فرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمديرية المخا أحد أهم المنشآت الخدمية والتنموية استطاع خلال الفترة الزمنية أن يحدث نقلة نوعية في تحسين خدمات المياه والصرف الصحي للمواطنين.. حول هذا الجانب التقينا بالمهندس عبدالباقي عبدالجبار مدير فرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمخا والذي تحدث إلينا قائلاً: في البداية لا بد أن نضع في الاعتبار أن مدينة المخا من المديريات الكبيرة المترامية الأطراف والمتباينة المساحة، وتمتاز بعدة خصائص، ولا شك أن فرع مؤسسة المياه والصرف الصحي يقع على عاتقه تنفيذ العديد من الأعمال والمهام والعديد منها ما هو جار العمل فيه بوتيرة عالية إلى جانب متابعة ومعالجة مجمل الأعمال، والإشكالات التي تواجه سير أعمال التنفيذ. وليس خافياً على أحد ما تحقق من إنجازات عملاقة على أرض الواقع المعاش خلال الفترة الماضية بفضل دعم واهتمام القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، والذي يولي جل اهتمامه لدعم وتحسين وضع مشاريع المياه، والتي ستجلب فوائد كبيرة كفيلة بتعزيز جوانب التنمية. وهنا نستطيع القول إننا في مؤسسة المياه استطعنا تنفيذ العديد من الأعمال والمهام في تحسين خدمات المياه والصرف الصحي، واستكمال شبكة المياه، وإيصالها لكافة المنازل بالمدينة، وتنفيذ سلسلة من المشاريع الحيوية في المديرية معززاً التوجيهات الرامية لتهيئة واستكمال البني التحتية. شبكة المياه أما بالنسبة لمشاريع المياه التي تم تنفيذها خلال الأعوام الماضية وبلغت تكلفتها “151.772.335”مليون ريال وتمثلت هذه المشاريع في تحسين مصادر المياه، وتجديد الأصول المتهالكة بما يكفل رفع كفاءة الأداء، وتخفيف الفاقد من منسوب المياه بهدف زيادة عدد المنتفعين من خدمات المشروع.. أيضاً إنشاء شبكة المياه بكافة مكوناتها لتوفير خدمة المياه النقية لسكان مدينة المخا بحيث يخدم المشروع “13500” نسمة. ويتكون المشروع من مبان لمحطات الضخ و”3”آبار بكامل المعدات الكهروميكانيكية وبقدرة إنتاجية تصل إلى “87”مترا مكعبا في الساعة الواحدة، بالإضافة إلى شبكة رئيسية ناقلة للمياه من نوع دكتيل بأقطار مختلفة وخزانات مياه خرسانية سعة “200”متر مكعب بارتفاع “28”مترا، وشبكة توزيع داخلية بطول “ 32.000”متر نوع دكتيل. وتوجد محطة كلور مزودة بأحدث الأجهزة، و تقوم بضخ الكلور آلياً إلى خزان المياه وتعقيم الشبكة بصورة منظمة، كما تم تنفيذ جزء من إعادة تأهيل شبكة المياه بتكلفة إجمالية بلغت “29” مليون ريال. هل المديرية مغطاة بشبكة المياه؟ تم تغطية احتياجات السكان في مدينة المخا، وربط كافة المنازل بمشروع المياه لكن تبقى بعض المناطق البعيدة حيث تجرى حالياً إعداد الخطط لاستكمال ربط كافة المناطق والعزل التي لم تصل إليها خدمات المياه، وبالنسبة للمناطق المجاورة كمنطقة يختل والخضراء، وبعض العزل والقرى هناك مشاريع مياه قائمة يمولها المجلس المحلي بالمديرية، وتشرف على تنفيذها المؤسسة تمهيداً لضم هذه المشاريع للمؤسسة. وماذا عن مشروع المياه المتوقفة؟ هناك بعض المشاريع متوقفة في منطقة الثوباني والغرافي بسبب نضوب المياه في تلك المناطق، وسيتم وضع عمل الحلول اللازمة لها بالتعاون مع المجلس المحلي بالمديرية، أيضاً هناك مشكلة في نسبة الملوحة في بعض آبار المياه. ونحن الآن بصدد عمل الحلول والبدائل للتغلب عليها حيث تسعى المؤسسة حالياً لحفر بئرين ارتوازيتين بصورة إسعافية؛ نظراً لارتفاع نسبة الملوحة في الحقل المائي الحالي، وسيتم تنفيذها في الأيام القادمة ضمن الخطة الاستثنائية بتكلفة قدرها “50” مليون ريال، كما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من إعادة تأهيل الشبكة بتكلفة “60”مليون ريال “وفي مجال الصرف الصحي”كشف عبدالباقي عن وجود مشروع استراتيجي لتنفيذ شبكة الصرف الصحي لمدينة المخا بتكلفة تزيد عن “مليار ومائتي مليون” بتمويل ألماني، والذي أصبح من الضروريات لأسباب عديدة، أهمها الوضع البيئي داخل المدينة، وما يشكله من خطورة على صحة المواطنين، خاصة بعد تنفيذ مشروع المياه، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية، والتوسع العمراني الذي تشهده المخا. والمنطقة بحاجة للمزيد من التوسع في شبكة المياه؛ نظراً للطلب المتزايد عليها نتيجة التوسع العمراني التي تشهدها المنطقة أضف إلى ارتفاع درجة الحرارة، ونحن الآن بصدد البدء بحفر آبار استكشافية في نطاق الحرم المائي وفق قرار مجلس الوزراء في سبتمبر 2001م القاضي بتحديد الحقل المائي الجديد، وسيتم ضخ المياه منه لتزويد مدينة المخا بالمياه الصالحة للشرب. وعن المشاريع المتعثرة قال: هناك بعض المشاريع متعثرة، منها عدم استكمال بناء، وتشييد مبان تابعة للمؤسسة “هناجر وسور لحماية الخزان مظلة وغرفة فحص المعدات والحراسة، والتي لم يتم إنجاز المشروع بشكله الكلي لأسباب تعود للمقاول وغير معروفة لدينا، أيضاً عدم اعتماد أي مشاريع جديدة لفرع المؤسسة، ونحن على تواصل مستمر مع قيادة المؤسسة بالمحافظة لمعالجة الموضوع. ومن أبرز المشاكل التي تعيق سير أعمالنا الحفر العشوائي للآبار، والذي يتكرر بشكل دائم في نطاق الحقل المائي، وخارجه أضف إلى انتشار زراعة البصل والحبحب؛ الأمر الذي يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية، وخاصة أن المنطقة تتغذى عبر هذه المياه الجوفية، وهذا يؤدي إلى تملح الأرض، وعدم صلاحيتها للزراعة. أيضاً لدينا مشكلة المديونية، وعدم تحصيل إيرادات فرع المؤسسة من بعض المكاتب التي تمتنع عن التسديد كمكتب الأوقاف، والذي وصلت مديونية المساجد فيه نحو “6”ملايين ريال حتى اللحظة. هل يوجد تنسيق بين المكاتب التنفيذية؟ وما مدى تعاون السلطة المحلية بالمديرية؟ حققنا تعاونا وتناغما مع قيادة السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالأخ أحمد قائد صلاح، ولا توجد أي صعوبات. والتواصل مستمر، وجيد في جميع الأعمال عدا بعض الإشكاليات مع بعض المكاتب كالأشغال. وأبدى انزعاجه، وعدم رضاه لعدم التنسيق أثناء تقييد مشاريع الطرق والمباني، الأمر الذي يؤدي لتخريب المياه؛ نتيجة لعدم التنسيق المسبق. مشروع التحلية ماذا عن مشروع تحلية مياه البحر؟ وبالنسبة لمشروع تحلية مياه البحر لتغذية محافظتي تعزوإب بالمياه فالمشروع قائم، وسيتم تفقده بمواصفات عالمية، وبحسب الخطة المرسومة له من قبل الجهات ذات العلاقة، والمكلفة بالتنفيذ.. حيث تم إعادة إعداد الدراسة له، بعد إضافة محافظة إب، ويعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية العملاقة التي حظيت بها محافظة تعز؛ وذلك لما يكتسبه من أهمية كبيرة في تلبية احتياجات المحافظة والمحافظات المجاورة من المياه. ويحظى هذا المشروع باهتمام، ومتابعة مستمرة من قبل قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ حمود خالد الصوفي، وستقوم بتنفيذه مجموعة هائل سعيد أنعم. ولنا رأي وختاماً لا خيار أمام الزائر لمدينة المخا سوى الأسى لمعالمها التاريخية والأثرية التي أوشكت على الاندثار؛ نتيجة لعدم الاهتمام بها، فهذه المدينة تمتلك إرثا تاريخيا وأثريا، فضلاً عن طبيعتها الساحرة، والخلابة الغنية بالأماكن السياحية، والتي تحتاج إلى لفتة كريمة من الجهات المختصة، وبالرغم من أهميتها الاستراتيجية، والسياحية، إلا أنها مع الأسف الشديد لم تستغل بعد، ولا يوجد مشاريع سياحية سوى فندق وحيد، لا يلبي احتياجات الكم الهائل من السياح، وزائري المنطقة.