كان يمكنني الوصول إلى موزع في وقت مبكر إلا أن عدم وجود “فرزة” خاصة بها وعدم سفلتة طريقها أوصلني إليها تمام العاشرة والنصف، وطوال الطريق كان الأستاذ علي محمد مجلي رئيس قسم التأهيل والتدريب بمكتب تربية موزع متحدثاً عن مجالات متعددة في المديرية، كانت مفاتيح للاستطلاعات التي كنت أنوي إنجازها عنها. الطريق إلى موزع لاتزال ترابية على حالها رغم أن بداية مشروع سفلتة طريقها تعود إلى سبع سنوات ماضية حسب فضل صالح عقلان "مدرس" والذي أوضح بأن أسباب التأخير تعود إلى تعدد الجهات المشرفة على تنفيذها منذ العام 2004م، ورغماً عن رؤيتي لعدد ضئيل من الآليات التي كانت تقوم بالعمل في الطريق، وأشار إلى أنها ستكون طريقاً جيدة إلا أن علي محمد الظرافي كان له رأى مختلف، مشيراً لعدم جودة الطريق حيث يجرى سفلتة الطريق بطبقة إسفلتية واحدة بدلاً من طبقتين أو ثلاث. خلال سيرك في موزع سيجذب انتباهك الحالة الرثة التي وصلت إليها الشواهد التاريخية في موزع ممثلة ب “ قبة باسعد” و”المحولي” و”قبة السيد حسين” وهي الحالة التي ستوصلها إلى الاندثار كما هو حال قبة باسعد في ظل عدم اهتمام مكتب الأوقاف بالمحافظة أو المجلس المحلي بالمديرية والذي يعذر بقلة ذات يده. وليست هذه الشواهد فقط ما ستجذب انتباهك، حيث يشكو جامع موزع التاريخي والذي تم بناؤه عهد الدولة الرسولية، متزامناً مع جامع المظفر بمدينة تعز مر الشكوى من الإهمال الحاصل له واحتياجه لترميم وصيانة واسعين من قبل مكتب الأوقاف بالمديرية والمحافظة. مشهد أكثر سوءاً ستصادفه في موزع بمقابرها التي أصبحت مرمى للزبالة وممرا للكلاب والحيوانات وحتى ساحة للتبول؛ نتيجة عدم وجود سور يحيط بها ويصونها، يقوم مكتب الأوقاف بالمديرية بإنشائه بدلاً من انحصار دوره فقط بالجباية. إشكاليات تربوية كذلك هي الموجودة وحسب أ.علي أحمد مثنى سعيد، مدرسة الزهراء، هي الكثافة الطلابية، نقص بعض الوسائل التعليمية، وعدم وجود كمبيوترات تساعد على إنجاز أفضل. أما أ. علي محمد الدبا فيشير إلى إشكاليات أهم كالعجز في المدرسين وعدم استلام طلاب الفصول الدراسية السابع والثامن للكتب الدراسية رغماً عن انتهاء الفصل الدراسي الأول. خلال وجودي في موزع كنت أسعى للقاء مدير أمنها الرائد محمد بجاش الحميري إلا أن عدة أمور حالت دون ذلك لألتقيه مصادفة في السيارة المنطلقة من البرح إلى تعز، وحسب بجاش قلّت القضايا والإشكاليات التي كانت توجد سابقاً، وبعد أن تم القبض على الهاربين الذين كانوا مطلوبين بأحكام صدرت ضدهم. صحة موزع .. خدمة بحاجة للتعزيز الجانب الصحي أحد الجوانب التي لاتزال بحاجة للتعزيز ورغماً عن بلوغ عدد سكان المديرية ما يقارب “42.000” نسمة إلا أن عدد الأطباء فيها لايزال “3” أطباء فقط.. عن الجانب الصحي، الميزانيات التشغيلية و ...إلخ كان هذا الاستطلاع. احتياج لمستشفى ريفي د. محمد عبدالله النجار مدير مركز الأم والطفل بموزع تحدث قائلاً: هناك خدمة صحية متوفرة في المنطقة، لكنها ليست على الوجه المطلوب لتوفير مركز حكومي واحد ومركز آخر تابع لجمعية الإصلاح الخيرية بطبيب واحد ولا توجد طبيبة في المنطقة، أما عدد المرضى فكثير؛ مما يتطلب مراكز صحية وأطباء أكثر، أضف إلى ذلك انتشار الأوبئة طوال السنة مع تنوع فصولها والتي لا يتم مكافحتها على الوجه المطلوب لجغرافية المديرية وقلة الخدمات، ونلاحظ فيما يخص الوباء الأخير الذي عرف بالمكرفس أنه لم تكتمل عملية الرش برغم وعد مركز الرش بذلك ووجود بعض الحالات المصابة، وإجمالاًَ فالمديرية تحتاج لإقامة مستشفى ريفي متكامل وتوفير أطباء أكثر وكذلك طبيبة وبعض الأدوية الضرورية المجانية وذلك بسبب الحالة المادية المتدنية للسكان. “3” مراكز “3” أطباء وللاستيضاح عن الجانب الصحي في المديرية التقينا بالأخ جميل أحمد علي حيدر مدير مكتب الصحة بالمديرية والذي ابتدأ حديثه بالقول: توجد “3” مراكز صحية في المديرية وهي مركز موزع الصحي ومركز الهاملي ومركز الأمومة والطفولة بموزع وهناك أيضاً “5” وحدات صحية قيد الإنشاء وهي وحدة الأتيمة والحد والعيصم والعريش والعقمة، فيما يبلغ عدد الكادر الصحي “47” رجالية ونسائية منهم “3” أطباء موزعين على مركز موزع والعريش ومركز الهاملي. ميزانية تشغيلية ب “9000” ريال وحول الميزانية التشغيلية لهدة المراكز والوحدات الصحية ومدى كفايتها لتقوم بعملها بشكل أفضل قال حيدر: في حين تبلغ الميزانية التشغيلية لمركز موزع “40.000” ريال شهرياً فإن الميزانية التشغيلية للوحدات الصحية هي “9000” ريال لكل وحدة، أما مركز الهاملي ووحدة الأتيمة فبدون نفقات تشغيلية وهي مبالغ غير كافية رغم متابعتنا المستمرة لمكتب الصحة بالمحافظة لاعتماد نفقات تشغيلية للمراكز والوحدات التي لا يوجد لها نفقات تشغيلية، إلا أن ردهم “معاكم مجالس محلية” وعندما رفعنا إلى مكتب المالية بالمديرية فوجئنا بإفادتهم بأننا نطالب بزيادة في حين لديهم تعميم بخفض الميزانية إلى “30”% في بعض البنود بحكم التقشف.. الآن أنا متردد بشأن فتح وحدتي “الغيل والصرارة” الصحيتين وحتى الآن لم يتم اعتماد نفقات تشغيلية لمركز ووحدة صحية قائمة. المكرفس وفيما يخص الوباء الذي انتشر في المديرية وعرف بالمكرفس قال حيدر: بالنسبة لهذا الوباء الذي انتشر في موزع بعد عيد الأضحى مباشرة فلم يستطع المختبر المركزي بتعز تشخيصه ما إذا كان حمى ضنك أو غيرها. أما عدد الحالات حتى الآن “27 1 2011” فبلغت “1040” حالة، مع العلم أن هذا الوباء انتشر في بدايته بشكل مخيف جداً حيث كان يتم تسجيل “50 60” حالة في الأيام الأولى له، أما الآن فبحدود “1 2 3” حالات فقط، أي إن الحالات لاتزال تظهر، ولكن بعدد أقل، ونحن هنا نوجه الشكر لمكتب الصحة بالمحافظة والمجلس المحلي للمحافظة والأخ شوقي أحمد هائل الذي رفدنا بأكثر من “1000” مغذية مع فيتامين سي والمهدئات الأخرى. وحول أبرز الإشكاليات الصحية التي تعانيها المديرية قال حيدر: نعاني عدم وجود طبيبة، وتسرب الكادر الصحي الوظيفي، وعدم إنشاء مستوصف ريفي والذي يمنع اعتماد إنشائه العدد السكاني للمديرية البالغ “42.000” نسمة في الوقت الذي حددت وزارة الصحة معايير الإنشاء بعدد سكاني قدره “ 50.000” نسمة.