اختتم معرض صنعاء الدولي ال27 للكتاب فعالياته مساء الثلاثاء الماضي حيث جاء معرض صنعاء في دورته الحالية والذي استمر عشرة أيام حسب تعبير العديد من أصحاب دور النشر والزوار كإسقاط واجب من الجهات المنظمة كتظاهرة ثقافية تشهدها العاصمة صنعاء سنويا ، وذلك للغياب الواضح لدور النشر العريقة المحلية والعربية كدار نشر عبادي الشهيرة ودور النشر اللبنانية والسورية والمصرية المعروفة ، الأمر الذي أدى إلى غياب الإصدارات الحديثة من أمهات الكتب المعرفية والعلمية وبالمقابل الحضور القوي للكتب السطحية، إلى جانب التوقيت الخاطئ لتنظيم المعرض الأمر الذي أدى إلى تدني نسبة الإقبال بالرغم أن مدير المعرض يؤكد عكس ذلك . الإقبال للفعاليات الثقافية غابت هي الأخرى والتي كانت تقام سنويا على هامش المعرض.باستثناء بعض المحاضرات التي نظمها المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية. الجمهورية أجرت الاستطلاع التالي مع الزوار ومسئولي دور النشر وكانت البداية مع الأستاذ محمد صالح شملان وزير الثروة السمكية والذي بدوره تحدث حول أهمية المعرض وتقييمه لمستوى التنظيم فقال: لا شك أن إقامة معارض الكتب تعتبر من أهم الفعاليات الثقافية في بلادنا؛ وذلك لأنها فرصة للمهتمين والمثقفين والباحثين بأن يقتنوا من خلالها مختلف أنواع الكتب خاصة وأن فيها عددا من دور النشر اليمنية والعربية والأجنبية المشاركة وغيرها وتوجد فيها كتب لا توجد في الجمهورية وقال يظل الكتاب مهما للقارىء والمهتم ومن خلال زيارتي للمعرض وجدت عددا من دور النشر وعددا من الكتب المتخصصة في مختلف العلوم ولاشك أن إقامة معرض صنعاء للكتاب مبادرة جيدة تؤكد الاهتمام بالكتاب وبتوفير احتياجات المثقفين والمهتمين والدارسين غير أنه يفتقر لنظام معلومات الكتروني حديث يساهم في تقديم مختلف الخدمات لجميع الزوار وهناك مسألة مهمة نرجو أن تتحقق في المعارض القادمة وهي إلزام مختلف دور النشر بتحديد أسعار الكتب بشكل واضح فوق مختلف الإصدارات وبما يحقق الوضوح وعدم رفع أسعار الكتب والإصدارات والمراجع المختلفة ، لاسيما ومعظم زوار المعرض من ذوي الدخل المحدود ولابد من مراعاة هذا الجانب اليمن منبر الإشعاع وقبيل اليوم الأخير للمعرض التقينا في المعرض سعادة السفير باسم الأغا سفير دولة فلسطين الشقيقة الذي كان يتفقد جناح دولة فلسطين وسألناه عن رأيه في المعرض فأجاب بقوله: بداية اليمن كعادتها هي منبر إشعاع دائم، هذا المعرض يشارك مشاركة فعالة في تكريس الثقافة العربية بكافة العناوين المختلفة والمشاركة الكبيرة ونحن دائما نقول إن عدونا يحاول ضرب الثقافة الفلسطينية العربية وقد أعلن ذلك الجنرال موفاز أكثر من مرة وقال: لقد ضربنا البنية التحتية للشعب الفلسطيني وعلينا الآن أن نضرب الثقافة الفلسطينية والثقافة العربية ولكن هذا المعرض يساهم مساهمة فعالة في ترسيخ الثقافة العربية وتحصين القارىء العربي في مواجهة كل المخططات لضرب القيم العربية الإسلامية. تريم عاصمة الثقافة الإسلامية أما الأخ معاذ الشهابي المدير التنفيذي لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية فقد تحدث من جانبه عن الفعاليات الثقافية خاصة أن الجهة المنظمة غيبت هذا الجانب تماما فقال: لقد تم تخصيص حيز لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م في معرض صنعاء الدولي للكتاب لعرض مطبوعات تريم التي طبعها المكتب التنفيذي لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م والدفعة الأولى تصل إلى 28 عنوانا والدفعة القادمة تصل إلى 54 عنوانا في إطار خطة المكتب التنفيذي لطباعة 200 عنوان خلال هذا العام بإذن الله وبالنسبة للفعاليات كما تابعتم تم تنظيم عدد كبير من الفعاليات الثقافية والمحاضرات حول تريم ودورها الإشعاعي والثقافي و صباحيات شعرية شارك فيها عدد من الشعراء وطبعا هدفنا من خلال هذه الفعاليات والمحاضرات إلى إبراز الأدوار الكبيرة التي ساهمت بها تريم كمنارة ثقافية وعلمية. خلال القرون الماضية، من القرن السابع، إلى القرن العاشر الميلادي إضافة إلى إبراز دور تريم في نشر الإسلام ومحاضرة حول الحياة الثقافية والأدبية في تريم وهذه المحاضرات من خلالها تم التعريف بدور تريم التاريخي في نشر العلم. غياب الخدمات كما التقينا في إطار المعرض بالأخ خالد محمود أمين - ممثل اتحاد الكتاب العرب بسوريا والذي أكد وجود بعض الإرباك في التحضير للمعرض وتأثير ذلك على حجم المشاركة وقال: أولا اسمحوا لي أن أتحدث بصراحة وهذا من حقنا كمشاركين فالترتيب كان غير دقيق بما فيه الكفاية ولا توجد خدمات حتى على مستوى الأجنحة في المعرض فمثلا الجناح الخاص بنا رقمه 2 والجناح الذي قبلنا رقمه 8 والذي من الجهة الأخرى 20 فكيف سيعرف المثقف والكاتب مكان الجناح الذي يريد. الشيء الآخر مسألة الخدمات نحن في الأماكن المخصصة للأجنحة الضيقة وهذا الأمر لا يمكننا من عرض جميع العناوين والكتب الموجودة في الجناح، أيضا لا توجد أجهزة كمبيوتر في الأجنحة تقدم دليلا بالكتب الموجودة كما هو الحال في المعارض الموجودة في الوطن العربي أيضا مسألة الوقت مهمة فقد جاء المعرض بعد العيد وفي نهاية الشهر ، تاريخ 25 والإمكانيات المادية عند المواطن صعبة وبالتالي لا يستطيع شراء ما يريده فيما مدة المعرض عشرة أيام فيها جمعتان وهذا الوقت كان غير كافٍ. أسوأ معرض للكتاب أما ناجي علي فارس مسئول دار نشر الريس ودار المنهل بلبنان الشقيقة والذي أكد أنه يشارك في معارض صنعاء للكتاب منذ الثمانينيات فقال: إن معرض صنعاء في دورته الحالية يعتبر أسوأ معرض للكتاب في الوطن العربي وذلك للتوقيت السيئ جدا والذي لم يراع الظروف المادية للمواطن اليمني وكأن تنظيمه جاء إسقاطاً لتقليد سنوي تشهده العاصمة صنعاء وهو ما أثر في حركة الشراء رغم أن مختلف دور النشر كانت تتوقع ارتفاع نسبة الإقبال خلال الخمسة الأيام الأخيرة غير أن ذلك لم يحدث وارتفعت النسبة بشكل لا بأس به في اليوم الأخير وقال كنا نتوقع أن يتم التمديد لتعويض خسائرنا غير أن ذلك أيضاً لم يحدث ،وأضاف بأن دور النشر العريقة تم وضعها في الخلف أما دور النشر المغمورة أو تلك التي تروج للكتب السلفية فقد تم وضعها في واجهات المعرض الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مبيعات الكتب السلفية والتي حققت أعلى نسبة مبيعات. مديونيات لم يتم تسويتها أما محمد مدبولي صاحب دار نشر مدبولي الدار العربية المصرية المشهورة على مستوى الوطن العربي فقال: حقيقة التنظيم هو التنظيم المعروف عن معرض صنعاء في كل عام غير أن توقيته غير مناسب تماما فالمواطن اليمني خارج من شهر رمضان المبارك وعيد الفطر ومن ثم العودة إلى المدارس لذلك قدراته المادية محدودة والكتب التي شهدت مبيعات لابأس بها هي المستلزمات المدرسية فقط أما الكتب العلمية فلا ، والغريب أن المعرض الحالي لم يشهد حضور المؤسسات العلمية كالجامعات وغيرها مما أثر بشكل عام على دور النشر خاصة أن إيجارات المعرض مرتفعة جدا حيث تبلغ سبعين دولارا لليوم عن المتر الواحد ، ورغم كل ذلك لنا مديونية لدى هيئة الكتاب منذ العام 2001م لم يتم تسويتها أو خصم مبالغ الإيجارات منها الأمر الذي -لا شك- سبب لنا الكثير من المتاعب والخسائر وهو ما يجعلنا نعيد النظر في مشاركتنا في المعارض القادمة في اليمن. تراجع كبير التقينا بوليد السيد من دار الفكر العربي للنشر بجمهورية مصر العربية الشقيقة والذي أكد أن معرض صنعاء الدولي شهد الكثير من التراجع خلال السنوات القليلة الماضية غير أن المعرض الحالي هو أسوأ معرض للكتاب وذلك لسوء التنظيم وتدني مستوى الإقبال وغياب المؤسسات العلمية والجامعات الأهلية والحكومية وارتفاع سعر المتر المربع بالمقارنة مع المعارض السابقة وغياب التغطية الإعلامية كما كان عليه في المعارض السابقة والتوقيت غير الملائم كل ذلك وغيره جعل من معرض صنعاء في دورته الحالية أسوأ معرض. إرباكات عديدة وفي سياق الاستطلاع التقينا بالأخ عبداللطيف مارديني مسئول دار المحبة للنشر بسوريا الشقيقة والذي قال: كان هناك إرباك في مواعيد افتتاح المعرض الذي تم تأجيله وتم إبلاغ كافة دور النشر بذلك؛ لأن الوقت غير مناسب بعد شهر رمضان المبارك والعيد وما إلى ذلك غير أن قبل الافتتاح بأسبوعين فقط تم إبلاغنا أن المعرض قائم وسيتم افتتاحه في الموعد المحدد من قبل وهو هذا التوقيت الأمر الذي سبب لنا الكثير من الإرباك، أيضاً المساحات المحددة لدور النشر العربية المعروفة كانت ضيقة، أما دور النشر التي تروج للفكر السلفي فكانت في صدارة واجهات المعرض ، كذلك أسعار الإيجارات مرتفعة حيث كانت العام الماضي ستين دولارا للمتر الواحد والعام الجاري سبعين دولارا كل ذلك أدى إلى ارتفاع سعر الكتاب؛ لأن الحجز والشحن سريع وإيجار المعرض مرتفع ، أيضا التغطية الإعلامية غائبة وليست كالأعوام السابقة أضف إلى ذلك العديد من السلبيات التي قد تجعلنا نعتذر عن المشاركة في المعارض القادمة. التنظيم جيد كل ذلك طرحناه على مدير المعرض منير الدبعي والذي أكد من جانبه بأنه لا يوجد أي إرباكات في التنظيم وأن المعرض في دورته الحالية شهد ارتفاعا ملحوظا خاصة مع الأيام الأخيرة للمعرض كما تم عرض العديد من الإصدارات الحديثة والعناوين الجديدة دون الإفصاح عن إجمالي قيمة المبيعات أو كم عدد الزوار خلال فترة المعرض.