أم أكرم عجوز في السبعينيات من عمرها ومنذ أكثر من سنة وهى تجري وراء المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بتعز للحصول على المستحقات التأمينية الخاصة بابنها أكرم الذي مات قبل أكثر من سنة ونصف وقد كان مالكاً ومديراً لمحل تجاري خاص تم تسجيله وإشراكه بالتأمينات الاجتماعية, مؤمنا على نفسه وعلى أحد العاملين معه بالمحل.. ذهبنا مع أم أكرم إلى مكتب المؤسسة لمعرفة قضيته، ولماذا لم تلتزم التأمينات بدفع الراتب التأميني لأسرة المؤمن عليه المتوفى أكرم .. وهناك لم نجد في اليوم الأول سوى نائب مدير الفرع الذي أفاد بأن المذكور عليه متأخرات كبيرة لم يلتزم بتسديدها، وأن صرف الراتب التأميني لأسرته مرهون بسداد تلك المتأخرات التي إن سُددت فسيعتمد الراتب ابتداءً من تاريخ وفاته.. وأشار لنا أن نتواصل مع المدير العام إذا أردنا مناقشة التأمينات كموضوع عام ..ودعنا أم أكرم التي أوضحت لنا أيضاً أنها قامت بعد وفاة ابنها بسداد المتأخرات التي تطالب بها المؤسسة، ووعدناها باستيضاح الأمر من المدير حالما نعود إليه. وقفة وقبل أن نغادر مكتب التأمينات استوقفنا مواطن آخر ليعرض لنا مشكلته موضحا أن لديه حكما على التأمينات، ولم تلتزم بتنفيذه حيث قال إن التأمينات لم تعتمد له كامل الراتب التقاعدي الذي يستحقه عن تقاعده عن العمل.. ووعدناه أيضاً بالاستيضاح عن قضيته من مدير فرع المؤسسة. مشكلة أخرى عرضها علينا أحد المراجعين ويدعى، قائد علي غالب، وهو عامل كادح قضى أكثر من خمسة وعشرين عاماً في العمل لدى فقاسة بلقيس للدواجن، وتم تسريحه هو وزملاءه، وهو الآن يعامل لدى المؤسسة للحصول على تقاعد مبكر؛ كونه كان مشتركا بالتأمينات الاجتماعي، ومحتاجا لراتب تقاعدي بعد أن فقد عمله بإغلاق المنشأة التي كان يعمل لديها .. ومشكلته في التأمينات -كما قال- أنه يواجه مماطلة وتأخيرا في إنجاز معاملته وهو غير قادر ماديا على المجيء يومياً من مدينة البرح، وتحمل مصاريف السفر، والتنقل إلى تعز، وليس لديه الإمكانات لدفع الرشا لموظفي التأمينات حسب قوله؛ لكي يسرعوا في إنجاز المعاملة فهم يصرفون له هدرة "ارجع بكرة وبعدها" وهذا الكلام قد ملّ من سماعه كل يوم هنا كما قال. عودة عدنا في اليوم التالي إلى مكتب فرع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لنلتقي بالمهندس شوقي قاسم سعيد مدير عام الفرع لنطرح أمامه المشاكل التي يواجهها بعض المؤمن عليهم، وعرضنا له الحالات السابقة كنماذج لما يشتكيه البعض... وبدأنا بقضية أم أكرم فأوضح لنا المدير العام أن المؤمن عليه أكرم الشاطر كان صاحب عمل (محل تجاري)، وبعد التفتيش عليه اضطر للاشتراك بالتأمينات، وأمن على عاملين أحدهما هو نفسه والآأخر موظف لديه، والتزم بتسديد الاشتراكات لمدة سنة وبعدها ظل يتهرب ثلاث سنوات وقد أعيا المؤسسة بمتابعته لسداد ما عليه من متأخرات إلى أن فاجأه الموت رحمه الله, فأتت أسرته تطالب بمعاش تأميني، لكن ليس من الممكن اعتماد ذلك قبل سداد المتأخرات التأمينية التي على محله والمتراكمة لثلاث سنوات, فهو لم يسدد سوى اشتراكات سنة واحدة فقط, وفهمنا ذلك أسرته التي التزمت بأنها ستسدد المتأخرات وسددوا جزءا قالوا إنه عن المؤمن عليه، صاحب العمل أما العامل الآخر فهم لن يسددوا عليه, وهذا غير ممكن فلا بد أن يتم تسديد كل المتأخرات خصوصاً أن المطالب له براتب تأميني هو صاحب العمل نفسه، ولو كان عاملا عاديا، كنا سنبحث له عن حل وسنجبر صاحب العمل بتسديد المتأخرات حتى يأخذ العامل حقه, لكن أن يتشاطر علينا بعض أصحاب الأعمال الذين يتهربون عن تسديد ما عليهم للمؤسسة، ثم يأتون لمطالبتها بالحقوق التأمينية وهم لم يعطوها حقوقها فهذا ليس منطقيا, مؤكدا أن المؤسسة ستصرف كل الحقوق التأمينية للمذكور فور تسديد ما عليه من متأخرات. ازدواج أما بخصوص الشخص الذي اشتكى عدم تنفيذ الحكم الصادر لصالحه ضد المؤسسة فقد أوضح الأستاذ شوقي أن هذا الرجل، لديه فترة خدمة في القطاع العام وفترة خدمة أخرى لدى القطاع الخاص، وقد التزمت المؤسسة باعتماد وصرف معاشه التقاعدي عن فترة خدمته في القطاع الخاص وفقاً لاشتراكه التأميني لدى المؤسسة غير أنه يطالبها بضم فترة خدمته في القطاع العام (الوظيفة الحكومية) إلى استحقاقه التقاعدي عن الوظيفة الخاصة والحكم يقضي بإحالة راتبه التقاعدي عن الخدمتين إلى الهيئة العامة للمعاشات إذا كانت خدمته الحكومية أطول, أما إذا كانت خدمته لدى القطاع الخاص أطول فتصرف مستحقاته التقاعدية عن الخدمتين من المؤسسة, مشيراً إلى أنهم بصدد مراجعة ملفه ومعرفة أين خدم أطول مع الدولة أو مع القطاع الخاص، وهو إلى الآن لم يحضر ملف خدمته مع الدولة لتقييم الأمر. مركزية وبشأن الشكوى الأخيرة التي طرحها أحد المراجعين حول تأخر إنجاز معاملته فقد أرجع الأستاذ شوقي الأمر إلى مركزية إنجاز بعض الأمور المتعلقة ببعض المعاملات، إضافة إلى الإشكالات المتعلقة بالنظام الآلي للمؤسسة الذي يجري العمل على إنجازه وتحديثه مؤملاً أن يتم ذلك في القريب العاجل ليتسنى إنجاز المعاملات بسرعة.