يعتبرها مسئولو التلفريون البحريني بمثابة “ورقة الجوكر” التي يمكن الرهان عليها في كل الأماكن والمهام الوظيفية المسندة اليها بدليل تواجدها الآن لتغطية بطولة خليجي 20 رغم انها مذيعة اخبارية.. سمية حسين المير 28 سنة – مذيعة التلفزيون البحريني منذ 10 سنوات و مراسلة قناة دبي الرياضية – والمتخصصة في نقل البرامج المحلية.تتحدث ل«ملحق الجمهورية الرياضي» في هذا اللقاء عن بطولة خليجي 20 وتفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية والعملية. تقول سمية : هذه أول تغطية لي خارج بلادي – تغطية يومية مكثفة في المجال الرياضي. تخصصت في دراستي بمجال نظم المعلومات الإدارية و لكنني قبل الإلتحاق بالدراسة الجامعية أحببت عمل المذيعات و كانت لدي هواية بأن أصبح مذيعة لذلك انتصرت الهواية على التخصص العلمي و الدراسة الأكاديمية. وتضيف : أحيانًا أقول لنفسي ما دام أنني اشتغلت مذيعة و تعبت و درست نظم المعلومات الإدارية و هو مجال صعب يتعلق بتقنية المعلومات و إدارة الشبكات كما تعرف و بعيد أيضًا عن مجال العمل كمذيعة، فكنت أحتاج إلى طاقة كبيرة و جهد مضاعف لكي أكمل دراستي الجامعية على العكس تمامًا لو تخصصت في الإعلام سيكون أسهل و أقل تعبًا بالنسبة لي. في الثانوية العامة كنت من المتفوقين و حصلت على منحة وزارية في جامعة البحرين بمباركة من أهلي، و خلال دراستي الجامعية و تحديدًا في السنة الأولى حصلت على وظيفة في تلفزيون البحرين و فكرت حينها بتغيير تخصصي إلى كلية الإعلام لكن رئاسة الجامعة لم توافق لذلك استكثرت أن أخسر سنتين من الدراسة. الاعلامية الوحيدة في العائلة عن حياتها ودراستها تقول سمية : أنا الأصغر بين 4 أخوة و أختين و مختلفة تمامًا عنهم، كلهم في تخصصات مختلفة طب، إدارة أعمال، و غيرهما ... أنا الوحيدة في العائلة التي لها ميول إعلامي. واجهت معارضة من أهلي حينما حصلت على الوظيفة في التلفزيون البحريني، رغبتهم كانت في أن أحصل على وظيفة في بنك أو في مشروع خاص لكنني وقفت ضد رغبتهم و أصررت بأن أصبح مذيعة و الحمد لله الآن هم راضيون عني. منذ صغري كان طموحي أن أصبح مذيعة حيث كنت رئيسة الإذاعة المدرسية منذ الابتدائية و كنت أصغر مذيعة في عمر ال 17 أو ال 18 سنة. أسرتي تدفع ثمن شغلي، أنا متزوجة و عندي طفلان (مريم سنتان و سعيد سنتان) ولو كنت أعمل في وظيفة حكومية أخرى كنت سأعطي أسرتي وقتاً أكبر. هناك صعوبات كثيرة ، ربما يكون التطور أحد هذه الصعوبات فالتطور يمثل صعوبة في المجال الإعلامي، كذلك صعوبة الإرتقاء و الترقيات إلى مناصب عليا عكس بقية المؤسسات الحكومية الأخرى التي تكتسب بمرور السنوات و هي شبه مضمونة للموظفين. أيضًا عدم التخصص في برامج معينة يكون مرهقاً بالنسبة لي أنا أعد تقارير رياضية و إقتصادية و ثقافية... إلخ .. إلى جانب تقديم برامج مباشرة و مناسباتية أيضًا بالإضافة إلى عملي الرئيسي كمذيعة أخبار. أحبذ العفوية والتلقائية تنتقد سمية تقليد المذيعين لآخرين، وتقول : لست مع تقمص شخصية الآخرين أو التقليد الأعمى فهذا الشيء بات مكشوفًا لدى المشاهدين و غير محبذ و يقلل من قدر المذيع مهما يكون. أنا أحبذ العفوية و التلقائية و الإستقلالية في الشخصية. تضيف : أي عمل إعلامي لن يصل إلى النجاح الإعلامي ما لم يكن لديه كاريزما معينة أو شخصية تؤهله لذلك و مهما حاول المذيع أن يغير هذه الشخصية سيتعب و يعود إلى الشخصية الرئيسية.لم أتأثر بأحد من المذيعين ... والدتي منعتني من السفر لليمن خبر سفر سمية لليمن طريف وفيه نوع من تحدي الإعلامي في اقتحام الميادين الوعرة . تقول سميه : كنت أجري اللقاءات مع المسئولين في إتحاد الكرة البحريني و أعد التقارير التلفزيونية لقناة دبي الرياضية، كنا نتحدث عن الهواجس الأمنية و كيف سيذهب المنتخب إلى اليمن بناء على تقارير وسائل الإعلام و ما ينشر في الصحف. وتضيف : تفاجأت باختياري لمهمة تغطية خليجي 20 من قبل التلفزيون البحريني قبل يوم واحد فقط من قدومي إلى اليمن. وافقت على المجيء إلى اليمن خدمة لبلادي و منتخب البحرين و لو كانت خدمة بلادي تتطلب تواجدي في المريخ لن أتردد لحظة واحدة إطلاقًا، و مع هذا كنت متأكدة أن الشعب اليمني سيحافظ على ضيوفه و لن يقبل بأي حادثة بسيطة تؤثر على سمعة اليمن و تسيء إلى الاستضافة لهذا العرس الخليجي الذي ننتظره بشوق كل عامين. وجدت سمية معارضه شديدة من شقيقتها الكبرى حول سفرها إلى اليمن .. تقول : في ذات الليلة التي قررت فيها السفر كانت هي قد شاهدت تقريرًا من قناة الجزيرة و أخبرتني فيما كنت أجهز حقيبتي استعدادًا للرحيل عن ضرورة البقاء و محاولة الضغط علي لإثنائي عن هذا القرار و قالت لي بالحرف الواحد “ أنتي عندك طفلين وأشلون تروحين مكان خطر و بلد حرب كل يوم ناس يموتون و أشلون تقبلين تروحين “ تواصل سمية حديثها : لم أرضخ لرغبتها ولن أرضخ حتى لو كان الوضع الأمني سيئًا سأكون في خدمة بلدي و لمنتخبه حتى في أحلك الظروف لتغطية الصورة الحقيقية و لنقل الصورة كاملة و بوضوح. و لن أستطيع القول إنه يشرفني أن أنقل للجميع سواء بحريني أو عربي حقيقة الصورة في اليمن التي يحاول البعض تشويهها لكي يعرفوا أنها مجرد فقاعات إعلامية و مبالغات، فالوضع الأمني مستتب. لم تقتصر اساليب منع سمية لليمن من شقيقتها , والدتها كانت أشد خوفاً عليها .. تقول :والدتي قبل موعد سفري حاولت منعي من السفر بحجة أن اليمن ساحة حرب و المخاطر كبيرة بأنها ستضطر لأن تحاسبني في المنزل من خلال إقفال بابه لكن أمام إصراري الكبير المضي فيما عزمت عليه إضطرت هي للرضوخ مجبرة. في عدن تبددت المخاوف منذ اللحظة الأولى لدى وصولنا إلى عدن تبددت المخاوف و اتصلت بوالدتي في اليوم التالي و قلت لها “ شفتي أنا ما فيني شيء و كل الأمور تمام “هكذا تحكي سمية .. فردت علي “ إيه ما في شيء اليوم مختطفين الباص العماني “ – في إشارة إلى الخبر الكاذب الذي سربته صحيفة القبس الكويتية – فضحكت. اللهجة اليمنية صعبة شوي ... أشعر بأن مهمتي صارت مهمتين عندما جئت إلى مدينة عدن كانت مهمتي الرئيسية أن انقل مباريات و تقارير عن منتخبنا الوطني و الآن أجد نفسي أمام مهمة حملت على عاتقي بعد أن رأيت طيبة اليمنيين و حفاوتهم في استقبالنا حتى على مستوى الناس البسطاء و هي نقل الصورة الحقيقية عن اليمن و محافظة عدن تحديدًا أعتبر الآن أنا من واجبي نقل جمال هذه المحافظة و جمال الناس و جمالية المجتمع و عاداته و تقاليده و أطمح بأن أقوم بعمل تقارير مصورة عن العقيق و العسل اليمني و عن المزارات التراثية و التاريخية في اليمن حتى جلسات القات و كثير من الأمور التي بإمكانها أن تجذب السياح الذين أتوقع أن يجدوا ضالتهم في اليمن متى ما تبددت مخاوفهم و شعروا بالطمأنينة و الأمان، ستكون عدن مقصداً سياحياً هاماً في المنطقة العربية. تمنّيت أن “ أخزن “ تمنيت أن “ أخزن “ أتناول القات راودتني هذه الفكرة حينما ذهبت إلى مجمع عدن التجاري لعمل تقرير مصور حي من هناك بهدف طمأنة المشاهدين بأن الأمن و الأمان لا يقتصر على أماكن إقامة البطولة فقط.. أريد أن أخوض تجربة القات لمعرفة الشعور الذي ينتاب المخزنين من جراء تناولهم لهذه الشجرة. مواقف محرجة المواقف المحرجة هي نكهة شغلنا الأكيد أن هذه المواقف تخفف علينا عبء و ضغوط العمل. تقول سمية : أتذكر في مرة كنت أقدم برنامجاً صباحياً مباشراً و كان معي ضيف و في أثناء حديثه أصيب بالإغماء و سقط على الأرض فأنصدمت لكني حاولت تمالك نفسي وعدم إشعار المشاهدين بذلك و حينها قلت “ أعزائي المشاهدين نبقى مع هذا الفاصل و نعود “ و لكن الصدمة الأخرى أن المخرج لم يكن حاضر ذهنيًا أو ربما مشغول بأمور أخرى غير البرنامج فلم ينتبه فكررت العبارة عدة مرات دون فائدة و كانت الكاميرا لا تزال تبث الصورة من الأستديو، لم أكن حينها قادرة على تقديم فقرة أخرى و لأن المخرج قطع البث و انتقل إلى فقرة أخرى إعلانية حتى يتم إسعاف الضيف و بعد 5 دقائق تقريبًا انتبه المخرج فقطع الإرسال و أنتقل إلى فقرة إعلانية فكان موقف صعب.