صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال بأنه لا يسمع لأحد من فناني جيله وطالب وزارة الثقافة بتفعيل قوانينها
الفنان الشاب شرف القاعدي ل«ألوان»: في طريقي لأن أكون سفير أغنية السلام في العالم
نشر في الجمهورية يوم 10 - 02 - 2011

بصوتٍ مفعم بالشجن يمضي الفنان الشاب شرف القاعدي بالغناء.. شرف الذي يسجل أغانيه في غرفة صغيرة بصنعاء القديمة، زرته في يومٍ تفاجأت بكونه صائماً عن الطعام، وليس عن الكلام كما سيبدو واضحاً من خلال ما سيجيء، ومع ذلك فقد انفعل كثيراً خلال الحوار..يكشف شرف تفاصيل مهمة حول بداياته، ويقول بأنه تأثر بفؤاد الكبسي الذي لم يعد يستمع له الآن، ويتحدث للمشرف عن واقع الفن اليمني، ويفتح النار على شركات الإنتاج التي تستغل الفنانين، وتفرض ما تريده..كما يتحدث عن أبناء جيله من الفنانين، ولم يخفِ إعجابه بصوت بلقيس أحمد فتحي والشابة أحلام...فإلى التفاصيل..
. سأعود بك إلى البدايات حدثنا عنها؟
بالنسبة للبدايات فقد كانت في مدينة حجة، وكان أبي متزوجاً اثنتين، وكنت أجلس عند خالتي لأن المدرسة أقرب، وكنت أتحين لنهاية الأسبوع، أخلص الدراسة الخميس، وأروح بدري قبل ما يعود أخي محمد من وظيفته، وكنت أدخل غرفته لأن فيها العود وأجلس أدندن..كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر..كنتُ مغرماً بالعود دون أن أكون قد رأيت أحداً يغني أو يعزف عليه أو يمسك الريشة..طبعاً أخي محمد كان له أصدقاء فنانون مثل «فضل جمعان، و... قصبة»، يأتوا إلى البيت كل جمعة ويخزنوا مع بعض ويغنوا، وأنا لم أكن مهتماً بهم أو بالكيفية التي يغنوا بها، كان اهتمامي بالعود أريد أن أنفرد به، وكلما سنحت لي الفرصة كنت أفعل ذلك وأدندن به..أنا طبعاً أصغر إخوتي، ولديّ أخ يكبرني اسمه محمود وهو «مخرب» كان يدخل إلى الغرفة لا أعرف قبلي أو بعدي المهم أنه يدخل ويزرزر آذان العود ويلعب بوزن العود، يجيء أخي محمد ويصيح من دخل غرفتي من لعب بالعود؟..يقولوا له شرف..ويقع لي ما تيسر أكثر من مرة، ومع ذلك كنت أوضح له..يا محمد أنا ما ألمسش الآذان..أنا بين أعزف بس..بعد هذا اليوم جاء، وأنا بين أدندن..لكن عزفي قد فيه سلاسة ونوعاً ما تطلع نغمات استغرب وسأل من بيعزف؟..شافني وهز رأسه وقال ما شاء الله تمام..يعني أتاح لي الفرصة، وبعد هذه كنت أمسك العود بحرية، وتجاوزت الخوف الذي كان في السابق..أخي عبدالقادر وهو الفنان الأول بالنسبة لي، فهو من دعمني، وشجعني، وهو من تعلمت منه ومن محمد، لكنه حسسني بأنني كبير من البداية، لدرجة كان يسألني كيف أغني هذه يا شرف، وهذه كيف؟؟ غرس فيني الثقة الله يرحمه، وفي نهاية الاحتفال الصيفي في مدرسة الزبيري كنت في الابتدائية وهو في الإعدادية، أقاموا حفلاً، وكان مشاركاً فيه فطلعت معه، هو طلع يؤدي أغنية على المنصة، وأنا مسكت العود في الكواليس..مقدم الحفل سأله من هذا؟..قال له: أخي..وفجأة قال خليه يدخل يدي أغنية..ولأنني صغير كان العود يتزحلق مني وما يستقرش، فكومت أرجلي ورفعته وطرحت العود عليهن بشكل عجيب..وأتذكر ما كتبته النشرة الصحفية للمدرسة بعد هذا الحفل كتبت بعنوان بارز «الموهبة شرف القاعدي..ألهب الجماهير بصوته وعزفه المنفرد على العود»..ما زلت أتذكرها إلى الآن، ومحتفظاً بها إلى اللحظة..هكذا بدأت، وهكذا ظهرت، وبعد ذلك تكفلت بأداء النشيد الوطني للمدرسة، ورئاسة فرقة الإنشاد، وكان المدرسة واسمه محمد طرموم أول من شجعني من المدرسين..كان يقول «أنت صوتك ثاني»، وللعلم فقد كنت متفوقاً في دراستي قبل كل حاجة، وفي أغلب المراحل الدراسية كنت الأول، وهكذا لم يخلوا احتفال من مشاركة لي..
.هل هناك موقف مرتبط بالغناء حدث لك في البدايات ولم تنساه؟
أتذكر أول مرة شاركت في عرس كنت ألعب كرة في الشارع، وكان عرس واحد من بيوت القرية، وقالوا لي لازم تجيء تغني بالعرس..كيف أغني؟..فرُحت بالترنك وأنا مغبور، قالوا العود قده معانا، وأجيت قبل المغرب لأن الفنان الذي وعدهم ماجاش..فكان هذا أول عرس أغني فيه، وبعدها طلعت صنعاء، وتحديداً بعد الثانوية، ودخلت الجامعة ورأست الفرقة الموسيقية فيها، وأتعبوني كثيراً في الجامعة..كان لديهم أدوات كثيرة، لكنهم لا يستغلونها، فكنت أخرج أستأجر أدوات الحفل من خارج، وبعد ما يخلص الحفل، أظل شهرين ألاحق، مع أن المبلغ يكون هزيلاً وعادياً.
. متى جئت أول مرة إلى صنعاء؟
في 91 كنت أشارك في أعراس وأعود إلى حجة.
. هل كنت معروفاً هنا؟
الحقيقة أن أول عرس شاركت فيه بحجة حضره منشد من صنعاء، وتعرفت عليه، وحين عاد إلى صنعاء كان يدلهم عليّ، وبالتالي كانوا يتواصلون معي فأطلع أجلس يومين ثلاث أيام وأرجع إلى حجة، وبعد انتهائي من الثانوية طلعت لإكمال دراستي في صنعاء..
.ماهو تخصصك الدراسي؟
محاسبة.
.هل أنت موظف حالياً؟
في وكالة الأنباء اليمنية سبأ..نائب مدير إدارة الترويج.
. أعود إلى قصة العود الأول..هل أنتم أسرة فنية؟
لا.
..إذاً ما قصة العود الذي كان بحوزة أخيك الذي كان يعزف عليه..وعبد القادر الذي كان يغني؟
أبي كان إمام جامع.
. أقاطعه ضاحكاً..ليش كل إمام جامع معه عود عندكم؟
لا لا..أبي لم يكن له علاقة بالعود..لكنه كان متسامحاً معانا، وهو أول من شجعني، ولم يكن له علاقة بالفن أو الغناء، وأخي محمد هو دخل العود إلى البيت، لكن ما يميز أبي الذي كان أيضاً مدير مدرسة أنه لم يكن متزمتاً، ولم ينظر للفن باعتباره رذيلة وحراماً..أبي كان منفتحاً، وخرج عن أسرته، منذ أن بدأ حياته، ورفض البقاء عند أبيه، وفضل العلم عليه، لدرجة قال له جدي «إجلس عندي وأدي لك ورث ولو رحت ولا لك شيء عندي»، فاختار العلم، وترك المال، والأرض، والآن ليس لدينا شيء بالبلاد، كله مع الأعمام والأخوال، فطلع حجة من الشاهل، ولا معه حاجة، وقليل قليل بنى نفسه، وتعلم إلى أن أصبح مدرساً، وإمام مسجد، وكما قلت لك لم ينظر للغناء من منظور ضيق، كان الأمر عادياً بالنسبة له، وكان كأي إنسان آخر يرى أن هناك خطوطاً حمراء للفنان لا يتجاوزها، وبالنسبة لأخي محمد فقد أخذ العود من حبه لأصحابه الفنانين، والآن هو كف عن العزف، والأمر بالنسبة له هواية، يعزف لنفسه في البيت أو لأصدقائه فقط.
.وبالنسبة لعبدالقادر..هل كان الأمر هواية بالنسبة له؟
عبدالقادر الله يرحمه غنى وعرفوه الناس في حجة.
. ما هي أول أغنية دندنت بها؟
أول أغنية عزفتها وغنيتها «منتصب القامة أمشي» لمرسيل خليفة غنيتها في المدرسة.
^^..بمن تأثرت في البداية؟
بداياتي بفؤاد الكبسي..وبشريطه الأول «بيدك مصيري»، و«أشتي أرتاح» هذه الأشرطة قمة في الروعة، كان حاجة رائعة.
. الآن هل ما زلت تستمع لفؤاد الكبسي؟
مش كثير.
. هل تغير فؤاد الكبسي من شريطه الأول إلى آخر إصداراته؟
طبعاً.
^^.. في أي اتجاه تغير للأحسن أم للأسوأ؟
فؤاد الكبسي أصبحت مشاغله كثيرة، والآن لديه مؤسسة إنتاج، وبالتالي لم يعد الفن همه الوحيد، واخذته التجارة أكثر من كونه فناناً، والتجارة تمحق، وهي بحاجة للتفرغ، ربنا يعينه، وأنا اقدره كفنان أحترمه لأنه مجتهد.
.مجتهد بماذا؟
باختيار أغانيه، بغض النظر، طبعاً أنا في الفترة الأخيرة لم اعد أستمع له، ولا أتابعه على الإطلاق، وأحترمه أيضاً كإنسان، وكان بالنسبة لي الفنان الأول، ومذ تعلمت العود كنتُ أستمع له..
. هل تعني انه لم يحافظ على مكانته لديك؟
ليس هذا، بل أنا اتجهت إلى فنانين آخرين..استمعت لأبوبكر وسمعت رياض السنباطي..وآخرين، لكن فؤاد الكبسي الإنسان لديه جوانب انسانية كثيرة اقدرها وهذا ما يجعلني أحترمه كثيراً.
يحسب لفؤاد الكبسي هذه الجوانب الإنسانية وتعاونه مع كثير من الفنانين وتعاونه معهم..كفيصل علوي الذي شكره كثيراً..
فؤاد الكبسي في الجوانب الإنسانية لا يعلى عليه..الفنان فؤاد الكبسي الأول كإنسان.
. مؤخراً حدثت ضجة، وكان فوز فؤاد عبدالواحد بلقب نجم الخليج إعادة للاعتبار للفن، أنت كفنان كيف وجدت هذا الفوز؟
أنا من أول الداعمين لفؤاد، وهو صديق عزيز لي، وأول ما تعرفت على فؤاد، كان بعد فوزه بجائزة رئيس الجمهورية في 2006، ودائماً تتعامل معي الأمانة العامة للجائزة لعمل أوبريتات وطنية للاحتفالات السنوية، وقتها لحنت غنائية “أحرف فخامة الأخ الرئيس”، وكانت من كلمات حسن با حارثة ، وشاركني في غنائه فؤاد عبدالواحد وفضل الحمامي وإشراق صبر وانغام باموسى وكلنا فائزون بجائزة رئيس الجمهورية، وبالنسبة لفوزه الأخير فقد كنت من الداعمين له، وبإمكانك العودة إلى صفحتي في «الفيس بوك» لترى.
. هل كنت متوقعاً فوزه باللقب؟
أنا أدرك إمكاناته جيداً، ولم يساورنيِ شك في ذلك، ولم أدعمه إلا لثقتي في ما يمتلكه فؤاد من ملكات فنية متعدد، فلديه خامة صوت مميزة، ومعرفة كبيرة بالمقامات لذا فقد كان ينوع في أدائه بسهولة وينتقل فيها بحرفنة، وهو صاحب أخلاق عالية، وسلسل، ولم أشك في وصوله إلى اللقب إذا ما حافظ على هدوئه وبرودة أعصابه على المسرح.
. لماذا؟
لديّ قصة حدثت لي في هذا الجانب، فقد ذهبت إلى دبي للمشاركة في مسابقة شبابية في برنامج “مواهب عربية”، من تلفزيون ، وكان هذا في العام 2000/99 وكنا من اليمن أنا ونشوى ونصر دحمان، وحصلت على المركز الثالث، ولم يكن لدينا لجنة تحكيم، بعكس برنامج “نجم الخليج”، ونشوى الله يفتح عليها كان لديها أصدقاء في دبي..صحيح أننا كنا مع بعض، وكانت تطلب من أصدقائها التصويت لنا، والعجيب أنني لم أكن أعرف أن نجاحنا معتمد على التصويت، وكانت نشوى تستغل علاقاتها الواسعة في التصويت لها..أما بالنسبة لفؤاد فقد كنتُ مطمئناً كثير لوجود لجنة، ولم يكن قرار الجمهور هو الفيصل، والحمدلله فقد كان الجمهور متذوقاً وهو يصوت لفؤاد إلى جانب لجنة التحكيم المكونة من أسماء كبيرة أنغام، عبدالله الرويشد، فائز السعيد..الخ، وفؤاد استحق لقب نجم الخليج عن جدارة، وهذا فخر لنا كلنا..
. لكن ما الذي سيقدمه فوز فؤاد للغناء اليمني بشكل عام، وللحركة الفنية؟
سيقدم الكثير، لكن إذا خرج من هنا.
. أنت مع فكرة خروجه إذاً؟
نعم..لأنه إذا جلس «عيمكنوه» حفلة في عدن، وحفلة في حضرموت وحفل مدري فين..وتمتموه ورقدوه..وإن كان هذا الكلام مش تمام، لكني أقوله بمرارة، إذا كنت تريد الإبداع أبدع من خارج..فهنا لن يتنبه لك أحد، لكن شوف فؤاد جاء من الخارج بقوة فالتفتوا له، وسيحرقوه بالطريقة هذه..ونصيحتي له أن يروح يشوف مستقبله في دبي، وأنا أرى أن يتنبه لعلاقاته هناك، ويكفي ما حدث له هنا..فهنا كما قلت سيلمعوه، لكنه سينتهي باكراً، كما حدث مع فؤاد المحنبي..أين فؤاد المحنبي الآن؟؟
. هذه مشكلة فؤاد المحنبي نفسه؟
لا ليست مشكلته، يجب أن تضطلع الجهات المسؤولة بدورها تجاه المبدعين، وتجاه الموروث الشعبي، وتنشئ المراكز التي يمكن أن تستوعب الشباب، ومن خلالها يهتموا بهم وبقدراتهم..فهؤلاء هم الثروة الحقيقية للبلاد..
^^.. لماذا تبدو يائساً؟
أنا «يحز في نفسي» مش يائس..تصور جلسنا في أسبانيا ثلاثة أشهر، لديهم هناك معهد لتعليم الرقص تابع للدولة، إحنا لدينا موروث هائل في الرقص، والإيقاعات والحرف اليدوية وكل شيء..الآن حزام «العسيب» حق الجنبيه الذي كان يبدع فيه الحرفي اليمني، صار يستورد من الصين، بل الجنبيه بكلها صينية، وبهذه الطرية ستندثر المهن شيئاً فشيئاً، ولن يبقى لنا شيء..نبدو كما لو أننا عالة على الدنيا..
.تنصح فؤاد عبدالواحد بالخروج من اليمن..لماذا لا تخرج أنت؟
أنا قدنا جالس هنا، ورابط روحي بالعائلة، وإذا لم أكن متزوجاً، ولديّ عائلة صدقني سأخرج، وقد حصلت على فرصة عمل في دولة خليجية، وتحديداً في البحرين، لكن العمل في “مكان لا يلبي طموحاتي”، لم أرض بذلك لأنني بهذه الطريقة سأحكم على نفسي بالانتهاء قبل البدء، وبمبلغ كبير جداً، وكثير من الأصدقاء نصحوني باستغلال هذه الفرصة، لكني مقتنع بعدم جدواها، ولستُ مقتنعاً بفرص كهذه.
^^.. أنتم كفنانين ما الذي يمكن أن تفعلوه لتجاوز كل هذه الإختلالات، وأيضاً للنهوض بالأغنية اليمنية..أنتم كل يغني على ليلاه؟
بالنسبة لي أسجل أغاني هنا بالبيت، حتى لا أذهب إلى الاستديوهات لأنهم متعبون جداً، وإذا فكرت تروح هناك فتشتي لك قلب فوق قلب فوق قلب..لا شركة إنتاج تستوعب ايش تشتي تقدمه أنت، ولا جهات مختصة. أنت بإمكاناتك الخاصة كفنان، فإذا لديك رسالة تريد إيصالها للناس لا بد أن تستغل الإمكانات المتوفرة لديك وتسجل لنفسك، وأنا بالنسبة لي إذا شفت فنان لديه إمكانات وقدرات أحس بأنها ستخدم البلد، لا أبخل عليه لا بلحن ولا بعمل، بدليل أن الفنانة أحلام علي التي شاركت معي في الأوبريت الذي قدمته في المهرجان الرابع لجوائز الرئيس، وكنت قد أعطيتها لحناً وحدوياً شاركت به في جوائز الرئيس لتقدمه كمشاركة، ومافيش عندي مانع لدعم أي صوت جميل، وإذا لم ننتبه لنا بالطريقة لن يتقدم أحد، ولن يلتفت لنا أحد، لأن الأمور مجاملات في كل مناحي الحياة..
.ما الذي أضافته لك جائزة رئيس الجمهورية؟
عملت لي دفعة في تلك الفترة، وانتهى الأمر، وجائزة رئيس الجمهورية معنوية أكثر منها مادية، ، الآن حدثت نقلة في هذه الجائزة، بإضافة منح دراسية، وتوظيف الفائزين..الخ، وكنت أتمنى أن يتم تبني تسجيل كاسيت للفائز بالجائزة مثل ما يحدث في نجم الخليج، وهذا التبني سينتج فنان قادر على الاستمرارية وتقديم الجديد للغناء والأغنية اليمنية، وتوفير فرص المشاركة في مهرجانات، واستغلال لموهبته وتنميتها أكثر.
. هل أنت مع فكرة تحويل جائزة رئيس الجمهورية إلى أشبه ببرنامج نجم الخليج» بحيث تكون ذات حضور جماهيري، ويكون للجمهور دور في تحديد الفائز إلى جانب لجنة التحكيم التي ستكون صاحبة القرار؟
نعم..وجوائز رئيس الجمهورية بحاجة لأن تصبح أكثر حضوراً لدى الناس، ولا يكتفوا بأن يكون أثرها معنوياً فقط، الجائزة بحاجة لأن تكون أكثر من ذلك، وأن يعاد النظر في معاييرها، وأنا مع هذه الفكرة التي طرحتها وتحويله إلى برنامج تلفزيوني يحصل الفائز في النهاية على جائزة رئيس الجمهورية، ويكونوا بذلك قد صنعوا نجماً حقيقياً.
. كما حدث مع فؤاد الذي عاد نجماً من دبي بعد أن كان مغموراً هنا وغير معروف..رغم كونه سبق وفاز بجائزة الرئيس؟
فؤاد لولا أنه كان ماسك أعصابه، لأنك لوكنت كيف ما أنت لا بد أن تهتز من الداخل في تلك اللحظة، ولأن التحكيم كان له دور كبير كما أشرت سابقاً.
. أيضاً الأصوات المشاركة إلى جانبه هل كانت أصوات منافسة؟
كانت جميلة، لكن فؤاد كان الأجمل من بينها، والأدرى بما يقوله، كان أكثر خبرة من بينهم كلهم.
. حدثنا عن مشاركاتك الخارجية؟
آخر مشاركاتي كانت منتصف العام الماضي في أثينا بمناسبة إعادة تحقيق الوحدة، ومشاركتي في البحرين مع وزارة الإعلام، وقبلها في الهند وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا..
^^.. ما الذي تضيفه لك هذه المشاركات؟
أولاً الخروج والاحتكاك بثقافة الآخر، والإطلاع على ما لديه، ولهذا لا يهمني العائد المادي بقدر ما يهمني التعرف على ثقافة جديدة ستضيف إلى رصيدي الكثير، وهذا مكسب مهم لأي فنان، كما والتعريف بالأغنية اليمنية وهذا الأهم..
. وهل استطعت التعريف بها؟
الحمدلله..بدليل التفاعل الجماهير الكبير مع أغنياتي، وللعلم فكثير من مشاركاتي كانت مع فرق موسيقية غربية مكونة من فنانين من مختلف الثقافات، وبآلات موسيقية مشتركة، كأن أغني وأعزف على العود، وهكذا يؤدي كل فنان فقرته بمشاركة الجميع..
. قلت بأن آخر مشاركة لك كانت في أثينا باليونان..ما الذي قدمت فيها؟
قدمت فيها معزوفة خاصة بي، والطريف في الأمر أنني ذهبت جاهزاً بها، لأصل وقد تغير البرنامج، ولم نعرف ماهو البرنامج الجديد، وأول برنامج كان متواضعاً، واليوم الثاني قلت للسفير بأنني جئت من اليمن عنوة على أساس أقدم المقطوعة التي تكلمنا عليها، وقدمتها في برنامج اليوم الثاني ونالت استحسان الحضور هنا، وأتمنى أن تسمعها..
. ظاهرة فناني الأعراس..هل أنت مع هذا التوصيف؟
المشكلة أنني واحد منهم، والسبب مافيش معك رزق إلا هو، وإلا ايش بتسوي لك الوظيفة..إلا في حالة امتلاكك عملاً آخر..وبالنسبة للغناء في الأعراس فهو يعمل هذا التوازن.
. يعني أنكم تتعاملون معه كمصدر لزيادة الدخل؟
فقط..لكن في أحيان قليلة أحس بحاجتي للجمهور، ولا ألقى الجمهور حقي في كل الأعراس، لأن هناك جمهوراً جاء يعرق، ولا يهمه ما تغنيه أو ما تعزفه..لا شيء يهمه..فقط جاء ليرقص.
. وأنتم تلبوا لهم هذه الرغبة؟
أحيانا مضطرين مع الأسف، ويحدث أن أمتنع في بعض الأحيان عن تلبية رغباتهم في الرقص فقط، مما تسبب لي بكثير من العداء معهم، وسبق أن قلت لك فيما يتعلق بالأغنية الكوكبانية، وذات مرة كنت أغني أغنية الفنان الكبير علي عبدالله السمة «امشي دلا» وسطى وسارع حين ننتقل إلى “يا قاسي القلب عاد الناس يقولوا سلام”،و إذا بواحد يقول يشتي كوكباني، قلت هذه مافيهاش كوكباني، قال “مشو قرآن وأنت اقلب وأدي كوكباني”، وكنا حينها نسجل فقلت ما يصلحش لأننا نشوه الأغنية بهذه الطريقة، ولأننا فنانون كثيرون فلم نعد نرجع للأصل، ونكتفي بسماع الأغنية من آخر فنان غناها، وبالتالي نمسك بالنسخة المشوهة ونتجاهل الأصل، وبهذه الطريقة ستندثر كثير من الأغاني، بل والغناء كله، وهنا يجب أن ندرك ما نقوم به فقط. عانيت كثيراً لكنني فرضت رؤيتي، وكثير من الناس أصبحوا متعودين عليّ..الأهم أن نؤمن بما نقوم به، وسنوفق بالتأكيد..وهناك شيء مهم فأنا ضد الأغنية “المكس” هذه التي فعلوها، ونادراً ما أفعلها إذا قلت لي “يا أخي أشتي أرقص”، أفعل مكس من عندي، وكما قلت جمهور الأعراس قسم جاء يعرق، وقسم أحتاج لأن يسمعني وهو جمهور يطرب بالصوت وبالعود، وجمهور لا له ولا عليه..
^^.. ما الذي تحتاجونه لتجاوز هذه الوضعية؟
أن ترعانا الجهات المختصة، وتعطينا فرصة لتقديم أعمالنا الجديدة، وأنا كما تعرف ألحن أوبريتات وطنية وعاطفية وأشارك في كثير من الفعاليات، أتمنى لو يبلغ الفنان قبل ذلك بفترة معقولة بكل ما يُطلب منه طيلة العام، وأيضاً بالمشاركات الداخلية والخارجية، وما يريدونه من أعمال، ويعطونا كفايتنا ويعرفوا عملاً يشرف..هذا بالنسبة للفنان الذي أؤمن بقدرته على الإبداع والذي تقيمه لجان خاصة وتعرف مدى ما سيقدمه من إبداع، وليس من هب ودب..
. لماذا ننتظر الفرص حتى تأتي إلينا ولا نذهب إليها
قد يكون نوعاً من الرضا..ليس رضوخاً ولا استسلاماً، لكنه رضا بالمقسوم والتزام بنفس الوقت..مثل العمل في البحرين كما ذكرت.
. كم عدد الأعراس التي تحييها في السنة؟
طبعاً معظمها جمالات، وأصحاب، يعني من غير الممكن أن تقول بأنها كلها أعراس مجزية أو تخرج منها بشيء..فإذا صح التعبير ليست كثيرة، لكن الحمد لله..
. أريد عدداً محدداً؟
تقريباً بمتوسط أربعة أعراس في الشهر.
. يعني لا يخلو أسبوع من عرس؟
وهذا الأسبوع لديّ اثنان أحدهما لصديق.
^^.. قلت لي بأن هناك دخلاء على الفن شوهوا التراث اليمني، وأساءوا له؟
خلينا بعيد عن هذا الموضوع «قوى»..لأنه يوجع لي قلبي..!
^^.. أشتيك «تتحاكى» وتذكر لي أسماء؟
قد أقمنا ندوة لرأس هذا الأمر.
^^.. أين؟
في مؤسسة العفيف وأنت كنت ال..!! .
^^.. هل الوضع المادي للفنانين هو السبب؟
الدولة لو تنتبه للفنانين..أو فقط للغناء..ستكسب الكثير، وسيعود عليها بالمال الوفير..شريطة أن تحمي حقوق الفنان والشاعر والمثقف..
. كيف تحمي حقوقهم؟
بتفعيل القوانين الخاصة بذلك، وتمنع التزوير والنسخ، وتراقب شركات الإنتاج التي ليس لأصحابها علاقة بالفن، فهؤلاء باعوا البقر وطلعوا أنشأوا لهم شركات إنتاج، ويجب على الدولة أن تغلق هذه المؤسسات المشبوهة، والمستغلة للفنان. يا سيدي الفنان بالخارج يصدر خمسة ألبومات، وعمل ثروة لولد الولد، لأن حقوقه مستمرة، هنا لا حقوق للدولة ولا للفنان، وكلها لشركات الإنتاج، ومن يتقاسمون معهم ويعفوهم من الضرائب المستحقة..
. لماذا تبدو متحاملاً على شركات الإنتاج..فلولاها لما سجل كثير من الفنانين أغانيهم..ولما وزعت أشرطتهم؟
مقاطعاً أنا لم أسجل..
. فنانون آخرون سجلوا؟
ما معه الحارثي من شركات الإنتاج؟، والسنيدار أيضاً، والأخفش ايش معه من شركات الإنتاج.والآنسي والسمة وو و..
^^.. لديه ألبومات توزع للناس؟
توزع لصالح من؟..فوزارة الثقافة لا تحمي حقوقهم، لذا ما الذي جناه أبو نصار أو الحارثي أو أيوب وووو...الخ..ولا يستفيد من هذه الأعمال غير شركات الإنتاج..هل تعرف كم حقوق الفنان الكبير محمد قاسم الأخفش..؟
^^.. كم؟
اشترتها مؤسسة الجزيرة بمائة ألف ريال..!!!! وأيضاً الحارثي بنفس المبلغ الزهيد، وسلبوهم كل حقوقهم، فمن لهؤلاء، ومن لأبنائهم بعد موتهم.
. هل كانوا مضطرين لبيعها؟
طبعاً، الظروف المادية تجبرهم، وإلا ما الذي جعل محمد حمود الحارثي يظل يغني إلى آخر لحظة في حياته، حتى لم يعد يستطيع الإمساك بالعود، ومع ذلك يسجل ويغني، من أجل خمسة آلاف ريال أو عشرة، وإلا من سينتبه له..أيوب طارش الآن وضعه المرضي صعب..من له؟؟..آآآآح.
. الفنانون الشباب تقول بأنهم يسيئون للتراث، وأنت واحدٌ من هذا الجيل..كيف تنظر إلى ما يفعله أبناء جيلك؟
أنا قد تكلمت معاهم، وقلت لهم بأن هذا تدمير للتراث، قالوا لا نحن نصلح، يا جماعة هذا ملك شعب، وملك ناس ضحوا وذهبوا بلا لا شيء، وأنتم تلعبوا به..حراااام..قالوا احنا نطور في الأغنية واحنا مجددين ومبدعين، واحنا واحنا..
.. لماذا أنت ضد التجديد والتطوير؟
يجددوا يا أخي..لكن هذه الأعمال نتاج ناس أفنوا أعمارهم من أجلها، ومن الحيف تشويهها، هذا عطاؤهم إلى هنا..أنت قدم عطاءك بشي جديد، وإذا بتطور طور بحدود..يعني بحاجة معقولة..وليس لدرجة أن تقلب إيقاع من أجل أن ترضي الرقاص أو الراقصة...
^^.. لكن الجمهور لم يتقبل بعد الفنان الجديد أو الشاب بأغانيه الخاصة، وينظرون إلى ما يغنيه الفنانون السابقون أنت برأيك وقد سمعت الأغاني الخاصة بي في سهرتك الخاصة، هل تقبلتها؟
أنا في الحقيقة أستمع لها، وأعيد سماعها باستمرار.
وأنا من الجيل الجديد يعني أنني أقدم حاجة محترمة وتروق للجمهور، وهناك من يعجب بها من الناس، هناك يا عزيزي أشياء تسمعها أقسم بأنك تخرب ذوقك بنفسك حين تستمع لها، وتخرب سمعك بها، يجب أن نتحرى في سماعنا، وينهي حديثه ضاحكاً وأنا ما ليش دخل!!!!..
. هناك ظاهرة أخرى هي تقليد الفنانين الكبار، وهؤلاء جاؤوا ليغنوا أغاني من سبقوهم فقط إلى درجة يصبح معها نسخة أخرى من الفنان؟
هذا الجميل في الأمر، لكن مشكلته في عدم قدرته على الخروج من هذه الشخصية، ويحبه الناس لأنه تقمص هذه الشخصية، وإذا ما بدأ في الخروج يواجهه رفض الناس، وتعلوا أصواتهم في وجهه، ها قد بدأ يجنن، وبدأ يمحق..وكثير من العبارات التي تنتقص من أعماله الخاصة..
. حسين محب أو محمد حمود الحارثي الصغير؟
واقع في الشغلة نفسها، والآن يقولوا “حسين حنب”، تصور هذا ما يردده الناس، لأنه دخل في الحارثي، وأصدقاء وفنانين من شبوة وعدن قالوا يغني أغاني لحجية بصوت الحارثي، يعني أمر غير مقبول..التقليد جميل في البداية، لكن قلد بصوتك أنت، وببصمتك الخاصة بك، فالمقلد لا يجب أن يذهب في تقليده إلى تقمص الفنان السابق في صوته وكل ما يخصه، لأن الجمهور لا يتقبله فيما بعد حين يبدأ في تقديم نفسه بأغانيه الخاصة..حسين محب لم يتقبلوه الناس حين بدأ في الغناء اللحجي بالطريقة الحارثية، مثلما حدث مع الفنان فؤاد الكبسي حين غنى “باشل حبك معي” للفنان الكبير أبو بكر سالم، لم يتقبله الناس..
^^.. لم يتقبلها الناس واستفزت أبو بكر سالم الذي قال ذلك من خلال اتصال في برنامج تلفزيوني؟
بالفعل، وأتمنى أن يكون التقليد إذا ما حدث بروحك أنت، وليس بروح الفنان السابق..خذ الشيء وفلترها بروحك ستطلع أجمل..
. هل هم غير مدركين لقدراتهم؟
لا أدري.
.أنت جزء من هذا الجيل..هل أنت قريب منهم، وعلى احتكاك بهم، كيف هي علاقتكم ببعض؟
علاقة جيدة وأكن للفنانين هنا كل الاحترام والحب والتقدير، وأتمنى لهم النجاح في أعمالهم، لكننا ما زلنا بحاجة لأن نتحلى بالأخلاق الفنية.
. في واحد من البرامج التلفزيونية سمعت أغنية «وقف وودع» بأداء أسامة الآنسي وحسين محب؟
أنا أيضاً غنيتها مع حسين محب في واحد من الأعراس..
. هل أجدتما في أدائها؟
أعتقد ذلك.
^^.. لكن أسامة الآنسي صرخ فيها، وعلّا صوته؟
لم أسمعها منه، فكيف أحكم على شيء لم أسمعه.
. كثير من الفنانين في أدائهم سواء لأغنياتهم أو لأغاني من سبقوهم يغلب عليهم الصراخ، وهناك من وصفكم بكونكم جيلاً يصرخ أكثر مما يغني؟
يا سلام..يا سلام..هذا وصف يختزل هذا الجيل بشكل دقيق، ونحن في وقت كما يبدو نحتاج فيه للصراخ، ومع ذلك هناك أصوات جميلة.
^^.. مثل من؟
أسامة الآنسي صوته جميل لكن لا أدري ما الذي جعله يصرخ كما قلت، وهناك يحيى رسام..وا و
^^.. أسامة صوت جميل لكنه ليس كأبيه؟
طبعاً، على فكرة هو طلع أقرب للحارثي منه للآنسي، وقلت له لو أنا منك يا أسامة سأهتم بأغاني أبي واحد بالمائة، لأن الناس تقول ابن الفنان علي الآنسي، وبهذا تكون قد قطعت نصف المشوار، أنا الذي لا أحد يعرفني، وبدأت من الصفر، وافقني الرأي، أهتم بأغاني أبي وأطور فيهم شوية وأصلحهم أجيب أشياء بنفس الروح، ويا سلام سلم.
.. أنت مع التطوير إذاً..ألا يتناقض مع كلامك السابق؟
أنا مع التطوير الذي لا يمس بالأصل، ولا يلعب بها.
. طيب كيف تطورها بحيث لا تمس بأصلها؟
الأغنية اليمنية قابلة للتطوير لكن بحذر..بمعنى إدخال آلات موسيقية، رؤية إذا ما كانت المقاطع بحاجة لإضافة لمسة جديدة معقولة لا تشوه اللحن السابق.
. الوراثة في الفن..هل الموهبة تورث؟
الموهبة من الله، والفنان صاحب الموهبة يقول أنا موجود، وبالنسبة لأسامة الآنسي فهو فنان منذ أن التقيته، وأيضاًً هناك أنيس أخوه وهو فنان ويغني ويُحيي أعراساً، وهناك حمود السمة وأخوه محمد أيضاً.
. لكن هؤلاء هل أجادوا في أداء أغاني آبائهم؟
من استمعت لهم أجادوا، ولديهم أصوات جميلة.
. يعني انك لا تمانع في أن يكون ابن الفنان فنان؟
ليس لديّ أي مانع..أهم شي الموهبة تكون موجودة.
. لمن من الفنانين الشباب يستمع شرف القاعدي؟
يقول ضاحكاً:لا أسمع لأحد..فقط أستمع لهم بالأعراس..أما أن أشوف جديدهم للأسف لا يحدث هذا.
. لماذا؟
بسبب كثر الحفلات والجلسات فأنا ألتقي بكل الأحباب وأستمع لهم وجهاً لوجه، كل يُسمع الآخر جديده.
. هناك أوقات فراغ تمر بها..لمن تشعر بالحاجة للاستماع له..هل تسمع نفسك أم آخرين؟
ليس لفنان معين، بحسب الحالة التي أكون فيها، فأحياناً أشعر بالحاجة للغناء الصنعاني، مثلاً حصلت هذه اليومين على مجموعة لأبو نصار نادرة، وقبل أيام حصلت على سيمفونيات لباخ وبيتهوفن وووو..وبحسب حالتي أسمع، ولو أشتي أخزن أفتح لي أبو نصار أو الخميسي، ولو أريد أشياء تثيرني أفتح معزوفات أجنبية.
^^.. أبو نصار تبدو معجباً به..وكثير من الفنانين تأثروا به..لكنه لم يحصل على حقه في الشهرة؟
انصراف الإعلام على مثل هذه القامات الإبداعية، وبالتالي ظل هذا الفنان في الهامش.
. الساحة الفنية تفتقر للأصوات النسائية لماذا؟
الساحة الفنية مليئة بالفنانات، لكنها تفتقر للأصوات الفنية، والعام الماضي فقدنا صوتاً من أجمل الأصوات النسائية وهي الفنانة منى علي التي عاصرت جيلين، الجيل القديم وهذا الجيل يرحمها الله.
^^.. من الأصوات الحالية مَنْ شدّك؟
بلقيس أحمد فتحي وأحلام علي.
. فقط؟
أيضاً ولاء كليب، التي صدمت بموت خالها وتوقفت عن الغناء تماماً..الآن بلقيس أحمد فتحي وأحلام علي صوتان قادمان..
. جميلة سعد ايش رأيك فيها؟
حلو كفنانة ..لكني أتحدث كخامة، وعن العُرب التي تمتلكها الفنانة، وعن الثقافة التي في صوتها، فالصوت ثقافة وبلا ثقافة الإنسان لا يملك شيئاً.
^^.. الآن شرف القاعدي..إلى أين وصل؟
أنا لم أصل..لكنني في الطريق.
في الطريق إلى أين؟
لأن أكون سفير أغنية السلام في العالم.
كلمة أخيرة
شكراً لشخصك الكريم، ولملحق “ألوان” الذي يعنى بالفن والإبداع والمبدعين، وأتاح لي فرصة الالتقاء بالجمهور الحبيب من جديد أتمنى لكم التوفيق ولليمن الخير والأمن والسلامة من كل شر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.