تنظم وزارة الثقافة غداً السبت فعالية تأبينية للراحل الفنان الكبير محمد حمود الحارثي في ذكرى اربعينيته يتحدث فيها عن مشواره الفني والوطني وإبداعاته الفنية الرائعة أصدقائه من الفنانيين والشعراء والنقاد ومحبيه . كما ستكون لوزارة الثقافة كلمة عبر الدكتور/محمد أبو بكر المفلحي- وزير الثقافة وسيتم في ذكرى الاربعينية تقديم عدداً من أغاني الفنان الراحل يقدمها نجل الفنان عبد الباسط الحارثي بالاضافة الى الفنانيين صدام الحاج و يحيى رسام و حسين محب. وسيحضر الفعالية التأبينية التي ستقام بالمركز الثقافي بصنعاء صباح السبت عدد كبير من المسئولين والفنانين وأسرة الفنان الراحل وأصدقائه ومحبيه. هذا وقد اعتبر فخامة الأخ رئيس الجمهورية على عبدا لله صالح رحيل الفنان خسارة للثقافة في اليمن كونه كان علما فنيا من الأعلام والمبدعين الذين أعطوا للوطن بلا منٍ وأسهموا في مسيرته الناهضة بكل أخلاص . هذا وقد غيَّب الموت في الخامس من يوليو الماضي الفنان الكبير محمد حمود ألحارثي عن عمر ناهز الثانية و السبعين عاما امضى معظمها في خدمة الوطن في مجال الفن و الأغنية الصنعانية ، التي مثل الحارثي أحد أهم اصواتها التي اثرتها وعززت من خصوصيتها و منحتها اضافات نوعية و بخاصة على صعيد ما عُرف باللون الغنائي الكوكباني الذي يعود الفضل لهذا الفنان الكبير في بلورته تحت مظلة مدرسة الغناء الصنعاني . وُلد الفنان محمد حمود الحارثي في عام 1355 ه / 1935 م في مدينة (كوكبان) في محافظة المحويت، و فيها نشأ في حجر عمه ( علي يحيى) لأنّ أباه كان مسافرًا في بلاد الحبشة، فالتحق ببعض الكتاتيب، ثم انتقل إلى المدرسة العلمية في مدينة (كوكبان)، فدرس فيها علوم الفقه و اللغة العربية، و من مشائخه: العلامة (يحيى حسين علي شرف الدين)، و (محمد قاسم الشامي) ، و قد اشتهر في هذه المدرسة بجمال صوته، وجودة ترتيله للقرآن الكريم. عمل بعد تخرّجه في زراعة الأرض، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء عام 1377ه/ 1957م، فتعيّن عضوًا في الفرقة الموسيقية التي تشكّلت بعد قيام الثورة الجمهورية عام 1382ه/ 1962م بأسابيع قليلة، ثم عمل أمينًا للمكتبة الفنية في إذاعة صنعاء، ثم أحيل إلى التقاعد. بدأ الغناء، وهو في العاشرة من عمره، فكان يغني لزملائه في الكتاب ، ولما عمل بالزراعة تأثّر كثيرًا بالأهازيج الشعبية التي تنشد في المواسم الزراعية المختلفة، وكانت تصل إليه سرًّا بعض إسطوانات غنائية بأصوات عدد من مطربي ذلك العصر في عدن مثل: (أحمد عبيد قعطبي)،و(علي باشراحيل)، و(إبراهيم الماس)، ولمّا انتقل إلى مدينة صنعاء تعرّف في مجالسها على عدد من الفنانين أمثال (علي بن علي الآنسي)، و(أحمد السنيدار)، فبدأ يمارس الغناء في هذه المجالس، بعد قيام الثورة الجمهورية سجّل الفنان الحارثي لإذاعة صنعاء عددًا من الأناشيد الثورية مثل: (سحقنا الطغاة)، و(الجمهورية فيها الحرية)، و(يا سبتمبر يا مرج التاريخ الأخضر)، كما سجّل أولى أغانيه العاطفية، وهي أغنية (حُميّمةْ)، وفي عام 1390ه/ 1970م ذاعت شهرته بعد أن أنشد (هذه أرضي وهذا وطني)، ثم توالت بعد ذلك إصداراته الغنائية. اشتهر إلى جانب أناشيده الثورية، وأغانيه الزراعية والعاطفية بأدائه للونين التراثيين: (الكوكباني)، و(الصنعاني)، وتعامل مع كثير من شركات الإسطوانات في صنعاءوعدن، وسجل عددًا كبيرًا من أشرطة الكاست، ومن أشهر أغانيه: (ردَّ السلام)، و(يا فرحتي للرعية)، و (ما أجمل الصبح)، و(الشوق أعياني)، و(عليك سمّوني وسمسموني)، و(جلَّ من نفّس الصباح)، و(خلّي جفاني بلا سبب). ومن الشعراء الذين كتبوا له نصوصه الغنائية: (عبدالله عبدالوهّاب نعمان الفضول)، و(عثمان أبوماهر)، و(مطهّر الإرياني)، و(محمد الذهباني)، و(أحمد العمّاري)، و(عبدالله هاشم الكبسي). شارك في المهرجانات، والأسابيع الثقافية اليمنية في عدد من البلدان العربية والأجنبية، مثل: ليبيا، وتونس، والمغرب، والسعودية، ودول الخليج العربي، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ومنح عام 1425ه/ 2004م درع صنعاء عاصمة الثقافة، وهو عضو في لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية في الفنون. متزوّج وأب لأربعة أبناء، وبنتين، وله ثلاثون حفيدًا، وقد اشتهر من أبنائه عازف الكمان (عبدالباسط الحارثي).