مجمع الإصدار الآلي الموحد بمدينة تعز يعد واجهة حضارية ومعلما خدميا بارزا بمحافظة تعز، والذي قام بافتتاحه فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية في إطار احتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال20 للجمهورية اليمنية الذي احتضنته محافظة تعز .. ومع أن محافظة تعز قد شهدت في تلك الأثناء افتتاح ووضع حجر أساس لعدد من المشاريع الخدمية والتنموية إلا أن مجمع الإصدار الآلي الموحد يعتبر هو الأبرز بين تلك المشاريع؛ وذلك لتميز فكرته، كونه يحوي جملة من الخدمات التي تقدم للمواطنين تحت سقف واحد .. فهو وتحت هذا السطح الواحد يقوم بإصدار جوازات السفر، البطائق الشخصية والعائلية، وشهادات الميلاد، وكذا رخص القيادة واللوحات المعدنية (أرقام السيارات) بأنواعها. كما أن مجمع الإصدار الآلي الموحد تميز بكونه يختلف جملة وتفصيلاً عن سائر المجمعات والمباني الحكومية التي عرفها ويعرفها المواطن اليمني بدءًا بتقديمه لخدمات مختلفة ذات طابع الإصدار الآلي، مروراً بالتوزيع الراقي والمتناسق للجهات الحكومية المختلفة التي يضمها المجمع تحت سقف واحد وهي: الهجرة والجوازات والجنسية، والأحوال المدنية، والمرور .. الخ وكيفية توزيعها داخل المبنى بين هذه الجهات الحكومية، من حيث وضع الكبائن الخاصة بالموظفين ومروراً أيضاً بالصالة الواسعة والراقية المكيفة ونوعية كراسي الجلوس الخاصة بالمراجعين والتي تشبه إلى حد كبير صالات الانتظار بأحدث المطارات، وكذلك الهدوء الجميل للعاملين والمراجعين، وانتهاء بأسلوب التعامل الراقي والحضاري الذي يتم بين موظفي المجمع والجمهور .. وما يلفت النظر أيضاً داخل المجمع التطبيق الصارم لمنع التدخين في الأماكن العامة .. قد لا يستطيع العبد لله كاتب هذه السطور اختزال كل ما شاهدناه ولمسناه في مجمع الإصدار الآلي الموحد بتعز بسطور قليلة، لكن نقول بحق إننا ومنذ ولوجنا بهو المجمع شعرنا بالفخر والاعتزاز بوجود مثل هذه المجمعات الحكومية والتي تقفز بنا إلى مصاف الدول المتقدمة، وكان بالنسبة لنا مفاجأة؛ كونها أول زيارة لنا للمجمع، قُصد منها الاطلاع عن قرب لما يحويه المجمع، وما هي الخدمات التي يقدمها والآلية التي تسيّر المجمع.. أثناء تجوالنا داخل المجمع جرنا الفضول لسؤال بعض المراجعين الذين كانوا يجلسون على كراسي صالة الانتظار عن رأيهم بما شاهدوه في المجمع ومستوى الخدمات فيه.. كانوا على التوالي: الأخ عبدالملك علي عزيز – رئيس جمعية المغتربين اليمنيين بتعز الذي كان لديه معاملة لأحد المغتربين كما قال. الأخت فائزة سعيد عبده كان لديها معاملة استخراج قيد ميلاد لابنها. الأخ أنور محمد عبدالله – مغترب، لديه معاملة تجديد جواز سفر – الأخ ضياء الدين أحمد ناجي – طالب قدم لاستخراج بطاقة شخصية – معمر أحمد الزعيم – طالب، لديه معاملة استخراج بطاقة شخصية.. هؤلاء وآخرون ممن التقيناهم وحدثونا عن انطباعاتهم، وكان يفترض بي أنا كاتب هذه السطور أن أنشر هنا أحاديثهم كما جاءت، لكن لضيق المساحة وكذلك مهمتنا من الزيارة للمجمع وهي الاطلاع وليس عمل لقاءات، المهم أنني سأختصر هنا ماقالوه والذي كان على مسافة قريبة جداً من انطباعي وزملائي عن المجمع. حيث أبدوا إعجابهم وانبهارهم بما شاهدوه ولمسوه من مكان راق وتعامل لائق، بعيداً عن الضوضاء والازدحام والتسلق على شبابيك وأبواب الأماكن الحكومية الأخرى.. إضافة إلى ما قاله الأخ عبدالملك عزيز – رئيس جمعية المغتربين اليمنيين في حديثه لنا وهو قدومه لأكثر من مرة إلى المجمع مع بعض المغتربين لإنهاء بعض المعاملات الخاصة بهم الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالمجمع كمبنى راقٍ وأجهزة حديثة ومتطورة لم يجدوها إلا في دول اغترابهم. قيادة المجمع التقينا بهم في نهاية الزيارة وهم: العقيد ركن عبدالرحمن عبدالله زعفور المدير العام ونائباه العقيد محمد السماوي والعقيد نجيب ردمان، الذين بدورهم أطلعونا على أمور أخرى متعلقة بالمجمع بعيدة عما شاهدناه، وخصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الإيرادية، وكذا بعض العوائق التي يواجهونها قد يكون من شأنها عرقلة سير العمل وتدني مستوى الأداء مما قد يعمل على خدش الصورة الجميلة التي علقت في أذهان كل من زار المجمع.. ففي الغالب أن الإمكانيات المعنوية والمادية إذا لم تتوفر لأي منشأة أو مرفق حكومي لابد من تدن لمستوى الأداء فيه شاء المعنيون أو لم يشاءوا، ولنا في مشفى الثورة العام بتعز عبرة، كيف كان في ظل تشغيل الأصدقاء الصينيين له، وكيف أصبح بعد رحيلهم، وهناك حالات مماثلة كثيرة.. وعموماً قيادة المركز أوضحوا لنا بقولهم.. أولاً الجانب المالي: بلغت إيرادات المجمع منذ بدء العمل وتحديداً منتصف العام 2010م وحتى فبراير 2011م 42مليون ريال تقريباً، موزعة بين إيرادات الجوازات والأحوال المدنية والمرور.. تذهب هذه الإيرادات لحساب المجلس المحلي بالمحافظة.. أما العوائق الحاصلة في الوقت الراهن والمتوقعة مستقبلاً تكمن أولاً في الموازنة التشغيلية للمجمع حيث لم يستقر الحال إلى الآن مع قيادة المحافظة بتعيين مبلغ محدد كميزانية تشغيلية؛ كوننا وكما لاحظتم ويلمس الجميع نبذل وكافة العاملين جهودا إضافية، ونطالب على أقل تقدير مساواتنا ببقية المجمعات المماثلة في أمانة العاصمة وبعض المحافظات.. فمن المنطقي أننا في إدارة المجمع عندما نطلب من هذا الموظف أو ذاك بذل المزيد من الجهد والعمل الإضافي عندما يتطلب منا العمل ذلك لابد من أن نعطيهم حقهم من الأجر الإضافي والمكافأة والحوافز كي يستمر العمل بهذه الصورة الطيبة. ويضيف العقيد/عبدالرحمن زعفور مدير المجمع بقوله: هناك أيضاً عوائق أخرى، ومنها الاحتياج إلى توفير ماطور كهرباء؛ لأن الإطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي العمومي، وخصوصاً في منطقة وجود المجمع لساعات طويلة يتسبب في عرقلة العمل، وبالتالي فإن الحاجة ملحة لوجود ماطور كهرباء.. أيضاً الإخوة في مكتب المالية في المحافظة حتى الآن لم يوافونا بما نحتاج من دفاتر مالية لاستكمال الدورة المستندية للمجمع. وفي نهاية اللقاء عبر الإخوة بإدارة المجمع عن شكرهم وامتنانهم للرعاية والاهتمام الذي يلقاه المجمع من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمعالي الأستاذ/حمود خالد الصوفي – محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي ونائبه الأمين العام الأستاذ/محمد أحمد سعيد الحاج، ومدير أمن المحافظة، وكذا التعاون الطيب من قبل رؤساء المصالح الحكومية المتواجدة في المجمع ..الإدارة العامة للمرور ومصلحة الهجرة والجوازات والجنسية والأحوال المدنية.