توالت اليوم السبت ردود الفعل العربية المنددة بالتفجير الارهابي الذي استهدف منتصف الليلة الماضية كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية المصرية والذي اسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى. وازاء ذلك دان مجلس التعاون لدو الخليج العربية بشدة التفجير الأرهابي الذي وقع الليلة الماضية في مدينة الاسكندرية المصرية، واصفا اياه ب" العملية الارهابية الجبانة التي عرضت حياة وسلامة الأبرياء للخطر وروعت الآمنين". وجدد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للمجلس في بيان له تأكيد موقف دول المجلس الثابت من الارهاب ونبذه بمختلف أشكاله وصوره وأيا كان مصدره، داعيا "الى تضافر الجهود الاقليمية والدولية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة". واعرب المصدر عن خالص تعازي دول مجلس التعاون الخليجي لجمهورية مصر حكومة وشعبا ولأسر الضحايا, ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين. كما دان أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، الهجوم ، معربا عن تعازيه الحارة لمصر قيادة وحكومة وشعبا ولأهالي الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. وعبر أوغلي في بيان له اليوم عن أسفه الشديد لتزامن هذا الإعتداء الأثيم مع دخول السنة الميلادية الجديدة.. داعيا الشعب المصري الى الإلتفاف حول وحدتهم ومصالحهم العليا التي أكد أنها لن تتأتى إلا من خلال الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب الذي لا يميز بين عرق أو طائفة أو دين. وأعرب امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي عن دعمه للجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية من أجل درء الخطر، والتصدي للإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ومهما كان مصدره. وكان التفجير وقع بعد منتصف الليلة الماضية أمام كنيسة في الاسكندرية ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص واصابة 24 بينهم ثمانية مسلمين وضابطي شرطة وثلاثة من افراد الامن، فضلا عن الحاقه اضرار مادية بمبنى الكنيسة, و مسجد في الجهة المقابلة. الى ذلك دان أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، التفيجر الذي وقع أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر في الإسكندرية، مطالبا بضرورة تمسك الشعب المصري بوحدته الوطنية والوقوف بحزم أمام تلك الأعمال التخريبية. ودعا موسى فى بيان صحفى له إلى تضافر جهود الجميع، أقباطاٍ ومسلمين، في مواجهة المخاطر التي تستهدف النيل من أمن مصر واستقرارها مشيراً إلى أن هذا هو الطريق لمواجهة تلك المحاولات الآثمة وإفشالها. وتوجه الأمين العام بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا والمصابين سائلاً المولى عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ مصر من كل سوء. دولة الامارات العربية المتحدة هي الاخر دانت على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، التفجير الذي اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الابريا . ونسبت وكالة أنباء الامارات (وام) التي أوردت النبأ إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قوله في تصريح خاص: " ان دولة الامارات العربية المتحدة تستنكر بشدة هذا العمل الاجرامي المقيت الذي أودى بحياة العشرات وأصاب الكثيرين من الابرياء من أبناء الشعب المصري " وأعرب الوزير الإماراتي عن تضامن دولة الامارات العربية المتحدة مع جمهورية مصر العربية ووقوفها الى جانبها في مواجهة هذه المأساة .. وتمنى لكل الجرحى الشفاء العاجل . واكد وزير الخارجية الاماراتي رفض بلاده للإرهاب بكل أشكاله وصوره، ولاستهداف دور العبادة ... مشيرا الى الرصيد الذي تختزنه مصر من التسامح الديني الذي ترسخ على أرضها عبر آلاف السنين بين أتباع الديانات السماوية . ودعا الوزير الاماراتي الشعب المصري الى النأي عن محاولات دس الفتن وزرع الفرقة التي يسعى البعض لبثها بينهم والالتفاف حول وحدتهم ومصالحهم العليا التي لن تتأتى إلا من خلال الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب الذي لا يميز بين عرق أو طائفة أو دين. وشدد وزير الخارجية الاماراتي على ان هذه الاعمال الاجرامية تؤكد الحاجة الملحة الى أن تقف كل دول العالم في وجه الارهاب ومكافحته مهما كان مصدره ودوافعه . في غضون ذلك دانت المملكة العربية السعودية اليوم حادث التفجير الإرهابي الذيوقع أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر في الإسكندرية بمصر. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية :" أن المملكة العربية السعودية تابعت باستهجان شديد حادث التفجير الإرهابي الذي شهدته مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية ونجم عنه وفاة العديد من الضحايا الأبرياء وعدد من المصابين ". وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأنباء السعودية :" إن المملكة إذ تدين بشدة هذا العمل الإجرامي الذي لا يقره ديننا الإسلامي الحنيف ولا تقره الأعراف والأخلاق الدولية فإنها تعبر عن تعازيها الحارة للرئيس المصري حسني مبارك ولأسر الضحايا ولحكومة وشعب مصر وأمنياتها الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل. بدوره أعرب شيخ الأزهر في القاهرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن بالغ أسفه وألمه للحادث الإجرامي الذي تعرضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية ، ووجه صادق التعازي لأسر الضحايا داعيا الله ان يمن على الجرحي بالشفاء العاجل. وأكد شيخ الازهر في بيان حصلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) على نسخه منه اليوم "انه من موقع العلم الشرعي والمسئوليه الوطنية يؤكد أن هذا العمل الإجرامي عمل آثم محرم شرعاً ، لأن الإسلام أوجب على المسلمين حماية الكنائس كما يحمون المساجد . وقال الشيخ الطيب "ان هذا العمل الإجرامي الأثيم الذي استهدف مواطنين أبرياء يستعدون لأستقبال عام جديد ، لايمكن ان يصدر من مسلم يعرف دينه"، مؤكدا أن الإسلام والمسلمين منه براء . واضاف "ان المستهدفين بهذا العمل ليسوا هم المسيحيين وحدهم بل المستهدفون هم المصريون جميعاً وان الذي يضرب الكنيسة يضرب المسجد"، معربا عن قناعته التامة بأن الذين يقفون وراء هذا العمل الأثيم إنما يريدون ضرب الوحدة الوطنية والتماسك الإجتماعي والأمن القومي في مصر ، تنفيذا لمخططات خبيثة تعمل عى زعزعة الاستقرار والأمن وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة كلها . وأهاب الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب بالمصريين جميعاً ، ان يرتفعوا فوق آلامهم ، وأن يدركوا ان اليد المجرمة التي امتدت بالعدوان ليست يدا مصرية ، وان الآخاء الذي جمعهم على مدى القرون لايمكن ان يؤثر فيه عمل مجرم جبان أرتكبه أعداء الوطن والأمه . في الوقت الذي أكد فيه الرئيس المصري حسني مبارك اليوم ان اعتداء الاسكندرية ليل الجمعة السبت هو "عملية ارهابية تحمل في طياتها تورط اصابع خارجية"، متعهدا في الوقت نفسه بمكافحة الارهاب. وقال مبارك في خطاب نقله التلفزيون الرسمي "ان امن مصر القومي هو مسؤوليتي الاولى .. ولا اسمح لاحد اي كان المساس به او الاستخفاف بارواح ومقدرات شعبنا"، مضيفا "تلقيت تقارير عديدة من اجهزة الدولة .. واقول بكل ثقة اننا سنتعقب المخططين لهذا العمل الارهابي ومرتكبيه وسنلاحق المتورطين في التعامل معهم ممن يندسون بنا". وقدم الرئيس المصري تعازيه "لاسر الضحايا والمصابين اقباطا ومسلمين"، مؤكدا "ان دماء ابنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الارهاب المتربصة بنا". وخاطب الرئيس مبارك من يقفون وراء التفجير بقوله "تخطئون ان ظننتم انكم بمنأى عن عقاب المصريين. اننا جميعا سنقطع راس الافعى وسنتصدى للارهاب ونهزمه"، مشيرا الى ان "هذا العمل الاثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين الاقباط والمسلمين". ووقع الاعتداء حوالى منتصف ليل الجمعة السبت امام كنيسة القديسين في الاسكندرية، كبرى مدن الشمال، بينما كان المصلون بدأوا الخروج منها. ولم تعلن الى حد الان اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي ياتي بعد شهرين من تهديدات وجهها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ضد الاقباط في مصر. لكن وزارة الداخلية المصرية اكدت في بيان لها اليوم ان من المرحج ان يكون "شخص انتحاري" نفذ الاعتداء الذي استهدف الكنيسة والذي اسفر عن سقوط 21 قتيلا بحسب حصيلة جديدة . وأوضح مصدر امني في الوزارة في بيان حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه انه "باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار الذي وقع امام كنيسة القديسين ماري جوفي رجس والانبا بطرس بمحافظة الاسكندرية، تاكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير باحدى السيارات او بالطريق العام". وقال المصدر انه بإستكمال عمليات الفحص لواقعة الإنفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين ماري جرجس والأنبا بطرس بمحافظة الاسكندرية..فقد تأكد عدم وجود نقطة إرتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام .. بما يرجح أن العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعة. وأضاف أن فحوص المعمل الجنائي "أكدت أن العبوة محلية الصنع" ، و أن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن هاتين السيارتين مصدرا للانفجار. واكد المصدر نفسه "أن ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح الى أن عناصر خارجية هي التي قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ"، مشيرا الى انه في هذا الاطار "تعارض ظروف ارتكاب الحادث مع القيم السائدة في المجتمع المصري وفي ظل ارتكابها في مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون على حد سواء بروح من التآخي بمقومات راسخة لوحدة نسيج المجتمع المصري". ولفت المصدر الى اصابة مسلمين في التفجير اضافة الى اصابة احد ضباط الشرطة وثلاثة من الافراد كانوا معينين لتأمين احتفال المسيحيين بالكنيسة، افتا الى أن هذا الاجراء تم اتخاذه لتأمين كافة الكنائس على مستوى البلاد "في ظل التهديدات المتصاعدة من تنظيم القاعدة للعديد من الدول".