يعقد ممثلو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى المانياوايران يوم غد الجمعة في مدينة اسطنبول التركية جولة محادثات جديدة حول ملف طهران النووي، وسط تكهنات من مصادر دبلوماسية غربية بعدم التطرق الى التفاصيل الفنية. ويأتي انعقاد جولة المحادثات هذه التي تستمر يومين بعد مرور شهر واحد على جولة المحادثات التي عقده ممثلو مجموعة ( 5+1) وايران في جنيف مطلع ديسمبر الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن دبلوماسي غربي قوله: "الفائدة الحقيقية الوحيدة التي ستحققها المحادثات ستكون إعادة بناء العلاقة". وقالت مصادر دبلوماسية أخرى إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى..غير أن دبلوماسيين غربيين يقولون إن الاتفاق سيتم بحثه بشكل عام ولن تتطرق المباحثات لأي تفاصيل فنية. ويضيف الدبلوماسيون إن صفقة مبادلة اليورانيوم يجب النظر إليها كخطوة في سلسلة خطوات لبناء الثقة يودون مناقشتها. ومن بين القضايا المطروحة على جدول أعمالهم، تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتزامها بأن تخطر الوكالة في حينه بأية مشروعات نووية جديدة وتسوية النزاع حول مسألة منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول إيران، وقبول نظام تفتيش أكثر صرامة وفق ما يطلق عليه "البروتوكول الإضافي". وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون التي تلعب دور الوسيط لمجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) في هذا الملف ستكون في اسطنبول لحضور الاجتماع . فيما قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي أن بلاده قادرة على صناعة صفائح وقضبان الوقود النووي.مضيفا ان الغرب كان يعتقد أن طهران لا تمتلك هذه التكنولوجيا لتحويل اليورانيوم المخصب بنسبة20 في المائة إلى صفائح الوقود لمفاعل طهران الذي تم إنشاؤه في عام 1970 من قبل الأمريكيين. وأكد صالحي الذي يرأس منظمة الطاقة النووية الإيرانية أن هذه القضبان الخاصة بالمفعلات النووية سيتم إنتاجها في موقع "أصفهان" النووي الواقع في وسط إيران. وأكد ان انتاج الصفائح وقضبان الوقود يؤكد أن إيران تبحث عن إمتلاك تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية فقط. وجاءت تصريحات المسؤول الايراني هذه قبل بدء جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة (5+1) . وفي السياق ذاته قال سفير ايران لدى الاممالمتحدة محمد خزاعي ان بلاده مستعدة للعمل مع الاسرة الدولية حول الملف النووي ولكنها لن تفاوض "والسكين على عنقها". وأضاف خزاعي ان بلاده ليست منزعجة من العقوبات التي فرضت عليها..مؤكدا "لقد اظهرنا اننا نعرف كيف نقاتل ونعرف كيف نتخطى العقوبات ونعرف كيف نتجاوز مشاكلنا". وتابع المسؤول الايراني "لن نقبل اية مطالب تحت الضغط والتهديد..مؤكدا ان بلادهتريد ان يتم الاعتراف بثقلها الاستراتيجي، وان ايران قدمت مقترحات يمكن ان تشكل "خارطة طريق" لتحسين العلاقات. وأشار الى ان محادثات اسطنبول يجب ان تؤدي الى فتح الطريق امام تنسيق مستقبلي". واردف السفير خزاعي "نقول للعالم، نقول للقوى العظمى انه اذا كان نزع الاسلحة مصدر قلق حقيقي واذا كان نشر الاسلحة النووية والارهاب وتهريب المخدرات هي دوافع حقيقية للقلق، فنحن مستعدون للتحدث الى العالم". وكانت ايران قد دعت الاسبوع الماضي دبلوماسيين من عدة دول أعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مواقعها النووية، في بادرة "حسن نية" قبل المفاوضات النووية المقررة في اسطنبول . ووصفت ايران الزيارة بأنها مؤشر على الانفتاح على صعيد أنشطتها النووية قائلة انها ليس لديها ما تخفيه. وتؤكد طهران حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية وترفض التخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي يعتقد الغرب أنه قد يكون بداية لإنتاج سلاح نووي، والذي تشتبه الدول الغربية في سعي طهران لانتاج سلاح نووي. وبعد توقف للمفاوضات دام 14 شهرا، استأنفت طهران ودول مجموعة 5+1 مطلع ديسمبر الماضي في جنيف المحادثات بشأن الملف الايراني النووي .