أكد أدباء ومثقفون أن الثقافة العربية تعيش أزمة راهنة تعطل دورها في تعزيز التلاحم العربي والحفاظ على الهوية العربية في ظل تحديات العولمة. وقال مستشار وزارة الثقافة الشاعر محمد عبد السلام منصور "إن الحركة الثقافية في اليمن تعيش أزمة متعددة الإشكاليات كنتاج لواقع الأزمة الداخلية التي تعاني منها الثقافة العربية على جميع المستويات". وأكد في ندوة فكرية اليوم بمؤسسة العفيف الثقافية بصنعاء حول "أزمة الثقافة العربية وتحدياتها" أن هذه الأزمة تكمن في واحدية النظرة وعدم تقبل الأخر..مدللاً بما تشهده الساحة العربية من اختلاف بين الجماعات والأحزاب، لعدم الإيمان بديمقراطية الروئ وتقبل وجهات النظر المختلفة. واعتبر محمد عبد السلام منصور الدولة القطرية من أهم أسباب المشاكل التي عانى فيها المواطن والدول العربية منذ اتفاقية سايكس بيكو التي أفضت إلى تقسيم الوطن العربي، وما نتج من خلاف في مختلف بين الأقطار جعل كل دولة تنصرف نحو الحماية السياسية، وابتعدت عن الثقافة العربية بشكل عام. ودعا في الندوة التي أدارها المسؤول الثقافي والإعلامي بالمؤسسة عبد الله الحيفي الدول العربية للوقوف بشكل جاد والتأمل في مصيرها المستقبلي، والانفتاح على الآخرين لتجاوز هذا الواقع. من جهته رأي وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي أن ما أسماه ب"تحدي العولمة" واحدا من العوامل التي تفاقم أزمة الثقافة العربية في الوقت الراهن..مبيناً ان مظاهر هذا التحدي تبدأ من فرضها لغة العصر وثقافة الصورة بما فيها من الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والمسرح وغيرها من الثقافة الجديدة، التي تستحوذ على نسبة كبيرة من الحضور الثقافي في العالم، في ظل مشاركة عربية ضعيفة في هذه الجزئية. وذكر أن هذا يأتي إضافة إلى تحدي الأصولية التي لا تزال تشكل تحدي للثقافة العربية وتحاول سجن الثقافة العربية في اطار هذا الفكر ..مستعرضاً التيارات والاتجاهات الفكرية والتغير والنهضة العربية في الوطن العربي والتجربات التي مرت بها تلك التيارات الفكرية وما واجهتها من تحديات حدت من تقدم الثقافة العربية، والانفتاح على الأخر. وقال: إننا بحاجة إلى الكثير من الإلحاح لمعرفة وتحديد الأزمة الثقافية حتى يتسنى لنا التعامل معها والخروج من بوتقتها بصورة تضمن الحيلولة دون الأسباب التي أفضت إليها. وأثريت الندوة بمناقشات ومداخلات من قبل الحضور ساهمت في تحديد جوانب الإشكال في مكون الثقافة العربية ودور النخب لتلافيها وتجاوزها.