غالباً ما تكثر التهم حين تبرز قضية الطفل والطفولة وكل جهة تلقي باللوم على الأخرى، ففي قضيتنا هذه لم نستطع الاستقرار على محور العملية التعليمية في مشكلة تسرب طلبة المدارس إلى محلات الإنترنت والألعاب الالكترونية .. فإدارات المدارس تلقي باللائمة على أولياء الأمور والعكس، فيما مكاتب التربية تلقي هي الأخرى باللائمة على مكاتب الثقافة.. فيا ترى عند من نحل هذا اللغز! تنصل من المسئولية يشكو عدد من مديري المدارس عدم تجاوب أولياء الأمور فيما يخص أبناءهم الطلاب؛ نتيجة انشغالاتهم مع متطلبات الحياة الصعبة حد قول مديري مدارس. لذلك يقول الأستاذ مختار علي غالب المقطري مدير مدرسة سبأ بالمظفر: نواجه صعوبة في التوصل مع أولياء أمور الطلبة حين تعترضنا مشكلة, وإن أتى ولي الأمر فإنه يصل متأخراً جداً مما يعيق الإدارة المدرسية ويؤدي إلى ترحيل مشكلاتها إلى أجل غير مسمى. ويعترف مدير مدرسة سبأ بأن المشكلة موجودة, وأن إدارته تعانيها، مشيراً إلى أنه قام بالتواصل مع أحد المسئولين لحل هذه المعضلة وحلت وقتها المشكلة, ثم عاودت الظهور من جديد، من جهته يرى الأستاذ أحمد عبدالولي مدير مدرسة اليرموك بالدحي أن تنصل أولياء الأمور من مسئولياتهم يفاقم المشكلة، كما أبدى اعترافه هو الآخر بمشكلة التسرب إلى محلات مقاهي النت والألعاب, لافتاً إلى أنه بين الحين والآخر يقوم “بكبسات” لتلك المحلات, ويضبط عددا من الطلاب, ولم يخف أنه تم البلاغ بأصحابها وعمل تعهدات بشأن معاودة ذلك إلا أن المعضلة لم تحل حسب تعبيره. إذا لم يعرف فمن يعرف؟! أول مرة أسمع بهذا في اتصالنا بالأستاذ عبدالكريم محمود مدير مكتب التربية بمحافظة تعز, فيما يخص المشكلة هذه قال: إنه لأول مرة يسمع أن طلاب المدارس يتسربون إلى محلات النت والألعاب وقال: قد يكونون غير طلاب المدارس! لافتاً إلى أنه لم يتلق مكتبه أيه شكاوى من أولياء الأمور أو مديري المدارس, لكنه أبدى استعداده لدراسة المشكلة وبحثها وتحديد الأدوار لكل الجهات ذات العلاقة وأضاف: إن المسألة تحتاج إلى وقفة جادة ووعد بالتواصل مع جهات الاختصاص. لائحة تنظيم لمعرفة دور مكاتب الثقافة فيما يخص محلات الإنترنت وماشابهها اتصلنا بالأستاذ محمد عبدالرحمن مدير إدارة المصنفات بمكتب ثقافة عدن, بعد تعذر الاتصال بمدير مكتب الثقافة بتعز، حيث قال لنا مدير المصنفات بعدن: عمل مكتب الثقافة هو منح تراخيص العمل والتنظيم للمحلات ودور رقابي إشرافي, وهو جهة ضبط, موضحاً أن مكاتب الثقافة تمتلك لائحة لتنظيم عمل تلك المحلات. وأشار إلى أن مكتبه وجه أصحاب المحلات بعدم قبول أي طفل يرتدي زياً مدرسياً وقت الدراسة، كما يمنع دخول أي طفل أو قاصر بعد الساعة السادسة مساءً لتلك المحلات. إضافة إلى فرض فتح أبواب المحلات بحيث يشاهد المارة كل من في المحل حماية للقاصرين واشتراط فتح مثل تلك المحلات من عدم وجود حمام أو غرفة داخلية ظاهرة كانت أم مخفية حماية للأطفال واحترازاً. وأكد مدير المصنفات ضبط عدد من المخالفين من خلال حملات التفتيش التي يقوم بها مكتب الثقافة هناك. منوهاً أن العملية بحاجة إلى تكاتف الجميع ابتداءً من الأسرة والمدرسة والجهات ذات العلاقة. اتهام متبادل من جهتهم يرى عدد من أولياء الأمور أن تنصل بعض إدارات المدارس من مسئولياتها يفاقم مشكلة تسرب هؤلاء الأطفال لمحلات “الشبهة” حد وصفهم، فهاهو سعيد, أحد أولياء الأمور يقول إن إدارة مدرسة أولاده لم تبلغه بأي أخطار أو تقريرعن سير العملية التعليمية لأطفاله، معترفاً بأنه مقصر من حيث الزيارات المفاجئة لترقب أطفاله. فيما يلقي عبدالودود بالمسئولية الكاملة على مديري المدارس الذين هم حد قوله لا يهمهم شيء، مؤكداً أنه لم يتلق طوال دراسة أولاده أي إخطار عن مستوى تعليمهم، حتى يتسنى له متابعتهم أولاً بأول. لكن مختار, أحد أولياء الأمور المثقفين يلقي باللائمة على بعض أولياء الأمور الذين كما يقول : لا يتابعون حياة أولادهم التعليمية من حيث الزيارات المتكررة لمدارس أطفالهم لمتابعة مستوياتهم والنقاش مع مدرسيهم ومعرفة مكامن الضعف فيهم.