مع حلول عيد الأضحى المبارك شهدت أسعار الأغنام ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة زيادة الطلب عليها من قبل المواطنين لشراء الأضاحي وأمام هذه الأسعار المرتفعة وفي ظل محدودية دخل غالبية المواطنين وارتفاع فاتورة المتطلبات العيدية الأخرى تحولت الأضحية إلى كابوس مقلق للكثير من الأسر نظراً لعجزها عن شرائها؛ مما دفع الكثير منهم إلى اللجوء للشراء بالتقسيط وبمبالغ تزيد عن القيمة السارية في السوق، ولكن الحاجة أجبرتهم على القبول بالزيادة. «الجمهورية» استطلعت آراء بعض الموظفين والمواطنين حول هذا الموضوع وفيما يلي الحصيلة: الأخ يحيى ناجي الكلبي “موظف” تحدث قائلاً: الأضحية سنة يؤجر المسلم على أدائها، وبالنسبة للموظف صاحب الدخل المحدود، فإن مسألة توفير متطلبات العيد من ملابس للأولاد ومواد غذائية يشكل عبئاً ثقيلاً عليه فكيف إذا أضفنا شراء الأضحية؟! فإن المؤكد أن المعاناة ستزداد وهو ما يضطره إلى الاقتراض من الآخرين لتغطية هذه المصروفات وهناك من يلجأ إلى بيع حلي النساء من أجل ذلك الغرض؛ لكي تقضي الأسرة أيام العيد في أجواء فرائحية مثلهم مثل بقية الجيران، وأنا من وجهة نظري أن إرهاق بعض أرباب الأسرة لأنفسهم من أجل الحصول على أضحية العيد بتكليف أنفسهم مالا يطيقونه أو يملكونه تصرف غير مبرر؛ لأن الشرع جعل الأضحية منوطة بالاستطاعة، ومن لايمتلك القدرة على شراء الأضحية فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد ضحى بالنيابة عنهم.. الخطأ تحميل هذه المسألة أكثر مما تحتمل وخصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية القائمة. أسعار مرتفعة جداً محمد محمد عذبة “ مدرس” تحدث قائلاً: الأضحية أصبحت كابوساً مرعباً للموظفين،وغير الموظفين وذلك نظراً للارتفاع الجنوني في أسعار المواشي فمن الصعب على موظف يتقاضى مرتبا شهريا بمعدل 50 ألف ريال ويعول أسرة أن يحصل على أضحية؛ وذلك لأن متطلبات المعيشة صعبة، وخصوصاً إذا كان هذا الموظف يسكن في بيت للإيجار وإذا كان هذا حال الذي مرتبه 50 ألف فكيف بمن مرتباتهم أقل من ذلك بكثير!؟ وكيف بمن يعتمدون على أنفسهم ولايمتلكون مرتبات!؟ وبصراحة المطلوب تفعيل الرقابة على أسعار المواشي ووضع حد لجشع التجار الذين يستغلون العيد برفع أسعار المواشي بصورة مجحفة واتخاذ خطوات فاعلة في جانب تشجيع تربية الحيوانات ومنع ذبح الإناث منها؛ لضمان إنتاجية كبيرة، تلبي حاجة الاستهلاك المحلي ؛ وذلك سيسهم إلى حد كبير في خلق حالة من الاستقرار في أسعار المواشي، والتي ستكون شبه مقبولة ومعقولة لدى غالبية المواطنين بخلاف ماهو عليه اليوم من أسعار مرتفعة جداً جعلت الأضحية غاية صعبة المنال على الموظفين والأسر الفقيرة. التكافل الاجتماعي محمد علي البري قال: أضحية العيد هذه الأيام من الصعوبات التي بات الكثير من المواطنين يعانونها؛ لعدم وجود سيولة مادية تساعدهم على ذلك، فالمصروفات الخاصة بالموظف صاحب الدخل المحدود دائماً ما تكون مرتفعة والمرتبات لا تكفي لسد الجزء البسيط من هذه المصروفات. وتزداد معاناة الموظفين عندما يتزامن مصروف العيد مع شراء الأضحية وهو ما يعجز عنه الموظفون فيضطر البعض إلى اللجوء للشراء بنظام التقسيط أو البحث عن مصدر للسلف حتى يفرجها الله وأعتقد أن مسألة الأضحية سيتم معالجة تداعياتها من خلال إقرار زيادة المرتبات والأجور؛ لأن ذاك سيساعد الموظف على مواجهة متطلبات المعيشة المرتفعة. وهنا لابد من بث روح التكافل في أوساط المجتمع ليتعاون الجميع وخصوصاً خلال الأعياد والمناسبات. محدودية الدخل محمد محمد العنقزي: أضحية العيد مشكلة لدى غالبية المواطنين؛ لأنها فوق مستوى طاقاتهم وإمكانياتهم المادية ففي ظل ارتفاع الأسعار وزيادة المسئوليات المنوطة بأرباب الأسر أصبح من الصعب جداً الحصول على أضحية العيد للموظف صاحب الدخل المحدود، وهو حال بقية الفقراء والمساكين والمعدمين، ممن لا يمتلكون مرتبات. وما زاد الطين بلة أن أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل كبير جداً مما جعل معاناة المواطنين تزداد سوءاً ومأساوية، ولولا فتح الباب أمام استيراد الماعز والأغنام والأبقار من دول القرن الأفريقي لكان الحال أكثر سوءاً مما هو عليه اليوم، ولعل تحول الأضحية إلى مشكلة لغالبية الناس يعود إلى محدودية الإمكانيات فيما الميسورون لا يشعرون بهذه المعاناة؛ لأن مسألة شراء أضحية تعتبر هينة وبسيطة من وجهة نظرهم. مهمة شاقة ومرهقة سليم علي محسن: فعلاً شراء الأضحية لم تعد مهمة بسيطة ومقدورا عليها هذه الأيام؛ جراء ارتفاع الأسعار، وقلة الدخل، وكثرة الأعباء الملقاة على عاتق رب الأسرة المطالب بتوفير المواد الغذائية والاستهلاكية وشراء الملابس والأدوية وغير ذلك من نفقات ومتطلبات الأسرة المعيشية، وخصوصاً الأسر ذات الكثافة السكانية المرتفعة فمن أين يتم تغطية كل هذه المتطلبات!؟ أضف إلى ذلك شراء الأضحية فأنا معك بأنها صارت بمثابة الكابوس؛ لأن رب الأسرة مطالب بتوفيرها مهما كانت الظروف وهو ما يجعل الأعباء تتزايد عليه، ويجد نفسه في موقف محرج جداً وهناك أسر تتسبب أضحية العيد في إعلان حالة الطوارىء داخلها من أجل البحث عن مصدر لشرائها لتمر مناسبة العيد بسلام دونما منغصات، ولولا عناية الله أولاً ومن ثم نظام بيع المواشي بالتقسيط واستيراد الماعز من أفريقيا لتغطية الطلب المتزايد عليها في السوق المحلية، أعتقد أن أسعار المواشي كان سيصل إلى مستويات قياسية تجعل من الصعوبة مواجهتها.