نحن بالدرجة الأولى وتعمل على تقويض اقتصادنا ومضاعفة أزماته وكل ذلك ينعكس سلباً على أقواتنا وأرزاقنا ولقمة عيشنا. أعمال تجلب لنا الازدراء أما المواطن باسم قاسم الشعيبي من أبناء محافظة الضالع وهو مغترب في أمريكا فقد عبر عن معاناته كمغترب في الغرب نتيجة الحماقات الكبيرة التي يرتكبها الإرهابيون في بلادنا لأن أي أعمال إرهابية تقع هنا كما يقول فإنها تفقد اليمنيين احترامهم في بلدان المهجر قائلاً: أنا بنفسي لامست أضرار هذه الأعمال الإرهابية، فبصفتي مغترب فإن أي عمل إرهابي يكون مدعاة لازدرائنا وفقدان احترامنا كيمنيين وكعرب ومسلمين في بلد المهجر، وإلى الآن لا أنس نظرات الازدراء والاحتقار لي من قبل زملاء العمل بعد وقوع حادث إرهابي، لا لذنب ارتكبته سوى أن مرتكبي العمل الإرهابي كانوا يمنيين وعرب ومسلمين وأنا يمني وعربي ومسلم، ورغم أن زملائي يدركون أنه لا ذنب لنا كمغتربين لكن نظرات الحنق والغضب والازدراء تعمم من قبل البعض.. ولذا نقول لمن قد يغريه الشيطان على ارتكاب أعمال كتلك أن يتقي الله أولاً في وطنه وبلده ودينه ويعلم أن أضرار عمله ستؤذي أخوانه وأبناء وطنه هذا إذا كان يستشعر مبادئ الأخوة والانتماء. كما أدعو إخواني المواطنين إلى التعاون مع السلطات الأمنية لمنع ارتكاب مثل تلك الجرائم لأن الضرر سيلحق بهم وستطاردهم لعنة الإرهاب أينما ذهبوا. غيرة وطنية من جانبه يرى الأخ محفوظ سعيد علي أن الغيرة الوطنية والدينية توجب علينا أن نقف صفاً واحداً ضد أي أعمال إرهابية تستهدف زعزعة أمننا واستقرارنا وتشويه سمعتنا بين الأمم إذ يقول: إن أي أعمال إرهابية تستهدف أمن واستقرار الوطن وتشويه صورته والنيل من سمعة أبنائه هي أعمال لا ترضي الله ولا رسوله، وتستفز كل من كان يحمل في قلبه ذرة حب لبلده ويغار عليها وعلى سمعتها. وعندما نسمع عن وقوع أمر كهذا فإن مشاعر الغيرة تجيش في صدورنا ونتمنى لوا أن لنا قدرة على هذه الفئة الضالة أو نأوى إلى ركن شديد لنستأصلها من جذورها ونرمي بها في محرقة الجحيم.. ولذا لا شك أننا إذا ما استشعرنا أو عرفنا مسبقاً بوجود تخطيطات وشروع في تنفيذ مثل تلك الأعمال الإجرامية فإننا سنكون أول المبادرين في التصدي لها والوقوف إلى جانب رجال الأمن ومساعدتهم على احتوائها وإخمادها قبل استعارها.. وذلك بدافع الحب لهذا الوطن لأن حب الوطن من الإيمان واستجابة للواجب الديني والوطني ونحن نستغرب أن هؤلاء المجرمين الإرهابيين كيف يسمح لهم ضميرهم بالإقدام على ارتكاب جرائمهم الإرهابية دون خوف ولا تأنيب ويؤذون بأعمالهم تلك إخوانهم ووطنهم وبهذا أيضاًَ يضرون بدينهم الذي يرتكبون باسم حبه جرائمهم وهو بريء منهم غير ناظرين إلى أن الدين ينهي عن هذه الأعمال ويجرمها. نحن المتضررين في حين يرى الأخ توفيق سعيد أن أي تقصير من المواطن في الإبلاغ عن أي عمل إرهابي سينعكس سلباً بالدرجة الأولى عليه باعتباره أحد أفراد المجتمع ومثل تلك الأعمال تضر بمصالح الجميع.. حيث قال: لا أحد ينكر أو يشك في أن الأعمال الإرهابية يقع ضررها في المقام الأول علينا نحن كمواطنين ويقع ضررها في المقام الأول على التنمية التي نحن بأمس الحاجة إليها وإلى الدفع بها وتسريع عجلتها حتى نلحق بركاب التقدم والحضارة، وأن أي إعاقة لها هي إعاقة لنا وأن ثمن مثل تلك الأعمال ندفعه من لقمة عيشنا ومن رفاهيتنا واقتصادنا، فليس الرئيس ولا الدولة هم المتضررون من الإرهاب بل نحن المواطنين، وهذه حقيقة يجب أن يدركها جميع أبناء الوطن ليقفوا صفاً واحداً ضد الإرهاب،ولا نتستر على أي إرهابي أضله الشيطان وأصابته الغفلة والنسيان وأن أي تستر على مثل أولئك هو عصيان للواجب الديني وخيانة للمسئولية الوطنية ونكران لما أمرتنا به الشريعة الغراء من وجوب تغيير المنكر وعدم السكوت عليه ومن ثم فإنه أصبح لزاماً على من يرى أو يجد عملاً إجرامياً أو شروعاً فيه أن يبلغ عنه الجهات المختصة لتتخذ الإجراءات اللازمة حيال منعه.